وضع جثتها داخل حقيبة.. حكاية مقتل موظفة الهرم على يد زوجها ودفنها في صحراء الفيوم
في لحظة تتبدل فيها المشاعر وتتبدد فيها سنوات من العشرة والحب، يتحول البيت الذي كان يومًا ما شاهدًا على أوقات السعادة والدفء إلى مسرح لجريمة مأساوية، يقتل الزوج زوجته بكل عنف، كيف يمكن لزوج شارك زوجته تفاصيل الحياة، أن يتحول إلى قاتل ينهي حياتها بدم بارد؟
تلك الجريمة التي شهدتها منطقة الهرم لم تكن فقط جريمة قتل عادية، بل كانت إشارة إلى مدى الهشاشة التي قد تصل إليها العلاقات الزوجية عندما تطغى الشكوك والغيرة، إن العشرة التي جمعت بين الزوجين، والتي كانت تُفترض أن تكون حصنًا منيعًا، لم تصمد أمام الضغوط النفسية والصراعات الداخلية، ليتحول بيت الزوجية إلى مكان يُغلق على مأساة، وجريمة تُمحى معها كل لحظات الحب والألفة التي عاشوها يومًا ما.
في صباح أحد الأيام، دخل شاب إلى قسم شرطة الهرم بمديرية أمن الجيزة، يحمل وجهًا متعبًا ومليئًا بالقلق، وطلب مقابلة رئيس وحدة المباحث المقدم مصطفى الدكر، وفورا دخل مكتبه وابلغه بتغيب شقيقته قبل 10 أيام عن شقة زوجها، كانت تلك الكلمات بداية لقضية أثارت الكثير من الألم والغموض، حيث لم تكن الشابة المعنية مجرد غائبة بشكل عابر، بل كانت مختفية في ظروف غامضة أثارت الشكوك.
وجه رئيس المباحث سؤالا منطقيا للشاب المبلغ عن سبب عدم قيام الأسرة أو الزوج بالإبلاغ عن اختفائها في طيلة هذه المدة؟، خصوصًا أن فترة الغياب امتدت لعشرة أيام كاملة دون ظهور أي دلائل أو تواصل منها.
الشكوك تحوم حول الزوج
بدأت التحريات على الفور، وكانت الشكوك تتركز في البداية على الزوج الذي بدا أنه كان يتروى في تقديم أي معلومات حاسمة حول غياب زوجته، حاول أن يُظهر أمام أفراد عائلتها وأمام الشرطة أنه لا يعرف شيئًا.
وقال إن زوجته غادرت المنزل بإرادتها ولم تعد منذ ذلك الحين، لكن هذا الادعاء لم يقنع رجال المباحث، خصوصًا بعد أن أشار شقيق المتغيبة إلى أن الزوج لم يظهر أي جدية في البحث عنها خلال تلك الأيام.
تم تفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة في محيط منزل الزوجين أظهرت المفاجأة الأولى، الزوج كان قد غادر المنزل في أحد الأيام الأخيرة بحقيبة كبيرة، ولم يكن يحمل معها أي شيء آخر، الجيران أدلوا بشهاداتهم بأنهم لاحظوا توترًا في العلاقة بين الزوجين في الفترة الأخيرة، وأن المشادات الكلامية كانت تتكرر، خاصة بسبب رغبة الزوج في منع زوجته من العمل، وهو ما كانت الزوجة ترفضه بشدة.
مع تضييق الخناق عليه ومواجهته بتلك الأدلة، انكشف الأمر تمامًا. انهار الزوج واعترف بجريمته المروعة.
جريمة في قلب الصحراء
اعترف الزوج أنه، في لحظة غضب عمياء، قرر إنهاء حياة زوجته بعدما شك في سلوكها وزاد خلافهما حول خروجها للعمل؛ مشيرًا إلي أنه شعر بزوجته لم تعد تحترم رغبته في أن تبقى في المنزل، وأنه كان يشك في تصرفاتها رغم أنه لم يملك أي دليل حقيقي على ذلك، وبدلاً من مواجهة مشاكله معها بشكل عقلاني، اختار طريقًا أكثر ظلمة.
في الليلة المأساوية، حدث بينهما خلاف آخر داخل المنزل، لم يستطع الزوج كبح جماح غضبه، فأمسك بها واعتدى عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد أن أدرك حجم جريمته، خطط للتخلص من الجثة، فوضعها في حقيبة كبيرة وأخذها إلى صحراء طريق الفيوم.
هناك، في الظلام والوحشة، ألقى بجثتها في الصحراء، تاركًا إياها لذئاب الصحراء، وكأنه أراد أن يدفن سر جريمته بعيدًا عن أعين البشر لكنه لم ينجح في إخفاء الحقيقة.
اكتشاف الجثة
تم العثور على الجثة بعد إرشاد الزوج على مكانها، كانت تلك اللحظة مؤلمة لجميع أفراد عائلتها الذين لم يتمكنوا من فهم كيف تحول الزوج الذي عرفوه إلى قاتل قاسٍ؟.
الجثة كانت في حالة متحللة، مما جعل التحقيقات تشير إلى أن الجريمة قد وقعت قبل عدة أيام من الإبلاغ.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات والتي أمرت بانتداب طبيبا شرعيا لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات واصطحب فريقا من النيابة العامة بجنوب الجيزة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وصحيفة الحالة الجنائية للمتهم.