تصريحات رئيس الوزراء تثير قلق المصريين حول ”اقتصاد الحرب” !!!
عقب مرور أكثر من خمسة عقود على تجربة المصريين مع ما يسمى بـ"اقتصاد الحرب" التي عايشوها عقب نكسة يونيو 1967 واستمرت حتى نصر أكتوبر 1973، عاد هذا المصطلح ليُطرح مجددًا على لسان رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، في تصريح أثار قلق الكثيرين حول الوضع الاقتصادي المستقبلي. تصريحات مدبولي جاءت في مؤتمر صحفي أمس، حيث أشار إلى استعداد الحكومة لتطبيق "اقتصاد الحرب" في حال اندلاع صراع شامل في المنطقة، مما يفتح باب التساؤلات حول الخطوات الاقتصادية التي تستعد مصر لاتخاذها لمواجهة التحديات المحتملة.
مصر بالفعل على شفا تطبيق نظام "اقتصاد الحرب" أم أن هذه التصريحات هي إجراء احترازي ضمن خطة أوسع لضمان استقرار الأوضاع الداخلية وتأمين احتياجات المواطنين
وفي ضوء التوترات الإقليمية المتصاعدة، يُثار التساؤل حول ما إذا كانت مصر بالفعل على شفا تطبيق نظام "اقتصاد الحرب" أم أن هذه التصريحات هي إجراء احترازي ضمن خطة أوسع لضمان استقرار الأوضاع الداخلية وتأمين احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والخدمات الحيوية. تتضمن هذه الخطة توجيهات لرشيد الإنفاق وتعزيز المخزونات الاستراتيجية من المواد الغذائية والسلع الرئيسية، وهي إجراءات تأتي بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت بشكل كبير على الأسواق العالمية، بما في ذلك مصر.
تصريحات رئيس الوزراء وردود الأفعال: هذه الإجراءات لا تعني بالضرورة دخول مصر في صراع عسكري، بل هي استجابة طبيعية للظروف الاقتصادية
وفي تصريحاته خلال المؤتمر، شدد مدبولي على أن الحكومة المصرية تعمل حاليًا على تعزيز منظومة ترشيد الإنفاق الحكومي، وتوجيه الموارد نحو الأولويات الأساسية، لضمان جاهزية الدولة في حال حدوث أي تطورات سلبية قد تؤثر على الاقتصاد أو الاستقرار الداخلي. من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر جامع أن هذه الإجراءات لا تعني بالضرورة دخول مصر في صراع عسكري، بل هي استجابة طبيعية للظروف الاقتصادية المحيطة وتأثيراتها المحتملة على مصر.
أعادة الدولة تنظيم مواردها الاقتصادية وتوجه الإنفاق نحو القطاعات الحيوية مثل الغذاء والدواء
أضاف جامع أن ما أشار إليه رئيس الوزراء يعكس الخطوات العملية نحو ما يعرف بـ"اقتصاد الحرب"، حيث تعيد الدولة تنظيم مواردها الاقتصادية وتوجه الإنفاق نحو القطاعات الحيوية مثل الغذاء والدواء، مع تقليل الإنفاق غير الضروري وضمان استمرارية تدفق السلع والخدمات الأساسية.
قصة مفهوم اقتصاد الحرب.. من الماضي إلى الحاضر
يعود مفهوم "اقتصاد الحرب" تاريخيًا إلى الحرب الأهلية الأمريكية في الفترة ما بين 1861 و1865، حيث اضطرت الولايات المتحدة آنذاك إلى تنظيم اقتصادها بشكل كامل لمواجهة متطلبات الحرب. وتكرر هذا النموذج خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى حرب فيتنام. في مصر، عايش المصريون تجربة مشابهة بين عامي 1967 و1973، عندما تم تعديل الموازنة العامة لتصبح "ميزانية المعركة"، ما مكن البلاد من تمويل متطلبات الجيش وتنظيم الإنتاج والتوزيع لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية.
ضرورة الاستعداد لمواجهة أي صراعات إقليمية محتملة، والتي قد تفرض على الدولة الدخول في "اقتصاد الحرب"
اليوم، تعود هذه التجربة إلى الأذهان مع تصريحات مدبولي التي تلقي الضوء على ضرورة الاستعداد لمواجهة أي صراعات إقليمية محتملة، والتي قد تفرض على الدولة الدخول في "اقتصاد الحرب" دون الدخول الفعلي في الصراع.