«بنت الذوات» غرقت فى ليالى الحب والغرام على إيد الحبيب الفقير
بحياة ضائعة أنهيت كل ما هو جميل بعدما كنت يوما من الأيام بنت الأصول التى تربت على الغالى .. وعلى الرغم من حيث أننى كنت أعيش وسط الكثير من معالم الترف والنعيم إلا أنه كانت تنتابنى أحاسيس بأنى لا أشعر بأى من ألوان الرفاهية أو الترف.. تقلبت بين أشواط عديدة بحثت خلالها عن شخص أرتبط به ويكون لى ملجئا من طريق الوحل وأتزوجه ويخلصنى من تلك المشاعر التى كادت تقتلنى قطعة تلو الآخرى .. ولأننى كنت عنيدة جدا فلم أستمع لنصائح من حولى .. وفى النهاية حصدت نتيجة ذلك كله بأن أوقعنى حظى البائس فى شباك شخص خدعنى بمسميات كثيرة مستخدما ستار الحب حيث راح يوهمنى بحبه وعشقه الشديدين لى مؤكدا لى عدم قدرته على الفراق والابتعاد عنى .. وتحت تأثير كلماته الخادعة والزائفة أفقدنى أعز ما كنت أمتلكه بين ضحكاته التى ظهر خلالها وكأنه شيطان رجيم وبين جنبات الحياة الضائعة معه أفقت من غفوتى بعدما تركنى وحدى أواجه من الفضيحة والعار ما يكفى لعشرات البنات .. وقررت بعدها الهروب بعيدا عمن يعرفنى وكلى آمالا واضحة أن أجد مخرجا لى من مصيبتى وأن أبدأ حياة جديدة تتسم بشئ من الصواب على عكس ما اقترفته من ذنوب وخطيئة فى حق نفسى وعائلتى الكريمة .. وقررت أن أتناسى الماضى المؤلم والذى تجرعت خلاله الأمرين وفقدت كل شئ حتى مجرد الأحلام السعيدة التى استيقظت منها على كارثة لم أستطع الخروج منها .. وبين حيرتى وأفكارى الشاردة لم أستطع أن أفعل شيئا أو حتى أحرك ساكنا .. وأقنعت نفسى بأن أهجر منزل أسرتى التى لم تحصد منى إلا الفضيحة .. وبعد يأس شديدي قررت أن أرسل قصتى لنشرها كاملة عسى أن تكون فيها العظة والعبرة لغيرى من الفتيات قبل أن يقعن فى براثن الخطيئة والغى وأن يندمن بعد فوات الأوان مثلما حدث معى.
اسمى شيماء والدلع (شوشو) .. كانت أكثر أوقاتى التى أقضيها مع والدتى تحثنى على القيم والمبادئ خاصة بعدما راحت معالم الأنوثة تحفر أماكنها على جسدى الذى جعلت منه ممشوقا .. كنت أشعر بالضيق عندما أتعرض للمعاكسات والمضايقات .. وكانت سعادتى تبلغ ذروتها عندما كنت أستمع لكلمات الشباب التى كانت تنقلنى بدورها من الواقع إلى عالم الأحلام حتى لفت نظرى أحدهم والذى يدرس فى إحدى كليات التربية .. ومنذ اليوم الأول الذى تعرفت عليه فيه بدأ يسمعنى الكلمات العاطفية التى كنت أتقن أحاسيسها ومعانيها من خلال المسلسلات والأفلام السينمائية والتى راحت بدورها تدغدغ قواى العاطفية والحسية وشيئا فشيئا بدأت أتجاوب معها بأحاسيسى الجياشة .. وكنت أتظاهر أمامه بالثبات والتماسك .. وتحت كلماته الخادعة بأحاسيسه الزائفة انسقت فى تياره بسرعة حتى حقق مراده من تلك العلاقة التى جمعت بينى وبينه وأفقدنى عذريتى.
كنت أتخيله فتى لأحلامى الوردية وكنت أراه يحملنى على جواده الأبيض ويحلق بى فى عالم الخيال ويجيب لى كل مطالبى وكنت أنا الأخرى أنفذ له كل مطالبه بلا مناقشة أو جدال آملة إرضائه حتى يحقق لى ما كنت أتمناه .. وداخل إحدى الحدائق العامة جلس ينتقى من قاموسه الإسقاطى كلماته التى لم تجد حاجزا للوصول إلى قلبى .. وتحت تأثير كلماته المعسولة فوجئت به يقبلنى فى خدى .. وشيئا فشيئا بدأت أتجاوب معه حتى بادلته بقبلة مماثلة .. وداعبنى بأفكاره الشيطانية واصطحبنى معه إلى منزله ووعدنى بقضاء وقت ممتع بين أحضانه مؤكدا لى بعدما راح يؤكد لى أنه لن يستطيع العيش بدونى .. وبين أحضانه ضاع على يديه كل شىء فى لحظة انكسار وضعف أمام الأحلام الوردية .. المهم أننى قضيت معه وقتا طويلا وجميلا .. وشيئا فشيئا بدأت أشعر أنه يتهرب منى وأننى وقعت فريسة سهلة بين أنياب شيطان رجيم لا يعرف شيئا عن الحب وكل ما كان ينطق به من كلمات الغزل هى خيوط لشباكه التى أحاطنى بها حتى يرانى أرفع أمامه راية الإستسلام .. وذات مرة استجمعت شجاعتى وقوتى وتوجهت نحوه أطالبه بتنفيذ وعوده لكنه تهرب منى .. وحاولت أكثر من مرة الانتحار لكن باءت محاولتى بالفشل .. وقررت الهروب من القرية والاختفاء وسط زحام القاهرة التى لا يعرف أحدا فيها شيئا عنى .. وساقتنى قدماى إلى أحد الشوارع الواسعة بها .. ومكثت أياما كثيرة للبحث عن فرصة للعمل داخل أحد المصانع أو المحلات المختلفة .. ولأول مرة فى حياتى تذوقت طعما للنجاح فى العثور على وظيفة فى مصنع للأدوات الكهربائية والذى كان يمتلكه أحد الرجال الأثرياء الذى كانت تختفى حقيقته وراء ملامح وجهه الغامضة التى تؤكد أنه من أبناء المجتمع الراقى .. وبعد مرور الأيام الطويلة وجدته يغدق على بالهدايا .. وشيئا فشيئا اقترب منى محاولا أن يعرف أدق التفاصيل فى حياتى .. وتحت تأثير كلماته الخادعة بحت له بسرى الدفين الذى أخذت عهدا على نفسى بأن أنساه للأبد بعد الفضيحة التى تركتها لأسرتى.. وراح يهدئ من روعى وأخبرنى بأنه يتمنى الارتباط بى .. تدفقت كلماته واحدة تلو الأخرى داخل قلبى وأعلنت موافقتى لمطلبه الذى سيعيدنى مرة آخرى إلى حياة العز مرة آخرى .. لكنه فاجأنى بأنه سيتزوجنى بعقد عرفى خوفا على حياته الأسرية من التفكك .. وافقته وداخل شقته اكتشفت أنه يستخدمها وكرا لممارسة كل ما هو محرم .. وأرغمنى على الاشتراك معه على أن يقدمنى وجبة على مائدة زواره مقابل حصولى منه على ما يكفينى من النقود .. وأمام إغراءاته عجزت تماما عن مقاومته وانسقت معه فى تيار الرذيلة .. وفى إحدى المرات فوجئنا برجال مباحث الآداب يداهمون وكر الملذات ويلقون القبض علينا أثناء ممارسة الرذيلة مع راغبى المتعة الحرام من زبائن ليالى الفرفشة .. وبإحالتنا إلى المحكمة عاقبتنا بالسجن 5 سنوات قضيتها فى ألم و حسرة بين أربعة جدران داخل سجن النساء .. وتمنيت أن تنتهى فترة عقوبتى وأن أخرج إلى الحياة وأبدأ فيها من جديد .. وبعدما خرجت وجدت نفسى وحيدة لا أعرف كيف أبدأ ومع من .. حيث راح يداعبنى الشيطان بإغراءاته التى تذوقتها خلال الليالى الحمراء .. إلا أننى ما زالت لدى رغبة أكيدة فى العودة إلى صوابى .. وها أنا أبحث عن شخص يرغب فى بناء عش للزوجية يحتوينى أنسى بين أحضانه قسوة الأقدار.