حوادث اليوم
الأحد 13 أكتوبر 2024 09:23 مـ 10 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

سعيد محمد أحمد يكتب : طهران .. ورسالة دمشق ؟؟؟!!!

الكاتب الصحفي - سعيد محمد أحمد
الكاتب الصحفي - سعيد محمد أحمد

المؤكد أن إيران لا تتمتع بحاضنة شعبية أو اجتماعية فى الداخل السورى ، ذو الأغلبية السنية ، منذ دخلوها الاراضى السورية تحت عنوان دعم دول " المقاومة والممانعة"، ودون ان تحدث تغييرا جوهريا فى أدبيات الشعب السورى الذى عاش فترات تاريخية من النضال الحقيقى عاشقا لمصر وعبد الناصر ، وما ارتبط بها من أفكار ومصطلحات سياسية بمشاريع وأحلام الوحدة العربية والسوق العربية المشتركة وتعظيم مفهوم القومية العربية، والتى تتناقض جميعها وكليا مع المشروع الايرانى الفارسى التوسعي.

التواجد الايرانى وجماعة حزب الله فى سوريا مخترق أمنيًا ومذهلًا

كما لا توجد حاضنة شعبية واجتماعية معتبره فى الداخل السورى، يمكن البناء عليها إلى حزب الله، وبما لا يدع مجالا للشك بأن التواجد الايرانى وجماعة حزب الله فى سوريا مخترق أمنيًا ومذهلًا ، تؤكده استمرار الغارات الجوية الاسرائيلية على سوريا مستهدفه قيادات ايرانية من مستشارين وخبراء عسكريين من الحرس الثورى او فيلق القدس، آو عناصر مهمة تابعة لحزب الله فى العاصمة دمشق، وكان أبرزها اغتيال عماد مغنية " الشيخ رضوان " الرجل الثانى لحسن نصرالله فى حى "كفر سوسة" بقلب العاصمة دمشق فى ٨ فبراير ٢٠٠٨وبجوار العديد من الاجهزة الامنية، علاوة على ضرب منشآت صناعية ايرانية فى مدينة حمص " بوسط سوريا" موخرا.

المعارضة السورية لم تبرز منها ىشخصية وطنية حقيقية تحظى بإحترام المجتمع الدولي

كما لم تتمتع فى ذات السياق ذاته "المعارضة السورية "،فى الخارج باى حاضنة شعبية فى مختلف الاراضى السورية حتى فى المناطق التى خرجت عن سيطرة الدولة السورية ، وبرغم تعدد أجندتها السياسية والفكرية والطائفية على مدى سنوات الحرب العشر المريرة على سوريا ، ودون ان تسفر عن ىشخصية وطنية حقيقية تحظى بإحترام المجتمع الدولي، كونهم جميعًا أصحاب أجندات وفقا لمقرات إقاماتهم.

فيما جاء غياب الحاضنة الشعبية فى الداخل السورى الاجتماعى بسبب ممارسات ايران ومحاولاتها المستميتة لنشر مشروع التشيع عبر اقامة العديد من الحسينيات الايرانية لسحق السنة فى سوريا ولبنان والعراق فى بعض المناطق بالمحافظات كما فى دمشق والرقة ودير الزور والحسكة مستغله الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها سوريا منذ بدايه الحصار الاقتصادى الامريكى وحتى اليوم سواء مع الاب الراحل حافظ الأسد أو مع نجله الرئيس بشار الاسد .

ومع استمرار ايران فى مشروعها التمددى فى مختلف المدن والقرى السورية ، والذى استدعى نائب الرئيس السورى السابق فاروق الشرع عندما ووجه بسؤال حول مالذى تريدة ايران من سوريا ؟ .. كان جوابه على الفور ان عيوننا ليست عمياء عما تفعله ايران، وبما يؤكد عدم رغبة دمشق وربما امتعاضها من تلك المواقف، مستغلة مدى حاجة دمشق فيما كانت تاملة من دعم لقوى "المقاومة والممانعة"، والذى توقف دون تقديم أمارة على حقيقة الدعم الايرانى عندما تعرضت سوريا لضرب المفاعل النووى الايرانى الكورى عام ٢٠٠٧ فى منطقة "الكبر " بمحافظة دير الزور ،وجرى تدميره، إضافة الى تعرض قطاع غزة الى "خمسة حروب" مدمرة، ودون آن تساهم فعليا للدفاع عنها ميدانيًا ، مبررة دعمها بالدعم اللوجستي والمادى .. ولكن دون جدوى .

تظل العاصمة دمشق عمقا للامن القومى العربى، وحاضنة العرب جميعا

وبرغم ذلك تظل العاصمة دمشق عمقا للامن القومى العربى، وحاضنة العرب جميعا ، حتى وقعت فى مؤامرة ما سمى "بالربيع العربى" التى جاءت فى ظل أوضاع عربية متدهورة، لتقع سوريا فى الفخ الايرانى منفردة وكفريسة سهلة تمكنت منها طهران بعد قطيعة عربية، ودون دعما عربيا لتجد دمشق نفسها أسيرة إيران بوصفها الحليف الوحيد لها استنادا لمواقف الرئيس الراحل حافظ الاسد بالوقوف مع ايران فى حربها ضد العراق والرئيس صدام حسين على مدى ثمانى سنوات.

ومع تغير الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية والحالة المزرية التى وصل لها العرب، كى تنجو كل دولة بنفسها والهروب من فخ المؤامرة، لتجد سوريا بمفردها فى مواجهه قوى دولية واقليمية تتصارع على الارض السورية لممارسة كل قوة نفوذها على ما تمتلكه من مواقع، ومع دخول قوات اجنبية منها روسيا التى دخلت بصفة رسمية وبناء على دعوة من الرئيس بشار عام ٢٠١٥ بعد ان فشلت إيران فى مواجهة القوى المعارضة المسلحة - كما فشلت فى حماية عناصرها وقياداتها - مع استدعاء تنظيمات ارهابية من جبهه النصر ومرورا بالجيش الحر وانتهاء بالدواعش واعتبار محافظة الرقة إمارة الخليفة البغدادى للدولة الاسلامية .

ومع دخول الروس الى سوريا كانت قبلة الحياة للنظام السورى وللدولة ورفض مشروع تقسيم سوريا الى كيانات طائفية بدعم وتحريض من جماعة اخوان سوريا مع تنظيمها الدولى ،، وبما يؤكد ان طهران كانت فى طريقها للتخلي عن النظام السورى وأملها فى تغيير نظام يتوافق مع مشروعها الفارسى .


الانتباه الى عودة بعض القوى الاقليمية لتأجيج الصراع وصولا الى الجائزة فالكبرى بوضع سوريا على طريق التقسيم

ويقع علي عاتق دمشق العديد من المسؤليات الجسام أهمها على الاطلاق الانتباه الى عودة بعض القوى الاقليمية لتأجيج الصراع وصولا الى الجائزة فالكبرى بوضع سوريا على طريق التقسيم لتصبح مطمعا من دول الجوار وأهمها تركيا الحالمة فى تحقيق ذلك الآمل فى تعيد سيطرتها على الشمال السورى مضافا له مدينة حلب السورية وذلك ضمن مخطط أسود يجرى الترتيب له ربما على المدى البعيد اذا ما استمرت المنطقة فى تصعيد الحرب واتساعها اقليمية .

وعلى دمشق ان تدرك جيدا حجم الرسائل المباشرة منها وغير المباشرة فى ان يكون من أولوياتها وبوضوح لا لبس فيه بإعلان كما
فك ارتباطها بحزب الله وايران معا ودون مماطلة او تسويف والاسراع عربيا بإعلانها ان السلام بالنسبة الى سوريا خيار استراتيجي مما سيلقى ترحيبا عربيا مع قبول الرياض بالتطبيع مع تل ابيب شريطة اقامة دولة فلسطينية كما ستلقى دعما دوليا واوربيا ، وذلك عوضا عن الدخول فى صراعات فى ظل اختلال موازين القوى وتفويت الفرصة على تل ابيب من القيام بتلك المهمة وبما يؤشر ادخال سوريا الجريحة فى دوامة صراع لا قبل لها بها .

وأعتقد أن دمشق تجيد القراءة السياسية لما يدور فى المنطقة من حولها كما أنها تدرك حجم الزلزال الذى تعرضت له سواء جماعة حماس أو جماعة حزب الله، من تدمير شامل وممنهج، وربما نهاية حزب الله فى لبنان بعد ان تنازلت وباعت طهران أذرعها فى المنطقة، حتى وصل الامر لحزب الله ان يستجدى وقف اطلاق النار دون ربطة بوقف الحرب فى غزة ، وبرغم كل ذلك فان وقف اطلاق النار فى لبنان قد تجاوزه الزمن ولا يستطيع نائب حزب الله نعيم قاسم القابع فى أحد الانفاق ليعلن قبول الحزب بوقف اطلاق النار ولكن دون جدوى ، بل لتعلن إسرائيل مجموعة من الشروط الجديدة أهمها تسليم سلاح حزب الله، والعودة الى ما وراء نهر الليطاني بعمق ٣٠ كم ،وفقا للقرار الدولى ١٧٠١ مع مطالبه حزب الله "يحيى السنوار" بالافراج عن الرهائن وفك ارتباط لبنان رسميا عن حزب الله وايران معا .

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found