علقهم على الشبابيك وذهب لصلاة الفجر.. أب يقتل أبناءه الأربعة في الإسماعيلية
داخل أحد مساجد محافظة الإسماعيلية، كانت الصفوف لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة في صلاة الفجر، الخشوع يحيط بالمصلين، بكاء أحدهم كان مسموعا تتقطع أنفاسه، ما إن انتهى الإمام من الصلاة حتى جاءه من يحمل دموعه في كفيه، يخبره أن أبناءه توفوا ويطلب منه إذاعة الخبر في ميكرفون المسجد ليعلم أهل المنطقة في تقليد اجتماعي متبع بالكيلو 17.
علقهم على الشبابيك وذهب لصلاة الفجر.. أب يقتل أبناءه الأربعة في الإسماعيلية
خرج "سامي. م" من المسجد رافقه بعض جيرانه، يسألوه عن سبب وفاة ابناءه، الصمت لجم فمه، يبكي ويقول: "ماتوا الأربعة ماتوا"، إلا أن إجابة السؤال كانت صادمة حين أوصلوه إلى منزله.
قبل وقوع الجريمة بيوم، كان سامي غادر لتوه إحدى المصحات النفسية بالإسماعيلية، كان الأب يعيش وحيدا في منزله بالكيلو 17 التابع لمركز ومدينة القنطرة غرب، أدمن مخدر الشابو، أضاع عقله وأفسد عليه بيته وفرق أسرته، وطلق زوجته التي تركت المنزل وذهبت بأطفالها الأربعة إلى منزل أهلها.
بعد ضغوط استجاب الأب وقرر الذهاب للمصحة للإقلاع عن إدمان المخدرات وتلقى العلاج، قضى فترة طويلة أصبح بعدها في نظر القائمين على المصحة مؤهلا للخروج إلى المجتمع والتعايش بين أفراده بشكل سلمي وآمن.
إلا أن شيطانه ساقه ليفعل أسوا مما قد يظن من عالجه، ذهب الأب إلى بيت أهل زوجته التقى جدة أطفاله، بدا هادئا للغاية، حديث مرتب بصوت هادئ، يرجوها في رؤية اطفالها والسماح له باصطحابهم للخروج في نزهة يعوض فيها بعض الغياب والحرمان من رؤيتهم خلال وجوده في المصحة.
وافقت الجدة، لانت لزوج ابنتها السابق، وهي التي رأت ابنتها منه ما دفعها لطلب الطلاق والحياة بعيدا عن بيته بسبب ما فعلته فيه المخدرات، سلمته الأطفال وهي تقبلهم ولم تدري أنها تودعهم.
نزهة قصيرة في ليلة صيفية قضاها الأطفال، لم يتلقوا فيها جرعة مشبعة من اللعب والمرح، عاد بهم الأب للمنزل وهو يعدهم بتكرار الفسحة، هكذا أخبرهم وصدقه أبناءه الأربعة.
نام الأطفال ولم ينم الأب، تأثير السموم التي كان يتعاطاها ما زال مؤثرا، في منتصف الليل تسلل إلى غرفتهم خشية إيقاظهم، قيد كل منهم ولف على عنقه حبلا، صنع لكل طفل مشنقة ثم علق كل طفل في شباك داخل غرف وصالة المنزل.
فاضت أرواح الأطفال إلى بارئها، ينظر إليهم سامي، ويبكي في صمت، رفع المؤذن أذن الفجر، ذهب للمسجد وصلى في جماعة، وبعد انتهاء الصلاة وإبلاغ الإمام ليعلن للملأ وفاة أبناءه، رافقه الجيران وحين دخلوا المنزل شاهدوا أطفاله الأربعة إيمان 12 عامًا، ومحمد 8 أعوام، وخالد 5 أعوام، وندى الصغرى 3 أعوام، مشنوقين وموزعين على الشبابيك.
أبلغ الجيران شرطة النجدة، وتلقى اللواء محمد عامر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسماعيلية، إخطارا يفيد بالحادث ومصرع الأطفال الأربعة، قتلا على يد والدهم، وألقت الشرطة القبض على الأب وحررت محضر بالحادث وأخطرت الجهات المختصة للتحقيق في الواقعة.