سعيد محمد أحمد يكتب :دمشق.. تستفيق -هل حان وقت انتهاء المشروع الايرانى فى سوريا؟
قد يكون الطرح غريبًا وربما مفاجئًا، وقد يكون غير واردا بشكل واضح وغير سريع، وبخلاف ما يتوقعه الكثيرون، والمتعلق بالعديد من النصائح بطلب دمشق، وبشكل رسمي من طهران ضرورة مغادرة ميلشيات ايران وقوات الحرس الثورى وعناصر حزب الله سوريا ورفض أي تواجد عسكرى ايرانى فى المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية .
تعزيز علاقاتها مع الدول العربية أولوية أولى وأكثر وأقوى من ايران
ومع رفض الدولة السورية طلبات "حزب الله و ايران" فى أزماتها ، الا أنها ترى أن تعزيز علاقاتها مع الدول العربية أولوية أولى وأكثر وأقوى من ايران، على خلفية طلب العرب عودتها للحاضنة العربية، كما طالبت دمشق بتحجيم أنشطة عناصر "حزب الله"، بإعلانها إغلاق مكتبها الخاص بتجنيد السوريين او اية جنسيات اخرى على الاراضى السورية، واعتبار اى مقاتل سورى لا يعمل تحت العلم السورى، عنصرا ارهابيا سيتم محاربة، حتى تتمكن دمشق من ممارسة سيادتها عسكريًا وأمنيًا على تلك المناطق، بوصف وجود تلك العناصر والميليشيات الايرانية فى سوريا هدفًا مرصودا ومستمرًا لإسرائيل لضرب تواجدهم على الاراضى السورية.
المؤكد أن الاحداث المتسارعة فى المنطقة وتحديدا فيما يتعلق بشن إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وعلى العاصمة بيروت، فى اعقاب التخلص من رئيس حزب الله حسن نصرالله وخليفته هاشم صفى الدين فى الضاحية الجنوبية، معقل جماعة حزب الله والتى تم تدميرها تدميرًا شاملًا وممنهجا لتصبح تلك الضاحية غير صالحة للحياة تماما.
استهداف سوريا بصفة خاصة بقطع خطوط الإتصال بين بيروت ودمشق عبر نقطة المصنع الحدودية السورية
كما ترافق مع تلك الغارات استهداف سوريا بصفة خاصة بقطع خطوط الإتصال بين بيروت ودمشق عبر نقطة المصنع الحدودية السورية، ليقتصر العبور على الأفراد سيرًا على الاقدام، وخروج نقطة "المصنع" السورية من الخدمة بالنسبة لمختلف وسائل النقل العام والخاص وفقا لتحذيرات إسرائيلية ، كطوق لمحاصرة لبنان برا وبحرا وجوا.
فيما تعدت تلك الغارات الاسرائيلية فى تنفيذ أهدافها وبصفة مستمرة وسريعة لتتصيد العديد من الاهداف الايرانية التى ربما توجهت من بيروت الى دمشق موخرا حيث جرى استهداف اجتماع ضم شخصيات ايرانية، وبعضا من جماعة حزب الله فى منزل مؤجر لهم بأحد الأحياء الشعبية بمنطقة "الشيخ سعد" وهى منطقة تجارية تتميز بكثافة روادها، علاوه على قربها من مقر السفارة الايرانية على اوتوستراد المزة، والتى لا تبعد عن الهدف الذى تم تدميره سوى بضعه أمتار.
تطلع دمشق لفك ارتباطها مع ايران التى فشلت وثبت عجزها فى حماية عناصرها فى سوريا، وتنازلت وتخازلت
ومع تطلع دمشق لفك ارتباطها مع ايران التى فشلت وثبت عجزها فى حماية عناصرها فى سوريا، وتنازلت وتخازلت وباعت أهم أذرعها الأربع" حزب الله"،فكيف لها ان تحمى سوريا وشعبها، فطهران التى تشعبت وتمددت فى سوريا، وتحديدا فى العاصمة دمشق وفى معظم أحيائها، وشكلت ضغطًا نفسيا وأمنيًا على أهالي وسكان الشام، بل، وتجاوزت سلوكياتهم وأدبياتهم خارج المنطقة المسموح لهم بيها فى " منطقة السيدة زينب"،فى تغيير التركيبة الديمغرافية لتبدوا العاصمة دمشق، وكأنها جزءً من "الضاحية الجنوبية" متشحة بالسواد فى المناسبات الدينية.
مئات الايرانيين فى دمشق باعوا عقاراتهم للهروب الى ايران
ومع رفض دمشق تقديم اية مساعدات انتشرت عبر وسائل السوشيال ميديا بعضا من الاشارات التى ترى ان مئات الايرانيين فى دمشق باعوا عقاراتهم للهروب الى ايران ، فيما يرى المراقبون ان مسألة التخلص من الفصائل المسلحة والميليشيات الايرانية فى العراق تحديدا رسالة وأصبحت أمرًا نافذا عبر تهديد واشنطن لقادة ميليشيات الحشد الشعبى الايرانى فى العراق والذى اصبح يشكل عبئًا على الحكومة العراقية، وتخوفا من اتساع الصراع مما يشكل خطرا على بغداد وتحولها الى "غزة وجنوب لبنان" عبر تصعيد ميلشيات ايران، فى مواجهة القوات الامريكية والتى يسعى رئيس للحكومة العراقية خفض التصعيد فى تلك المنطقة .
تضييق على امداد سوريا بمواد الطاقة " سولار بنزين مازوت وكهرباء " بأعتبارها وسائل ضغط على دمشق للتحكم فى قرارها
ومع اتساع خلافات دمشق وطهران فى وجهات النظر عبر الضغط على دمشق اقتصاديا حيث تتجاوز مديونيتها ٥٠ مليار دولار ، وخاصة فيما يتعلق بالتضييق على امداد سوريا بمواد الطاقة " سولار بنزين مازوت وكهرباء " بأعتبارها وسائل ضغط على دمشق للتحكم فى قرارها، وهو ما كانت ترفضه دمشق على استحياء فى ظل عزلتها عربيا، علاوه على عامل شديد الخطورة فى علاقة الجيش السورى المضطربة بعناصر ميليشيات ايران وحزب الله وما احدثتة من احتكاكات،وصلت الى حد التراشق المسلح.
فصل الخطاب لفك الارتباط عسكريا وأمنيًا بين طهران ودمشق
فيما جاءت زيارة وزير الخارجية الايرانى الى دمشق موخرا فى اطار جولته التى شملت بيروت، ربما لتكون فصل الخطاب لفك الارتباط عسكريا وأمنيًا بين طهران ودمشق ، وربما فى تقدير بعضا من المتابعين قد تكون رؤية سوريا بأن القادم ربما أعظم وأخطر على المنطقة وعلى سوريا ، وبالتالى فإن عدم سماح دمشق لايران أو جماعة حزب الله باستخدام الاراضى السورية خاصة الجولان السورى "المحتل"، وربما كآن أمل نصرالله فى ان يحول "الجولان" إلى جنوب سوريا كجنوب لبنان، ومنطلقا لأيه أنشطة عسكرية أو أمنية تهدد أمن واستقرار الدولة السورية.
فيما لازالت سوريا تلملم نفسها فى استعادة استكمال سيادتها على أراضيها الخاضعة للعديد من تواجد القوات الاجنبية على بعض الاراضى سواء من قبل تركيا وامريكا وايران وروسيًا، وعلى رأسهم التواجد التركى ومطالبة دمشق باعلان أنقرة اولا انسحاب قوات الاحتلال التركى من كل الاراضى السورية بشكل عملى وواقعى على الارض ليبدا التباحث فى اعادة الثقة اولا بين البلدين .