حول مستقبل ايران على المحك مع القادم المجهول 2
ومع اختفاء طائرة الرئيس والوفد المرافق له فى حادث مجهول اثار الكثير من علامات الغموض والبحث فى كل الاحتمالات الممكنة والغير ممكنة فى ظل غياب معلومات أبرزها احتمالية تعرضها لعمل عسكرى وأنه من المرجح تم اسقاط الطائرة فى منطقة تتسم بنزاعات مسلحة وخارج السيطرة الكاملة ومدى ارتباطها بالنشاط العسكرى الاسرائيلي وربط ذلك بالهجوم الايرانى على إسرائيل على خلفية ضرب القنصلية الايرانية فى دمشق ومصرع ثمانية من كبار القيادات الايرانية، وربما من خلال استخدام اسلحة الطاقة الموجهة (النبضة الكهرومغناطيسية) حيث تعمل هذه الاسلحة على تعطيل انظمة الطائرة الاليكترونية عن بعد.
ويبقى احتمال الطبيعة الاحتمال الاكثر منطقية خاصة مع اعلان إسرائيل عدم صلتها بالحادث وان كان ذلك يبعث برسالة على قدرة إسرائيل فى الوصول الى تحقيق اهدافها وقتما شاءت اذا صحت تلك الرواية، وقد ادت الظروف الطبيعية السيئة الى اصطدام الطائرة بالجبال الشاهقة وادت الى سقوطها وتحطمها.
ويبقى الاحتمال الاخير ، وربما يكون ناتج عن عطل فنى أو تخريبى ارتباطا باحتمالية وضع الطائرتين المصاحبتين لطائرة الرئيس والتى وصلتا الى ايران برغم سيرهما فى ذات المسار ،فيما يرى البعض ان رواية اسقاط طائرة الرئيس بسبب الطقس رواية غير مقنعة .
وفى غياب العديد من الاجوبة من الجانب الايرانى على العديد من التساؤلات ، يخرج مكتب المرشد خامنئي الى المطالبة باجراء تحقيقات أمنية موسعة فى ملابسات الحادث التي يراها صناع القرار غير طبيعية، ويبقى سقوط المروحية الرئاسية محل جدل وان عطلا كاملا أصاب محركى الطائرة وهو امر لم يحدث سوى عبر تفجير الطائرة من داخلها او استهدافها بصاروخ او قديفة من خارجها .
ومع اشتباه الاجهزة الايرانية بعملية استخباراتية معقدة تكشف حديثا متصاعدا
بين دوائر نافذة في طهران ليس عن مقتل إبراهيم رئيسي ومن معه بل حول اغتياله عبر استهداف منظم حيث تشتبه الأجهزة الإيرانية في عملية استخباراتية معقدة من "جهة ما" فى اشارة الى إسرائيل .
اما مسألة المماطلة والضبابية فى الاعلان عن مصير الرئيس الايرانى جاءت لتهيئة الراى العام للظروف الاستثنائية المقبلة ولاعداد سيناريو التحول فى المشهد الايرانى على ضوء ما تسفر عنه الانتخابات الرئاسية الايرانية المبكرة لاختيار رئيسًا جديدا لايران .
كما ان الحادث كشف عن ازمة تردى البنية التحتية فى ايران وعدم قدرتها على معرفة مكان طائرة الرئيس الايرانى ولمدة تزيد عن ١٢ ساعة متواصلة دون معرفة ان كانت الطائرة تعرضت لحادث هبوط اضطرارى او سقطت او اصطدمت او تحطمت او تعرضت لصاروخ استهدفها، كما كشف الحادث عن حجم القبضة الحديدية فى يد خامنئي على الداخل الايرانى والتستر عن حجم الضعف الداخلى وما تعانيه ايران من ازمات داخلية تتعلق بوضعها الاقتصادى وضعف البنية التحتية وعجزها عن تطوير قدراتها فى مجال الطيران وفقرها الشديد فى تلك التكنولوجيا بسبب الحصار والعقوبات التى تفرضها امريكا على طهران منذ عقود .