حوادث اليوم
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:57 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

سبع الرجال طلع واطى وبهدل بنت الأصول .. الجميلة تلجأ للقضاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

للماضى رائحة لا تنسى، وطعم مرير لا يحتمله أحد، وذكريات مؤلمة تؤرقنا وتهدد مستقبلنا، أيام طفولتنا وسنوات شبابنا كلها أشياء تلازمنا وتؤثر فينا، وإذا سطرناها تجف الأقلام من كثرة بكائها، وتعجز عن استكمالها، هكذا الحياة كانت وما زالت تأخذ منا ولا تعطينا، تقسوا علينا ولا نستطيع أن نتحداها، ليتنا كنا من حلفائها وأحبابها، ليتنا ما وقفنا فى وجهها وانحنينا لها، ما كانت تستطيع أن تسرق منا سعادتنا، صاحبة هذه الكلمات سيدة بلغت من العمر 45 عاما، وقفت أمام محكمة الأسرة تنعى حظها، وتنظر بعينين حائرتين لمن حولها، تبدو على ملامح وجهها الحزن والإرهاق، وعندما فتحت فمها خرجت منه كلمات مرتعشة، وغير مرتبة، ثم قالت بصوت تخنقه الدموع، اسمى هادية، نشأت بين أحضان أسرة متوسطة الحال، الأب يعمل موظفا بإحدى الهيئات الحكومية، والأم كذلك يخرجان من الصباح ويعودان فى الظهيرة، أتذكر أن حياتهما كانت غير مستقرة، فوالدى كان رجل بخيل، وكانت والدتى تعانى من ذلك، حتى مشاعره كان يكتنزها ولا يظهرها لنا، كان لا يفكر إلا فى احتياجاته الخاصة، أما أنا ووالدتى كنا فى زيل اهتماماته، لا يفكر فينا ولا يحاول إرضائنا، كنت أتمنى أن يكون لى أشقاء، لكن والدتى رفضت تكرار تجربة الإنجاب منه مرة ثانية، لأنها كانت تشعر دائما أن حياتها معه مهددة، وفى بعض الأحيان كانت تقرر الانفصال، لكن سرعان ما تتراجع عن القرار، بسبب وجودى .. باختصار والدتى عاشت معه رغما عنها، وتحملت الصعاب من أجلى، وكان كل شغلها الشاغل أن أستكمل دراستى، لكننى كنت على دراية كاملة لما يحدث حولى، وكرهت كل شىء حتى دراستى، ورحت أبحث عن رجل ينتشلنى من هذه الحياة، ويأخذ بيدى بعيدا عن هذه الأسرة التعيسة، ووسط كل هذه الأحلام جمعتنى الصدفة بشاب أحببته من النظرة الأولى، وتمنيت أن يجمعنى به بيت واحد، ويبدو أن الأقدار لعبت لعبتها مع الشاب، فلم تمر أيام إلا ووجدته يطرق باب منزلنا، وطلب يدى للزواج، وكالعادة انقسم المنزل إلى قسمين، والدى وافق بينما رفضت والدتى، وكل منهما له مبرراته، فوالدى كان يريد الخلاص منى، ومن همومى وحملى ومصاريفى، أما والدتى كانت لا تستريح له، وكانت ترغب فى أن أستكمل دراستى، لكنها رضخت فى النهاية لرغبتى، ومرت عدة أشهر لم تكمل أصابع اليد الواحدة، وانتقلت إلى منزل فارس الأحلام، ودخلت معه عش الزوجية، ومنذ البداية ظهر على حقيقته، وأفصح عن عيوبه، فهو لم يختلف كثيرا عن والدى، عشت معه أسوأ أيام حياتى، كان يتشاجر معى على كل شىء، يسبنى ويضربنى ويتعمد إهانتى أمام الآخرين، والأكثر من ذلك كان لا يلبى مطالبى، كما تجرد من مسئولياته اتجاهى، أدركت من البداية جيدا أن مشوار حياتى معه قصير جدا ولا يحتمل المسافات، فقررت عدم الإنجاب منه، وانتهى بى المطاف لأكتشف أن رأى والدتى كان صائبا فى زوجى، حيث شعرت معه بالإهانات التى لم تنته بعد، وبعدما تعددت خلافاتى معه، أيقنت تماما أن حياتى معه لافائدة لهان ولن تأتى بجديد لكنها ستزيد من أحزانى وآلامى التى تسببت فى سوء حالتى الصحية وجعلتنى حائرة بين الأطباء الذين عجزوا عن تشخيص حالتى أو الوصول معى إلى نتيجة فى العلاج، ورحت أندب حظى العثر، الذى أوقعنى فى طريق رجل بلا قلب، اهتماماته لا تحصى لكن زوجته لا وجود لها فى حياته، ولا تساوى أكثر من خادمة تنفذ له مطالبه، وأنهت الزوجة المسكينة كلماتها أمام أعضاء المحكمة بأنها تطلب الخلع من زوجها لتستطيع أن تستكمل حياتها بأقل ما تمتلكه من صحة اختفت من حياتها.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found