أبوه مات حسرةً عليه.. قصة عريس الشرقية مع نادي الزمالك
“عريس الشرقية”، قصة تحاكى بها الوطن العربي، إذ أصبحت وفاته المريرة حديث مواقع التواصل الإجتماعي، حزنا على الطريقة التي فارق بها أحباءه، حيث توفى اسماعيل خلال حفل زفافه، وهو بجانب عروسته "علا" ارتدى بدلته البيضاء غير مدرك أنه ذاهب إلى قبره، لا لعش الزوجية.
أبوه مات حسرةً عليه.. قصة عريس الشرقية مع نادي الزمالك
وخرج صديقه الحميم أحمد سعيد الذي كان معه بالغربة، ليحكي تفصيلّا قصة اسماعيل عريس الشرقية، والذي كان لاعبا ناشئا في نادي الزمالك، منذ الثامنة في عمره إلى أن وصل لسن العشرين عام.
إسماعيل عريس الشرقية، أفنى حياته كلها في كرة القدم، وكان والده أول داعم له، حيث صرف كل ما يملك في سبيل أن يصبح نجله لاعب كرة كبير بنادي الزمالك، وقضى الأخير حياته في مواصلات ما بين الشرقية إلى ميت عقبة.
لم يكن سائقو "الميكروباصات" وحدهم من يعرفون إسماعيل، بل كان جمهور المدرجات يعلم من هو "سمعة" الذي لم يكتف باللعب في النادي، بل كان ينام على الأرض أسفل المدرجات.
عُرف سمعه بذكائه وسط الملعب ومهارته البالغة في لعب الكرة والتخطيط في قلب المباراة، فأصبح مشهورا وسط لاعبين كبار كانوا ينتظرونه أن يكون ضمن الفريق الأول، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
بمجرد أن وصل سمعة إلى كل هذه الخبرة والذكاء لم يحالفه الحظ، وخرج من نادي الزمالك، وهنا لم يتحمل أبدًا انقلاب الحياة به، فدخل بحالة نفسية أدت إلى إصابته بوعكة صحية شديدة.
والد عريس الشرقية، لم يتحمل فكرة خروج نجله من نادي الزمالك -حسبما وصف صديقه- فتحسر عليه وأُصيب بالقهر بسبب ابنه الذي استثمر فيه وتأمل أنه سيعوضه عن كل ما مضى، لكنه أصبح في النهاية بائعا في متجر للأدوات المنزلية، توفى والد اسماعيل حزنًا على حاله.
عريس الشرقية
بمجرد وفاة والده سافر إسماعيل إلى الكويت، تاركًا أحلامه وطموحاته وراء ظهره، وقرر أن يبدأ من جديد، ولكن صدمة فيروس كورونا الذي كان قد بدأ يتفشى في البلاد، وبسببه ظل عاما كاملًا في الغربة، دون عمل.
حياة إسماعيل مليئة بالعقبات، فبمجرد ما نفعت محاولاته للعمل في الكويت، أُصيب بأمراض عدة منها غضروف الظهر، وأصبح يتلقى حقن مسكنة يومًا بعد يوما، ومع ذلك كان صامدًا راضيًا بقضاء الله، لم يشك حاله يوما، بل كان يحمل هم والدته وإخوته اللواتي كنّ من مسؤوليته.
خلال زفاف اسماعيل ووفاته بجانب عروسته، اتهمه الكثير بتعاطي عقاقير أدت لوفاته، واعتبروا أن رقصه في الحفل دليلا على اتهامهم، ليرد صديقه قائلا: “أنتم ناس معندكوش ضمير.. إسماعيل كان راجل رياضي وعمره ما شرب سجارة.. دي هي طريقة رقصه وفرحته في العموم”.
واختتم الصديق حديثه: "سمعة لو كان وحش مكانش ربنا رزقه بدعوات الناس دي كلها.. ورسالتي لنادي الزمالك بقول لهم: إسماعيل كان لاعب كبير، وساب وراه هم ما يتلم".