مأساة انسانية-وفاة شقيقتان جوعا بسبب حصارهم بالسودان
توفيت زبرفينت وشقيقتها زفيار داخل منزلهما في إحدى الأحياء السكانية وسط العاصمة السودانية الخرطوم، بعد أن حاصرهما القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة تقارب 55 يومًا.
وأفاد أحد السكان في المنطقة بأن الشقيقتين واجهتا صعوبة كبيرة في مغادرة المنزل بعد نفاد مخزونهما من مياه الشرب والمواد الغذائية، مما أدى إلى وفاتهما، وفقًا لتقرير نشرته سكاي نيوز بالعربية.
اوضاع انسانية خطيرة في السودان
شهدت مناطق قريبة من مناطق الاشتباك في الخرطوم، مثل المطار والقيادة العامة للجيش، أوضاعًا إنسانية خطيرة. ترك ما يقرب من 95٪ من سكان تلك الأحياء منازلهم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها السودان، مما تسبب في مأساة إنسانية غير مسبوقة. فقد توفي بعضهم وظل البعض الآخر تحت الأنقاض لعدة أيام قبل أن يجدوا أي شخص يدفنهم.
في الشهر الماضي، اكتشف حراس أحد المباني في منطقة العمارات رائحة كريهة تنبعث من مبنى مجاور، وتبيّن أنها ناجمة عن جثمان الطبيبة مجدولين، واحدة من أشهر استشاريي التخدير في السودان، التي قضت أكثر من ثلاثة أيام تحت الأنقاض بعد تعرض منزلها للقصف.
صدمة بسبب مصير الشقيقتان
من جهته، أعرب رجل الأعمال خالد صالح عن صدمته قائلاً "لم نتوقع أن نواجه هذا المصير المأساوي، اضطررنا بسبب القصف العنيف والرصاص المستمر لترك بيوتنا التي عاشرنا في طفولتنا وشبابنا."
وأضاف صالح أن جيرانهم الذين فارقوا الحياة لم يتمكنوا من تشييع جثامينهم.
وأشار صالح إلى أن الأحياء المجاورة لقيادة الجيش والمطار والمناطق العسكرية أصبحت من بين أخطر المناطق التي يمكن للناس العيش فيها في ظل الحرب الحالية.
مسئولية الشقيقتان يتحملها الجميع
ومن جانبها، حملت المحامية والناشطة المجتمعية رنا عبد الغفار كلًا من القتالين والمجتمع الدولي مسؤولية المأساة الإنسانية التي تحدث في أحياء وسط الخرطوم والمناطق الأخرى.
وقالت عبد الغفار: "من الغريب أن الاستجابة للأوضاع الإنسانية لم تحدث على الرغم من الكوارث الكبيرة التي تسببت فيها الحرب التي استمرت لمدة ثمانية أسابيع، وأدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وعمليات النهب الممنهجة لممتلكاتهم ومنازلهم."
وأوضحت عبد الغفار أن وفاة الشقيقتين ليست سوى جزء من المعاناة الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها سكان الخرطوم دون أن يلقوا الاهتمام اللازم من الجانبين المتحاربين والمجتمع الدولي، وفقًا لتعبيرها.