إسماعيل هنية: من لاجئ في غزة إلى قائد حركة حماس
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران. هذه النهاية المأساوية لحياة أحد أبرز القادة الفلسطينيين تأتي بعد سنوات من النضال والمقاومة، والتي قضاها هنية متنقلاً بين ساحات العمل السياسي والعسكري.
النشأة والمسيرة السياسية
ولد إسماعيل عبد السلام هنية، المعروف بـ"أبو العبد"، عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة. ينتمي هنية لعائلة لاجئة من عسقلان، حيث هُجر والده منها خلال النكبة الفلسطينية في عام 1948. تربى هنية في بيئة فقيرة ومتواضعة، إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه كأحد أبرز القادة السياسيين في فلسطين.
حصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي
التحق هنية بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي، وكان ذلك منطلقه نحو العمل السياسي. بدأ مسيرته بالعمل كمدير لمكتب الشيخ الشهيد أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، حيث أصبح من أبرز المقربين له. لعب دوراً مهماً خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، واعتُقل عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتبره شخصية قيادية تهدد أمنه.
دخول حماس معترك السياسة الفلسطينية، حيث رأى أن تشكيل حزب سياسي سيتيح للحركة التعامل مع المستجدات على الساحة الفلسطينية
كان هنية من أوائل الداعين لدخول حماس معترك السياسة الفلسطينية، حيث رأى أن تشكيل حزب سياسي سيتيح للحركة التعامل مع المستجدات على الساحة الفلسطينية. انتخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني في انتخابات 2006، وبعد فوز حماس، تولى رئاسة الحكومة الفلسطينية الحادية عشرة.
أصبح هنية يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة، هرباً من القيود المفروضة على قطاع غزة
مع تعيينه رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس في عام 2017، أصبح هنية يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة، هرباً من القيود المفروضة على قطاع غزة. وفي قطر، وجد هنية بيئة مناسبة للتواصل مع العالم الخارجي ولإدارة شؤون الحركة في المنفى، في ظل استمرار الملاحقات الإسرائيلية له.
أخر ظهور له كان مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي
في فجر الأربعاء، استشهد هنية إثر غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران. كان هنية قد وصل إلى طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. وقد التقى بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وكان ذلك آخر ظهور له.
اعتُبر من أكثر قادة حماس اعتدالاً، وترك بصماته العميقة في الحركة الفلسطينية
إسماعيل هنية كان رجل المواقف الصارمة ولكنه اعتُبر من أكثر قادة حماس اعتدالاً، وترك بصماته العميقة في الحركة الفلسطينية. خطابه الداعي لعدم الاعتراف بإسرائيل ووقوفه بجانب المقاومة حتى آخر لحظة من حياته، جعله رمزاً للفلسطينيين، وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة النضال الفلسطيني.