ولعت في أبوها حي.. قصة مقتل عامل على يد طفلته بصفط اللبن
مر أسبوع على الحدث، ولم يزل أهالي شارع الثلاجة يتحدثون عن الواقعة التي اقشعرت لها الأبدان؛ فتاة لم يتعدَ عمرها الـ13عامًا، حرقت والدها الذي تربت في كنفه، للهروب مع شابٍ غنى لها أشعارًا من الحب ووعدها بالزواج الزائف، وهذا ما رفضه الأب تمامًا؛ لتكتب الطفلة الفصل الأخير في حياته بعدما أشعلت النيران في جسد والدها وتركته حتى تفحم.
ولعت في أبوها حي.. قصة مقتل عامل على يد طفلته بصفط اللبن
"كانت صدمة بالنسبة للشارع كله مش مصدقين اللي حصل".. تقولها أم أحمد، عمة الفتاة وشقيقة الضحية، تتذكر السيدة الأربعينية عندما استيقظت على صوت هاتفها في السابعة صباحًا، يخبرها المتصل بلهجة مقتضبة "اصحي منة ولعت النار في أبوها والشقة"، لم تترد الأخت وذهبت مسرعة لتخبر والدتها بما فعلته حفيدتها بوالدها.
على تراب حواري شارع الثلاجة، كانت أقدام الأهالي تسير صوب الجريمة التي أفزعت قاطني الزوارق المزدحمة والمحيطة بالحادث، الكل يتحدث عن الجريمة المأساوية التي غيرت ملامح الشارع، بينما الذعر خيم على قاطنيه.
فوق سرير خشبي داخل غرفة تشبه مقبرة مهجورة كانت جثة "كريم"، ممددةً على الفراش، اللون الأسود يخفي ملامحها تمامًا، "كنا نايمين وصحينا على صوت صراخ والنار طالعة من الشقة"، الكثير من الأهالي حاولوا إطفاء الحريق ولكن دون جدوى: "النار كانت شديدة والراجل مقدرش يقاوم ولقيناه متفحم على السرير".. هذا ما قاله أحد سكان الشارع الذي شهد الواقعة.
وُلدت "منة" من رحم أم عنيدة قلبها قاسٍ لا يعرف معنى الضنا، تركت ابنتها وحيدة في بداية طريقها بعد انفصالها عن زوجها، ورفضت أن تعولها، تربت ذات الـ13 عامًا في شقة جدتها ووالدها حتى سن المراهقة".. أمها رمتها عند جدتها وقالت ودوها ملجأ أنا مش عايزاها".
كبرت" منة"، في نظر والدها وأصبحت مسؤولة عن كل تصرفاتها حتى قرر "كريم" العيش مع ابنته وترك والدته العجوز وشقيقه وزوجته، وسكن داخل شقة ضيقة في شارع "الشافعي"، بمرور الأيام تعرفت الفتاة على شاب يدعي "ح"، يعمل قهوجي، معروف في المنطقة إنه بتاع مخدرات، ونشأت بينهما علاقة حب وزواج، ولكن كل ما خططت له الفتاة انتهى بالرفض: "الواد قابل أخويا وكان عاوز يتجوز البنت وإحنا رفضنا علشان دي طفلة وهو أكبر منها بـ13 سنة".
وأضافت "أم أحمد"، عمة المتهمة أن "الفتاة بعدما رفض والدها زواجها من الشاب -كونها لم تكمل السن القانونية- هربت معاه أكثر من مرة، الناس جابوها من سكن "حُمص"، وكان قافل عليها الشقة علشان محدش يشك إن هي معاه جوه".
وتابعت العمة حديثها لـ"مصراوي": أخويا "كريم" طلب مني أكشف عليها عند دكتور وأخدتها ورحت أكشف عليها في مستشفى الزهراء بالمنطقة..وتبين أنه تم الاعتداء عليها، ولكنها مازالت عذراء".
وأضافت أم أحمد: ترك الأب السكن الذي يقطن فيه هو وابنته بشارع الشافعي واستأجر شقة ضيقة في شارع "الثلاجة" علشان يبعد عنها، ولكن الأمور ظلت كما هي، البنت رجعت لحبيبها وخططوا لقتل والدها.
في يوم الواقعة أحضرت المتهمة لتر بنزين وشريط برشام عشان تقتل أبوها وتهرب مع القهوجي : "أخدت من ابن صاحب البيت ولاعة وولعت في أبوها، وفي المطبخ والصالة، ومسكوها قبل ما تهرب بهدومها".
وكشفت العمة عن محاولة سابقة فشلت الفتاة خلالها في قتل والدها.. وقالت: "أخويا قالي قبل الواقعة بأيام قليلة، الفتاة جابت إيشارب وحاولت تموتني وأنا نايم، ولما صحيت لقيتها ماسكة الإيشارب وقالتلي: "كنت بهزر معاك يا بابا".
" منة كانت ساكنة معانا وهي لسه بترضع".. بهذه الكلمات بدأت تحكي زوجة شقيق الضحية، تفاصيل حياة الطفلة منذ ولادتها حتى أنها تركت المنزل قبل شهرين من الواقعة: "إزاي حد يغتصب بنته أنا كنت ساكنة معاه ومشوفتش أي حاجة منه زي كده، هي إزاي جالها قلب تقول عليه كده وتسوء سمعته بالطريقة دي؟!".
بعد انفصال الزوج عن زوجته رفض الضحية "كريم"، الزواج من امرأة أخرى حتى لا تعامل ابنته "منة" بطريقة سيئة أو غير مقبولة، "كان بيقول أنا مش هجيب واحدة تعامل بنتي بطريقة وحشة".