امرأة هزت عرش المشير .. ننشر الملف السرى للفنانة «برلنتى عبد الحميد» وعلاقتها بالنكسة وسر الشريط الجنسى الذى احتفظ به «عبدالناصر»
تميزت بالجرأة والذكاء، وجمعت بين الجمال والجاذبية، تربعت على عرش الاغراء، وأصبحت ملكة توجها صناع السينما فى زمن الفن الجميل بأدوار لن يستطع الجمهور نسيانها، اقتحمت حياة السياسين ووقع فى غرامها الرجل الثانى بالدولة ولم يستطع مقاومة جمالها وخفة دمها وبدون تردد أو تفكير قرر الزواج منها، بطلة هذه السطور هى الفنانة الجميلة " برلنتى عبد الحميد " ، التى تزوجت المشير " عبد الحكيم عامر "، وقيل وقتها أنها أحد أهم الأسباب التى أدت إلى نكسة الجيش المصري عام 1956، وأنها كانت القشة التى قسمت ظهر المشير، وأنها حياته السياسية، " حوادث اليوم " تستعرض خلال السطور التالية الملف السرى للفنانة " برلنتى عبد الحميد "، وحكايتها مع الفن، وقصتها مع المشير، وعلاقتها بالرئيس جمال عبد الناصر .
ولدت برلنتى أو "نفيسة عبد الحميد حواس" وهو اسمها الحقيقى، فى حى السيدة زينب التاريخى بالقاهرة عام 1935، حصلت على دبلوم التطريز ثم تقدمت لمعهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد، لكن سرعان ما أقنعها الفنان زكى طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل فى المعهد وتخرجت من المعهد العالى للتمثيل، بدأت العمل على المسرح فى أول أدوارها فى مسرحية "الصعلوك" وشاهدها المخرج "بيبر زريانللى" واختارها للعمل فى أول ظهور سينمائى لها من خلال فيلم شم النسيم عام 1952، ثم توالت أعمالها وتألقها فى السينما المصرية وشاركت فى العديد من المسرحيات بعد انضمامها لفرقه المسرح المصرى الحديث، ومن هذه المسرحيات قصة مدينتين والنجيل.
اعتبرها البعض منافسا قويا لملكة الإغراء هند رستم، ورغم أنها ظهرت فى فترة كانت فيها جميلات السينما مثل شادية ومريم فخر الدين ونادية لطفى، إلا أن ملامحها المصرية ميزتها عنهن حيث كانت تمتلك جاذبية بنت البلد .
بدايتها السينمائية كممثلة رئيسية كانت عام 1952 فى فيلم "ريا وسكينة"، الذى اختارها فيه المخرج صلاح أبو سيف لتكون محطة انطلاق لها فى السينما ومن أهم أفلامها التى قدمتها فى السينما المصرية "سر طاقية الإخفاء، جواز فى السر، المعلمة أنصار، الهانم بالنيابة عن مين، من الذى قتل هذا الحب، العش الهادئ، شادية الجبل، الشياطين الثلاثة وصراع فى الجبل".
تميزت برلنتى بالجرأة وقوة الشخصية وتزوجت للمرة الأولى من المنتج محمود سمهان، ولكنها قامت بتطليق نفسها منه لغيرته الشديدة عليها، وطلبه منها الاعتزال والتفرغ لحياتها الزوجية، وهذا ما أزعجها فقررت الانفصال فلقد كانت العصمة في يديها، وقيل إنه بعد أن علم بما فعلته قام بقطع شرايينه وحاول الانتحار، ولكن شقيقه أسرع به لأقرب مستشفى وتم إنقاذه.
وقع فى غرام برلنتى أحد رجال السياسة الأقوياء وهو المشير عبد الحكيم عامر أو كما كان يطلق عليه فى هذه الفترة "الرجل الثانى" فى مصر، الذى قرر أن يتزوجها ولم ينظر إلى أى عائق كان من الممكن أن يقف أمام إتمام هذا الزواج، ولم يرى سوى الإنسانة التى بداخل برلنتى الفنانة التى لا يعرف عنها الجمهور سوى عيونها الجميلة وأدوار الإغراء التى اشتهرت بها، ففى أحد الروايات ذكر أنه فى يوم 15 مارس عام 1960 تحركت سيارة المشير عامر وسيارة برلنتى عبد الحميد ووقفتا أمام أحد الشاليهات بالهرم تجمع فيه مجموعة من أقاربهما وأصدقائهما ثم انطلقت زغرودة من والدة برلنتى بعد انتهاء كتابة وثيقة زواجها من المشير وشهد عليه اثنان من أشقاء المشير، وأصبحت برلنتى عبد الحميد الزوجة الثانية له .
بعدها عرف الرئيس جمال عبد الناصر بالقصة كاملة وعندما تحدث مع نائبه المشير عبد الحكيم عامر لم ينف الزواج وأكد للرئيس أن زواجه من برلنتى لن يعلم به أحد، حاول عبدالناصر أن يخفف من وطأة الحوار فسأل نائبه وعلى وجهه ابتسامه مصالحة، هل صحيح برلنتى حلوة كما يقولون؟ فرد عليه المشير أنه لم يتزوجها لمجرد أنها امرأة جميلة لكن لأنها أغنته عن صداقة الرجال بثقافتها وصراحتها وخفة ظلها.
وكشفت برلنتى عبد الحميد أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يعلم بأمر زواجها من المشير عبد الحكيم عامر، وأن عبدالناصر كان لديه شريط فيديو لها داخل غرفة النوم مع المشير عبد الحكيم عامر، من سنة 66"، وقالت إن عبد الناصر كان يزورهما فى منزل الزوجية بمنطقة الهرم .
وبعد الزواج اعتزلت برلنتى الفن وابتعدت عن الأضواء والحياة الاجتماعية تمامًا بناء على رغبة المشير وأثمر هذا الزواج عن إنجاب عمرو عبد الحكيم عامر، وظلت هكذا حتى توفى عبد الحكيم عامر .
لم تكن برلنتى ممثلة متألقة فقط، لكنها اقتحم مجال الكتابة أيضا وطرحت كتابا حول زواجها من المشير عبد الحكيم عامر بعنوان (المشير وأنا) عام 1993، كما أصدرت فى عام 2002 كتابا آخر بعنوان (الطريق إلى قدرى.. إلى عامر) .
اعتزلت برلنتي عبد الحميد الحياة الاجتماعية في أواخر حياتها، وارتدت الحجاب، وقد توفيت في 1 ديسمبر عام 2010، عن عمر ناهز الـ75 عاماً، بعد تعرضها لجلطة في المخ .