حوادث اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 02:28 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

جريمة عائلية تهز العياط.. إمام مسجد يقتل ابن أخيه ليحرق قلب أمه

جثة
جثة

نص تحريات الرائد أحمد الملطاوي، رئيس مباحث مركز شرطة العياط جنوب الجيزة، بشأن جريمة مقتل الطفل «مالك» على يد عمه- إمام مسجد- عامل إنتاج، حمل الكثير من التفاصيل الصادمة، بدءً من استدراج الصغير وحمل جثمانه على دراجة بخارية داخل «جوال» وصولًا لمحاولة المتهم تضليل أهل المجني عليه والبحث معهم على الجثمان بينما كان قد ألقاه بترعة الجيزاوية، واعترافه بأنه قرر الانتقام من أم المجني عليه لمناصرتها زوجته التي تعدى عليها فحضرت حماته للتعدي عليه بنعلهما، بسبب إخبار زوجة أخيه لها عن تلك الواقعة.

«تصوير الجثمان بالهاتف المحمول»

في تحقيقات النيابة العامة، أنكر المتهم ما جاء بتحريات الشرطة، بأنه قتل الطفل عمدًا، قائلًا: إنه وضع يده على فم الصغير، قاصدًا كتم أنفاسه كونه عبث في أشياء داخل منزله، الذي حضر إليه بمحض إرادته كان حاصلها: «وردا إلينا بلاغ بوحدة مباحث مركز شرطة العياط من المدعو سعيد ماهر، المقيم عزبة كفر الحكيم بمها، مفاده تغيب نجله الصغير (مالك) ويبلغ من العمر الـ3 سنوات حوالي الساعة الواحدة مساءً وذلك خلال لعبه ولهوه في الشارع والبحث عنه بالطرق ولدى الأقارب والجيران لم يعثر عليه وحدد مواصفاته وملابسه وعقب بدء البحث والتحري تبلغ لوحدة المباحث هاتفيًا من أحد الأهالي المجهولين بناحية القطوري العياط صباح اليوم التالي بالعثور على جثة لطفل داخل (جوال) ملقي على حافة ترعة الجيزاوية بناحية القطوري العياط».

مُعد التحريات، يضيف: «بالانتقال لفحص البلاغ تبين أن الجثة داخل كيس بلاستيك داخل جوال أخضر اللون لطفل يبلغ من العمر حوالي 3 سنوات يرتدي ترنج أخضر * أزرق اللون وفانلة لبني داخلية وبفحص الجثة تبين عدم وجود إصابات ظاهرية بها، وبفحص حالات الغياب المبلغ لغيابها بالمركز تبين أن الجثة مطابقة لنفس مواصفات الطفل الغائب مالك سيد، 3 سنوات، والمبلغ بغيابه في واقعة القضية، وقد تم التحفظ على الجثمان عقب تصويره على حالته بهاتفنا الجوال، وتم نقله لمشرحة مستشفى العياط».

«انتفض جسده وفارق الحياة»

جاء بأقوال مجري تحريات الشرطة حول الواقعة: «أخطرت النيابة العامة بالواقعة، وقد تم التحفظ على الكيس والجوال الذين كان بداخلهما الجثة، هذا وبإجراء التحريات وجمع المعلومات وبتكثيف البحث والتحري وفحص أجهزة المراقبة المجاورة لمكان الواقعة، تبين أن مرتكب الواقعة هو المدعوى (محمد.م)- عم المجني عليه- حيث أسفرت التحريات عن ارتكاب المتهم للواقعة بأن استغل وقت الظهيرة وعدم تواجد مارة بالشارع، وتوجه لمكان تواجد الطفل الذي أيقن وجوده فيه سلفًا لاعتياد الطفل اللهو بذلك المكان بمحيط مسكنه».

ووفق رئيس المباحث: «المتهم استدرج الطفل بالتحايل لداخل مسكنه مٌستغلًا كونه من ذويه وممن لهم ملاحظته وانقض عليه بيده، وكتم أنفاسه وخنق عنقه لمدة من الزمن عازمًا ومصرًا على إنهاء حياته حتى خارت قواه وانتفض جسده وفارق الحياة، وقام بلف الجثمان بكيس من البلاستيك الشفاف وربطه بقطعة من القماش من فانلة بيضاء اللون وحبال من النايلون خشية سقوط الطفل حين حمله وانفضاح أمره ووضعه بجوال بلاستيكي، وكان معدًا لتلك الأدوات بمسكنه سلفًا حين تخطيطه لارتكاب الواقعة».

«استمر في البحث معهم»

حسب التحريات: «المتهم ترك الجثمان داخل المسكن واستبدل ملابس لتضليل أهليه الطفل والجيران أنه بحال طبيعي، وتوجه لأحد أصدقائه وهو المدعو (عادل عبدالواحد)، المقيم بمها واستعار منه دراجة نارية (موتوسيكل) لاستخدامها في نقل الجثة والتخلص منها، وقد عاد لمحيط مسكنه وحينما وجد الأهالي بدأت في البحث عن الطفل داخل المساكن وبالطرق، بدأ بمحاولة تضليلهم ومنعهم من الدلوف لمنزله بأن قرر لهم ببحثه عنه بالداخل، وعدم العثور عليه ولم يستمر هذا الوقت لتفرة طويلة، وما هي إلا دقائق معدودة تمكن فيها من تضليلهم في أماكن البحث».

يقول رئيس مباحث مركز شرطة العياط: «قام المتهم بحمل الجوال الذي يحتوي على جثمان الطفل، ووضعه أمامه على الدراجة النارية وغادر القرية متوجهًا صوب ترعة الجيزاوية بالقطوري، حيث اختار مكان بعيد عن القرية وضعيف الرتدد من حيث المرور، وقام بإلقاء الطفل بترعة الجيزاوية بمكان العثور عليه، وقام باستقلال الدراجة النارية وعاد لردها لمالكها بقرية بمها والتي تم ضبطها فيما بعد، وعاد لعزبة الحكيم محل سكنه، وتبين قيام أهليه الطفل والجيران بالبحث عن الطفل، فاستمر في البحث معهم متظاهرًا بعدم علمه بمكان الطفل وكان دافعه في تلك الجريمة الانتقام من والدة الطفل المدعوة (نورا محروس)».

«أكمنة ثابتة ومتحركة»

يضيف قائلًا: «أسفرت التحريات أن المتهم كان في خلافات دائمة مع زوجته، وفي غضون الشهر السابق على ارتكابه الواقعة حدثت مشاجرة فيما بينه وبين زوجته فتعدى عليها بالضرب، وفي ذات التوقيت قامت والدة المجني عليه بالاتصال على والدة زوجة المتهم وأخبرتها بتعديه على نجلتها فحضرت لمسكنه على وجه السرعة، وتعدت عليه بالضرب بنعلها على رأسه مرارًا وتكرارًا على مرأى ومسمع من أهالي البلدة، وأهانته في محيط مسكنه وتعدت عليه بالسب واصطحبت نجلتها وولديها الرضيعين وتركت له منزل الزوجية، مما أثار حفيظة المتهم، وكون لديه الضغينة ناحية زوجة شقيقه والدة المجني عليه».

تابعت التحريات: «وفكر المتهم مرارًا وتكرارًا في الانتقام منها وحرمانها من نجلها الصغير ليشعرها بما شعر به بسببها، فتولدت لديه فكرة قتل الطفل الصغير وقد نمى لديه تلك الرغبة ما بينه وبين شقيقه من خلافات سابقة، وسوء علاقتهما وشبه انقطاعها بسبب خوض المتهم في عرض نجلة شقيقه- شقيقة المجني عليه- من فترة طويلة على تلك الواقعة، ونفاذًا لأمر النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم قمت بتجهيز قوة من أفراد الشرطة السريين، وأعددت عدة أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط مسكنه والطرق المؤدية إليه، وفي أحد الأكمنة تمكنت من ضبطه وتبين أنه المعني بالضبط والإحضار ويُدعى (محمد.م)- مواليد 1993».

اعترافات المتهم

وأفادت التحريات حول الواقعة، أنه «بمواجهة المتهم بقرار النيابة والتحريات انهار واعترف بتفاصيل ارتكابه الواقعة على نحو ما أسفرت عنه التحريات، وقررت سلفًا حيث قرر أنه وعلى أثر خلافات دائمة مع زوجته وفي غضون الشهر السابق حدثت مشاجرة بينه وبين زوجته، وقام بالتعدي عليها بالضرب فقامت والده المجني عليه بمناصرة زوجته وإخبار والدتها، حيث قامت بالحضور لمسكن المتهم والتعدي عليه بالضرب بنعلها على رأسه وعلى مرأى ومسمع من أهالي البلدة، وإهانته في محيط مسكنه واصطحاب زوجته وأبنائه وتركها مسكن الزوجية، مما أثار حفيظه المتهم وتكوين الضغينة ناحية زوجة شقيقه- والدة المجني عليه- والتفكير مرارًا وتكرارًا في كيفيه الانتقام منها لتسببها في حرمانه من أبنائه».

وذكرت: «وتولدت لديه فكرة قتل نجلها الصغير المجني عليه ليشعرها بما شعر به، وقد قام بارتكاب الواقعة على النحو السالف بيانه وعليه قمت بالتحفظ عليه وأرسلت في طلب الدراجة النارية من مالكها والتي استخدمها واستقلها في التخلص من الجثة، وتم التحفظ عليها كذلك والعودة لديوان المركز لتسطير محضر الضبط، تمهيدًا للعرض على النيابة العامة، وإذ عاودنا الانتقال لمكان الواقعة لضم ما رصدته كاميرات المراقبة للقضية، وتم الاستحصال على مقطعين مصورين الأول أثناء قيام المتهم باستدراج الطفل المجني عليه، والثاني أثناء ذهابه للتخلص من الجثة مستقلًا للدراجة النارية المضبوطة وصورة واضحة من المقطع الثاني ظاهرًا بها المتهم حال مروره بالدراجة، وقد تم تثبيتهم على فلاشة وعرضها على النيابة العامة رفقة محضرًا بما تم من إجراءات ورفقة المتهم».

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found