حوادث اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:08 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

ننشر حيثيات الحكم بواقعة وفاة صغير ضربًا على يد خاله بالمحلة بسبب سرقة شبشب

حبس
حبس

أودعت محكمة جنايات المحلة بمحافظة الغربية حيثيات الحكم بالسجن المشدد 10 سنوات على المتهم بضرب ابن شقيقته حتى الموت بدائرة قسم ثالث المحلة بسبب سرقة شبشب الجيران، فى القضية رقم 3182 لسنة 2024 جنايات ثالث المحلة، والمقيدة برقم 825 كلى شرق طنطا،

صدر الحكم برئاسة المستشار سامح عبد الله عبد الواحد وعضوية كلا من المستشارين محمد عادل شاهين وأحمد زغلول المنوفي وأمانة سر عمرو جمال

لا أب صنع ولا أم حفظت

وقالت المحكمة في حيثيات الحكم أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليه وجدانها، استخلاصا من سائر الأوراق وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشـأنها بجلسة المحاكمة: وأما أنت أيها الصغير صاحب 15عامًا فقد رحلت عن هذا المجتمع الظالم الذي طالما نعتك بالشقى الجميع أنكرك لكن المأساة تكمن في أن من بينهم من كان أحق الناس برعايتك وتقويمك، فلا أب صنع، ولا أم حفظت ولم يبق إلا خال يسمونه والد لكنه لفظك.

خال المجني عليه لم تأخذه لحظة شفقة


وأكدت المحكمة أن خال المجني عليه لم تأخذه لحظة شفقة وهو ينزل أبشع صور التعذيب بك وقد وصفه كذبًا وبهتانًا بأنه تأديب ففارقت الحياة تحت وطاة الضرب بعصا غليظ، لم تستوقف يده الآثمة أنينك وصراخك وبكاءك وحتى النزع الأخير الذي كان من المفروض أن يمزق أحشاءه حزنًا وألمًا لم يلتفت إليه.
وأضافت، المتهم لم ترتعد فرائضه ولم يرتجف قلبه ولم توهن قبضة يده وظل في عدوانه وكأن سادية بشعة لم يعرفها البشر قد تمثلت فيه، لم تكن العصا غليظ فقط، بل قلبه هو الغليظ وإذا به يسمر مع صاحبه يدخنان المخدر على صوتك المبحوح وقد بدا يخفت كشهيق من أوشك على الموت ولما سكن قلبك الضعيف وأسلمت الروح إلى بارئها تنبه فحملك إلى المستشفى بينما صرت أنت جثة هامدة، ثم لم يردعه الموت فحاول أن يلصق بك كذبًا سلوكًا شنيعًا لكي يبرر فعلته.


وتابعت محكمة جنايات المحلة، لقد شكوت إلى الله أيها الصغير بغير حروف هجاء، كان أنينك هو الحروف وشهقتك الأخيرة هي المناجاة. قلت له ما لم يقله لسانك لبني البشر وذهبت إليه تشكوه ظلم البشر.


وأوضحت المحكمة، إن الحكم القضائي الذي يتوارى عن آناتك لحكم أجوف وأن الصياغة التي تأتي مبرأة من دمك لهى صياغة واهنة والمحكمة تأسف أنها لم تستطع أن تذهب في قضائها إلى أبعد مما انتهت إليه فالقاضي ليس له عاطفة بل وجدان، والوجدان هو الضمير الذي يظله العقل وقد أملى علينا النص القانوني الذى يمثل الشرعية الموضوعية أن تستبعد المحكمة وصف القتل لعدم توافر القصد الخاص وهو نية القتل.


ووضعت المحكمة في حيثات الحكم قبل أن تسدل الستار على هذه المأساة، أمام المشرع صورة بشعة للعنف الأسري لكى يضع حدًا لما يمارس من عنف تحت ستار كذب هو حق التأديب لافته أن النوع من العنف استشرى بين جنبات هذا المجتمع فغدا نيران تحرق بنيانه وإلا كيف يتصور أن طفلًا كان من المفروض أن يحيا مكرمًا فإذا به تحت وطأة التفكك الأسري اللعين يصير مشردا ثم شقيًا ثم منبوذًا فقتيلًا، يفارق الحياة دون أن يجربها.

واختتمت المحكمة حيثيات الحكم قائلة: لقد دفع الصغير حياته ثمنًا لزاحف وضعه بقدمية الحافيتين دون أن يتبادر إلى ذهنه أنه يسرقه، لقد أراد أن يجرب الحياة بضع لحظات، فقط بضع لحظات ففارقته الحياة قبل أن يجربها"،هذا هو عقاب الدنيا تنزله المحكمة بعداتها النسبية، أما هناك أيها الصغير عند الله فلا مكان إلا لكل ما هو مطلق.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found