علاقة شذوذ انتهت بجثة مسن عارية ومكبلة داخل كمباوند حدائق أكتوبر
العلاقات الشاذة، التي تتجاوز الحدود الطبيعية والأخلاقية، غالبًا ما تنطوي على دوافع خفية تجمع بين الرغبات غير الصحية والبحث عن المتعة بطرق ملتوية، في العديد من الحالات تأخذ هذه العلاقات منحى مظلمًا ينتهي بأحداث مأساوية وجنائية.
فحين تتورط النفوس في رغبات غير سوية، تتصاعد التوترات وتظهر الخيانات والطمع، ما يؤدي إلى اندلاع الصراعات التي تنتهي أحيانًا بجريمة بشعة، هذه الجرائم ليست مجرد حوادث عابرة؛ بل هي نتيجة لتراكم الضغوط النفسية والجسدية التي قد تنفجر في لحظة غضب أو انتقام، حيث يصبح الموت هو النهاية الحتمية لهذا المسار المدمر.
بلاغ بجريمة قتل
هناك في منطقة حدائق أكتوبر بمحافظة الجيزة كانت الليلة هادئة، لم يكن هناك ما يشير إلى أن شيئًا غير عادي سيحدث، حتى استقبل قسم شرطة حدائق أكتوبر مكالمة صادمة، مكالمة جاءت من أفراد الأمن الإداري بكمباوند شهير بالمنطقة، تقول: "واحد متكتف ومقتول يا بيه"، لم يكن المقدم "محمد نجيب" رئيس المباحث يعلم أن تلك الكلمات ستكون الشرارة التي ستكشف عن واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المنطقة.
تحركت قوة أمنية على الفور إلى مسرح الجريمة، وما إن دخلت القوة الشقة حتى صُدمت بما رأته، رجل مسن في السبعين من عمره يدعى "ج. أ"، كان يعمل فنيًا في شركة أسمدة، جثة هامدة مقيدة اليدين والقدمين، وقد وُضعت ملابسه الداخلية على وجهه في مشهد مهين، بينما جسده كان يحمل علامات واضحة تعذيب.
نُقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى وسط ذهول الجيران، الذين كانوا يعرفون الرجل بصفته شخصًا هادئًا ومنطويًا، لكن الهدوء الذي أحاط بحياة الضحية كان يخفي حقيقة أفعاله المظلمة.
بدأت النيابة العامة تحقيقاتها لكشف غموض الجريمة التي جمعت بين الوحشية والجشع، بينما كثفت المباحث تحرياتها لكشف تفاصيل حياته وعلاقاته.
لم يكن الضحية سوى رجل يعيش وحيدًا، بعيدًا عن الأنظار، لكن خلف هذه العزلة كانت هناك أسرار مريبة، تحريات المباحث كشفت عن علاقة مشبوهة تربط الضحية بشابين.
الأول يُدعى "مازن. ع"، شاب عاطل عن العمل يبلغ من العمر 19 عامًا، والآخر "سمير. م"، عامل بسيط، تم استدراجهما إلى شقة الضحية بغرض ممارسة علاقة مثلية الجنس، حيث وعدهما بمبالغ مالية وأغراض ثمينة مقابل تنفيذ رغباته.
تعذيب وقتل
ما أن دخل الشابان الشقة حتى تحول اللقاء إلى كابوس، فبدلاً من أن يتطور الموقف كما خطط الضحية، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، قام الشابان بتقييد الرجل المسن وضربه بوحشية.
لم يكن التعذيب مجرد وسيلة لقتله، بل كان مشحونًا بالانتقام والإذلال، وضعا ملابسه الداخلية على وجهه في محاولة لإذلاله قبل أن يشرعا في تعذيبه حتى الموت.
بعد تنفيذ جريمتهما، لم يتوقف الشابان عند هذا الحد. قاما بسرقة 100 ألف جنيه نقدًا، شاشة تليفزيون، هاتف محمول، وبطاقة فيزا، قبل أن يهربا من مسرح الجريمة، تاركين خلفهما جثة المسن المتحللة في شقته المغلقة.
بفضل جهود الأجهزة الأمنية، تم القبض على الجناة، اللذان اعترف الشابان بجريمتهما دون أي تردد، قالا إنهما قاما بتقييد المسن وتعذيبه وقتله لأنه حاول إجبارهما على ممارسة علاقة مثلية معه، وأضافا أن الجريمة كانت بدافع الانتقام والاستيلاء على الأموال التي وعدهما بها.
أمرت النيابة العامة بأكتوبر بانتداب طبيبا شرعيا لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لإستكمال إجراءات الدفن.
وبعرض المتهمين على النيابة العامة والتي واجهتهما بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرا بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات.
واصطحب فريق من النيابة العامة المتهمين إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتهما وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للجناة وتحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.