ذهب وعملات وجثتان.. تفاصيل مقتل اللواء محسن بداري وزوجته
في جريمة اقشرت لها الأبدان، كان الجشع بطلًا رئيسيًا وراء مقتل لواء متقاعد وزوجته بطريقة وحشية في أسيوط، على يد نقاش استأجراه لتجديد شقتهما، فبدلًا من أداء المهمةالموكلة إليه، أنهى حياتهما وحرقهما داخل المسكن لإخفاء آثار جريمته.
اللواء المتقاعد وزوجته كان يستعدان لبدء مرحلة جديدة في حياتهما، إذ أرادا تجديد شقتهما في منطقة الزهراء، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وخبأ لهما القدر مفاجأة الرحيل المأساوي.
حياة اللواء المتقاعد وزوجته
بعد تخرج "محسن.م.ب" في كلية الشرطة، برتبة ملازم؛ بدأ عمله في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وجمعه القدر بزوجته "هدى"، التي تكبره بـ5 أعوام، وتزوجا منذ حوالي 35 عامًا، حيث عاشا معًا في حب وسعادة.
عاش الزوجان معًا أوقاتهما بحلوها ومرها، ومن بين الحلو فيها ترقية محسن، من ملازم إلى ملازم أول، ثم نقيب، فرائد، فمقدم، فعقيد، حتى وصل إلى رتبة عميد، وفي نهاية مسيرته المهنية تقاعد برتبة لواء في عام 2021.
وختم اللواء مسيرته الإنسانية بتزويج جميع بناته وأبنائه، ولم يتبقَ سوى ولدًا واحدًا يعيش معه في منطقة الزهراء.
وفي يوم أسدل فيه الحزن ستائره، استعان اللواء (63 عامًا) وزوجته "هدى" (68 عامًا)، بنقاش السبت الماضي، يدعى “ناصر. ع” لتنفيذ أعمال تجديد في الشقة.
كان من المفترض أن يسعد النقاش بذلك، لأنه وقع عملًا مع أسرة ثرية ستدفع له مبلغًا كبيرًا، لكن عند دخوله الشقة، لاحظ أن اللواء وزوجته يمتلكان أموالًا ومجوهرات، فخطط لسرقتهما ليس ذلك فحسب بل والتخلص منهما بدم بارد.
دم بارد ونقود
انتهى النقاش من طلاء الشقة، لكنه كان يفكر في العودة مرة أخرى لتنفيذ خطته، وقرر التعاون مع شخص آخر يُدعى "عبدالعال.م" لتنفيذ الجريمة أثناء خروج ابن اللواء.
اتفق النقاش مع "عبدالعال" على أن يؤمن الأخير المدخل الخارجي للشقة بينما يتولى هو المهمة داخلها.
وفي يوم الأحد الماضي، عاد النقاش إلى الشقة رفقة صديقة بحجة أنه يتبقى له مبلغ من المال لدى اللواء، وعند دخولهما وجدا الضحيتين يجلسان بمفردهما داخل الغرفة فأتما جريمتهما بذبحهما.
وداع مؤلم وجريمة بشعة
لم يكتفِ المتهمان بذبح الضحيتين فحسب، بل خططا لإخفاء معالم جريمتهما، بفتح الغاز في الشقة وإشعال النيران، بهدف إحراق الجثتين حتى لا يبقى لهما أثر، كما سرقا مبلغًا من المال (فئة ريال سعودي) بالإضافة إلى عملات أجنبية (دولارات)، وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية، ثم لاذا بالفرار.
اندلاع حريق
في اليوم ذاته، وصل إلى رجال الحماية المدنية بلاغ من الأهالي بشأن اندلاع حريق هائل داخل شقة في منطقة الزهراء، وبالانتقال والفحص، فوجئ رجال الإطفاء بوجود جثتين لشخص وزوجته، ما استدعى إبلاغ شرطة النجدة لوجود شبهة جنائية حول وفاتهما.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءً عندما كان رئيس مباحث أسيوط ثاني، المقدم أحمد كمال أبو حطب، يجلس على مكتبه يتصفح بعض المحاضر في أروقة الدفاتر، فجأة، تلقى بلاغًا، فتوجه بسرعة إلى موقع الحادث رفقة قوة مرافقة له.
مقتل لواء متقاعد وزوجته
عند وصولهم، كانت الصدمة كبيرة، حيث عُثر على جثتي اللواء "محسن. م" وزوجته؛ وبذل المقدم، جهودًا مكثفة لضبط الجناة، وفرغ كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث للوقوف على ملابسات الجريمة، وقد أظهرت التسجيلات خروج شخصين من باب العقار وهما يحملان حقيبة تحتوي على أشياء.
القبض على المتهمين
بعد 12 ساعة من البحث، تمكن المقدم وفريقه من القبض على المتهمين وبمواجهتهما اعترفا أمام جهات التحقيق بارتكابهما الجريمة بدافع الطمع والجشع.
وبإحالتهما للنيابة العامة؛ قررت حبسهما لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما جدد قاضي المعارضات اليوم حبسهما لمدة 15 يومًا.