ماكينة الدعاية ونجوم ”الترند”: هل الشهرة تعتمد على الموهبة أم الصخب الإعلامي؟
في السنوات الأخيرة، باتت الساحة الفنية والإعلامية تشهد تغييرات جذرية، حيث أصبح بعض الفنانين والمشاهير يعتمدون بشكل أكبر على قدرتهم على ركوب موجة "الترند" لتحقيق الشهرة، بدلاً من الاعتماد على أعمالهم الفنية وتاريخهم. مع احترامي لفنانين مثل محيي إسماعيل، تامر عبد المنعم، المخرجة إيناس الدغيدي، هيدي كرم، ومها أحمد، إلا أن حجم الصخب الذي يثيرونه في برامج النميمة والحوارات الإعلامية لا يتناسب مع حجم إنجازاتهم الفنية. هناك العديد من الفنانين الذين يمتلكون تاريخًا فنيًا كبيرًا، لكنهم لا يحصلون على نفس القدر من الاهتمام لأنهم لا يجيدون تسويق أنفسهم أو الحديث بشكل مثير للجدل.
"الترند" يصنع النجوم أم يهدمهم؟
تظهر بعض الفنانات الشهيرات، مثل رانيا يوسف، كشخصيات تتصدر باستمرار قائمة "الترند"، بسبب إطلالاتها الجريئة وتصريحاتها المثيرة للجدل. وعلى الرغم من مسيرتها الفنية الطويلة، فإنها تعتمد أكثر على اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بإطلالاتها وتصريحاتها. وبجانبها نجد فنانات مثل شيرين رضا والمطربة بوسي، اللواتي يظهرن باستمرار في البرامج الحوارية الساخنة ليتحدثن عن حياتهن الشخصية ويدلين بتصريحات مثيرة للجدل، ما يزيد من جاذبيتهن الإعلامية.
مطربو المهرجانات: شهرة لا تتناسب مع الفن
ولا يقتصر الأمر على الممثلين فقط، بل يشمل أيضًا مطربي المهرجانات مثل حسن شاكوش، عمر كمال، وحمو بيكا. هؤلاء أصبحوا ضيوفًا دائمين في البرامج الضخمة التي تستضيف كبار النجوم، رغم أن إنجازاتهم الفنية لا تبرر حجم الشهرة والاهتمام الإعلامي الذي يحصلون عليه. يظهرون في برامج مثل تلك التي يقدمها رامز جلال، والتي تمنح مبالغ ضخمة لضيوفها، ما يثير التساؤلات حول معايير الشهرة الحالية في الساحة الفنية.
الدعاية الهوليوودية تنتقل إلى الساحة العربية
من الواضح أن أساليب الدعاية الهوليوودية قد انتقلت إلى بعض الفنانين والإعلاميين العرب. أصبح افتعال الأزمات والتصريحات المثيرة جزءًا من استراتيجية بعض النجوم لتحقيق أكبر قدر من الاهتمام الإعلامي. هذا التسابق للحصول على الضوء الإعلامي قد يدفع البعض إلى استخدام وسائل غير تقليدية، مثل مستشارين إعلاميين ومكاتب خدمات صحفية تتولى فبركة الأخبار وتوزيعها بشكل منظم على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
صناعة الشهرة: بين التلميع والإبداع
اليوم، أصبحت الأخبار الفنية في معظم الصحف والمواقع الإلكترونية شبه متطابقة، حيث يعتمد العديد من الفنانين على مستشارين إعلاميين لترويج أخبارهم وصورهم بشكل مستمر. من لا يعتمدون على هذه الأساليب قد يجدون أنفسهم بعيدين عن الأضواء، وتقتلهم الحسرة وهم يشاهدون آخرين، رغم قلة موهبتهم أو خبرتهم الفنية، يحققون شهرة واسعة بسبب قدرتهم على التفاعل مع ماكينة الإعلام والترند.