غدا مفاوضات ساخنة بين إسرائيل ومصر وأمريكا لحسم مصير محور فيلادلفيا ومعبر رفح
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتحديات الأمنية، تتجه الأنظار إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث من المقرر أن تنطلق غداً الأحد محادثات ثلاثية تجمع مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر. هذه المباحثات تأتي في إطار جهود حثيثة لحل إحدى أكثر القضايا تعقيداً وحساسية في المنطقة، والمتمثلة في مصير محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إلى جانب معبر رفح الحيوي، الذي يعتبر الشريان الوحيد للقطاع المحاصر. وبينما تتعالى الأصوات الداعية للتوصل إلى تفاهمات تُرضي جميع الأطراف، لا يزال السؤال الأكبر يتمحور حول قدرة هذه اللقاءات على تحقيق اختراق حقيقي يُنهي حالة الجمود المستمرة منذ سنوات.
قضية محور فيلادلفيا تُعد من أبرز الملفات التي لم تُحسم بعد في المفاوضات المتعلقة باتفاق غزة
يُذكر أن قضية محور فيلادلفيا تُعد من أبرز الملفات التي لم تُحسم بعد في المفاوضات المتعلقة باتفاق غزة، حيث تسعى إسرائيل لضمان وجود أمني على هذا المحور، وهو الأمر الذي ترفضه كل من حركة حماس ومصر بشدة. وتترافق هذه المحادثات مع توقعات بوصول وفد إسرائيلي من المستوى الفني إلى القاهرة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات جديدة قد تُعيد رسم المشهد الأمني على الحدود.
محادثات ثلاثية تجمع بين مسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر لبحث ملفي محور فيلادلفيا ومعبر رفح
من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة غداً الأحد للمشاركة في محادثات ثلاثية تجمع بين مسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر لبحث ملفي محور فيلادلفيا ومعبر رفح. تُعتبر هذه الملفات من القضايا الشائكة التي ما زالت عالقة في المفاوضات المتعلقة باتفاق غزة.
لم يتم تحديد مستوى المشاركة من قبل مصر والولايات المتحدة الأمريكية
ووفقاً لتسريبات إسرائيلية، فإن الوفد الإسرائيلي سيأتي من المستوى الفني، حيث سيسعى إلى التوصل لتفاهمات مع الأطراف المعنية. ولم يتم تحديد مستوى المشاركة من قبل مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
الوفد الإسرائيلي سيغادر إلى القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاقات بشأن الترتيبات الأمنية على طول محور فيلادلفيا
وأفادت القناة الإخبارية الإسرائيلية 12 بأن الوفد الإسرائيلي سيغادر إلى القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاقات بشأن الترتيبات الأمنية على طول محور فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح، وهي قضية حذرت حماس من عدم المساومة عليها إلا في إطار انسحاب إسرائيلي كامل. وأضافت القناة أن إسرائيل قدمت مجموعة من الحلول المحتملة، دون الكشف عنها.
قمة أخرى لوضع الخطوط العريضة النهائية
وتسبق هذه الاجتماعات لقاء موسعًا مقررًا في القاهرة بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر. وفي هذا السياق، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تهدف إلى تحقيق تقدم في المحادثات خلال الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن كبار المسؤولين في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية سيصلون إلى القاهرة للمشاركة في قمة أخرى لوضع الخطوط العريضة النهائية.
مصر ترفض اي وجود لقوات أسرائلية في محور فيلادلفيا
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحفاظ على وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا، وهو ما ترفضه كل من حماس ومصر. ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية حلولًا ترضي جميع الأطراف وتضمن عدم وجود قوات إسرائيلية على المحور.
مقترح اسرائيلي بوجود 6 موظفين فلسطينيين في المعبر، دون زي رسمي أو تعليمات من السلطة
وعلى صعيد آخر، رفضت السلطة الفلسطينية عرضًا إسرائيليًا يتضمن وجودًا شكليًا لها في معبر رفح، حيث اقترحت إسرائيل وجود 6 موظفين فلسطينيين في المعبر، دون زي رسمي أو تعليمات من السلطة، على أن يتحكم الجيش الإسرائيلي في من يدخل ويخرج من المعبر.
تولي السلطة الفلسطينية إدارة المعبر تحت إشراف مراقبين أوروبيين
وتسعى الأطراف إلى العودة لاتفاق معبر رفح لعام 2005 الذي وافقت عليه إسرائيل بوساطة أمريكية، والذي ينص على تولي السلطة الفلسطينية إدارة المعبر تحت إشراف مراقبين أوروبيين. وبدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لإعادة بعثة المراقبين إلى رفح، بشرط دعوة مصرية وفلسطينية وموافقة إسرائيلية.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل لمواصلة مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وذلك عبر مقترح أمريكي تدعمه مصر وقطر.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن بلينكن سيحث كبار المسؤولين الإسرائيليين على تقليص الفجوات مع حماس بهدف التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع المقبل. ورغم التفاؤل الحذر الذي يحيط بهذه المحادثات، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.