أم تحتضن قاتل ابنها في محكمة جنايات المنصورة

في قاعة محكمة جنايات المنصورة، حيث يجتمع القانون والعدالة، شهدت الأعين مشهدًا دراميا لا يُنسى، مشهدًا تجسدت فيه أسمى معاني التسامح والروابط الأسرية. في لحظات تخللتها الدموع والتأثر، تحولت قاعة المحكمة من مكان للمحاسبة إلى مسرح للمشاعر الإنسانية العميقة.

اندلع شجار حاد بين شابين تربطهما صلة قرابة؛ الجاني والمجني عليه، أبناء الخالات

في إحدى ليالي مدينة المنصورة الهادئة، اندلع شجار حاد بين شابين تربطهما صلة قرابة؛ الجاني والمجني عليه، أبناء الخالات. السبب؟ خلاف بسيط حول مكان انتظار السيارات. ولكن التوتر تصاعد بسرعة، لينتهي بارتكاب جريمة مروعة، حيث قام الجاني بذبح ابن خالته بسكين في الشارع.

وقفت والدة المجني عليه، والدموع تملأ عينيها، لتطلب من قاضي المحكمة السماح لها باحتضان قاتل ابنها

مع بدء جلسة المحاكمة، وقفت والدة المجني عليه، والدموع تملأ عينيها، لتطلب من قاضي المحكمة السماح لها باحتضان قاتل ابنها، وهو ابن شقيقتها الذي قامت بتربيته منذ الصغر. وبإذن من القاضي، تقدمت الأم نحو الجاني، واحتضنته بحرارة، في مشهد أبكى كل من حضره.

ام الجني علية

المتهم لعمته: "أقسم بالله قتلته غصب عني.. لم أقصد أن أقتله.. سامحيني"

وسط الأحضان والدموع، قال المتهم لعمته: "أقسم بالله قتلته غصب عني.. لم أقصد أن أقتله.. سامحيني". لترد عليه الأم بقلب محب: "ابن أختي، أنا اللي ربيته وسامحته، مات ليا ابني والتاني محبوس".

أعلنت والدة المجني عليه تنازلها عن القضية، مؤكدة رغبتها في رؤية ابن أختها حراً طليقاً

في لفتة إنسانية نادرة، أعلنت والدة المجني عليه تنازلها عن القضية، مؤكدة رغبتها في رؤية ابن أختها حراً طليقاً. وقالت: "أتمنى أن يخرج من الحبس، أنا متنازلة عن حقي لأنه ابني، وهو قتل غصب عنه".

قوة التسامح والعفو، وكيف يمكن للروابط الأسرية أن تتجاوز حتى أصعب المواقف

هذا المشهد الدرامي الذي شهدته محكمة جنايات المنصورة يسلط الضوء على قوة التسامح والعفو، وكيف يمكن للروابط الأسرية أن تتجاوز حتى أصعب المواقف. يبقى السؤال: هل ستأخذ المحكمة بتنازل الأم ورغبتها في العفو عن الجاني؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.