حوادث اليوم
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 10:31 صـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

عالية محمد الشاعر نكتب :فلسطين جنة الأرض.. أما آن لأمتنا أن تتأهب

جنة فلسطين
جنة فلسطين



وقف سيدنا رضوان حارس الجنة عند بابها حَيرَان، إذ كيف يدخل الجنة من عنده القابلية للإنزلاق عن الصراط المستقيم الى اللإستقام، تنهدَ رضوان عليه السلام متوجساً خيفة عندما أخبره ملاك الموت عزرائيل انه ما فتأ يبحثُ عن أروح يقبضها بلطف لتفوز وتنعم بالجنة فيما بعد بشفاعة انتمائها الفعلي الناجز لقوميتها والولاء لعقيدتها الحقه بالسعي الحثيث والاجتهاد المتجدد العقلاني الذي حضَّ عليه ديننا دون التعرض والمساس بالثوابت والقطعيات بل بحسن التفكّر والتدّبر في الظنيات والأمور الدنيوية المعيشية التي أُقحمت وشوهت بفتاوى الجهل ، ولكن هيهات فأكثر ما يخشاه الملاك عزرائيل أن تقبض أمة العرب روحها بيدها وتُلقي بها في آتون اللهيب المستعر للصراع بين الحضارات والتناحر بين الأيديولوجيات والهرطقات الفكرية والجدالات الديماغوجية التي يُهدر ويتآكل معها الوقت، وكذلك الضياع في متاهات الشيزوفرينيا السياسية بحجة البراغماتية التي تتنكر بأقنعة الديمقراطية، هذه التي تُسمى بالقوة الناعمة التي يشوبها المراء والنفاق ويمكنها أن تكون فتاكة مدّمِرة ، والمعضلة أن معظم هؤلاء من صنَّاع القرار والنخبة الذين من المفترض أن يكونوا مؤتمنين على الحقوق وحفظ كرامة الانسان.
وها نحن العامة من الناس بتنا نتأرجح بين الشك واليقين أمام المواقف المعلنة المعسولة بحلاوة الكلام وباطنها الخداع والتربّص بالشعوب المغلوبة، على أمرها حتى التبس علينا الأمر في تحديد الخطأ من الصواب، ومن نصدق ولمن ننحاز وأين نوجه بوصلة العقل صوب الغرب المبهرُ بإنجازاته فنرحل مع زادِ افتتاننا به لنتشتت بين أرجاء الأرض أو نوجهها نحو القلب الذي ينبضُ بعواطفٍ ملهوفة لمشرقنا الذي يتخبطّ كالصقرِ الجريح في آلام وقهر أبنائهِ الأحياء المقبورينَ سراً وعلانية في مدافن النوائب من الفقر والأحزان، لنكتشف حقيقتنا كرهائن عند المُغَمِّضَاتُ من الأمور (الذنوب التي يرتكبها الإنسان وهو يعرفها) نتيجة ممارسات أشخاص يتحكمون بنا من خلال قرارات تُملى عليهم ولا تمتُّ إلينا بصلة، لتنطبق علينا صفة وقائذ الجوارح (محزوني القلوب) وتلازمنا كأحد العلامات الفارقة بين شعوب الأرض، هذا عدا الهواجس التي تؤرقنا، هل نستسلم للخوف من الطغاة؟ أم الهلع أمام عواصف العولمة القادمة إلينا من كل حدَبٍ وصوب بالرغم من إدراكنا أن لا مفر منها وبالتالي الحل لا يتأتى بالاختباء منها بل بمحاولة التكّيف والتأقلم مع عواصفها لنطّوعَ قوة هبوبها بما يتلاءم مع قيمنا معتقداتنا ويتوافق مع مصالحنا حتى لا نصبح كالقشة في مهب رياحها ، وهنا يحضرني قول الفيلسوف الهندي طاغور “يجب أن أفتح نوافذ بيتي لكي تهب عليها رياح كل الثقافات , بشرط أن لا تقتلعني من جذوري”.
هذا التدفق والغزو المريع للعولمة بكل أشكالها وآخرها الذكاء الاصطناعي الذي سيخبو معه بريق أرواحنا يذكرنا بقوله تعالى ” حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ” (سورة الأنبياء – 96) ويا لعظمة هذه الآية كما كل آيات القران الكريم إن فهمناها ليس بحرفيتها فقط بل بأبعادها المفتوحة سندرك أن كل شيء في عالمنا قد يأخذ طابعا مُقتحِماً كاسحاً عندما يمتلك أسباب التفوق وأدوات القوة، ولابد أن نستوعب بفطنة العربي الذي كان يتميز بالفراسة وصفاء الذهن المُكتسب من المساحات الشاسعة للصحراء، فينبغي علينا أن نُفعّل هذه الصفات ونوجه كل طاقاتنا ونحشد جهودنا لتتدارس في نهج جديد يُقصّر علينا الطريق للسير الجاد نحو الوحدة التي من أولوياتها التكامل الإقتصادي الذي سيفضي إلى التوزان والإستقرار الإجتماعي وسيقودنا بالتالي الى الأمن القومي، هذا يملي علينا التخلي عن الشعارات القطرية وإن كانت بريئة في أهدافها لكنها سطحية ساذجة في طرحها وتبدو كأنها مراهقة وطنية، على سبيل المثال القول (مصر أولا ، الأردن أولا ، لبنان أولا الخ..) والسؤال هل من المعقول أن يتحقق هذا الشعار على أرض الواقع إذا كانت فلسطين وغيرها من البلاد العربية المنكوبة آخراً؟! نعم قدرنا ومصيرنا مشترك أو (بتعبير مجازي) نحن كما المسبحة إذا انفرطت حبة منها انفرط عقد المسبحة، فهل يجوز لنا أن نفكّر بهذه المحدودية! وسط الضجيج الكوني الذي يعجُّ بالكثير من المتغيرات والتناقضات، لا شك أن هكذا شعارات لا تفيد أمتنا في شيء بل تُضعفها وتفتُّ من عضدها وتجعل كل قطر متقوقعاً منغلقاً على ذاته وهذه خطيئة عواقبها وخيمة تحديداً في هذا العصر الذي تتنافس فيه الأقطاب على من سيحكم العالم ويقود دفة السيادة عليه، في هذا التسارع الجنوني للأحداث من ا…

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found