صلاح توفيق يكتب : صحافة الطواجن ولحمة الرأس: عندما يصبح تنزيل ”قطعة لحمة” أهم من تركيب قلب المفاعل النووي!
يبدو أن الحديث عن الإنجازات الوطنية الكبيرة، مثل إنزال قلب مفاعل الضبعة النووي، أصبح نشاطًا جانبيًا مقارنة بما يحدث في مطابخنا ومطاعمنا. نعم، عزيزي القارئ، لقد تم اليوم إنجاز تاريخي في محطة الضبعة، إذ تم تركيب قلب المفاعل، ولكن كيف يمكن لهذا الإنجاز أن ينافس حدثًا ضخمًا مثل تنزيل "قطعة لحمة رأس" في طاجن من قبل صاحب مطعم شهير؟! إنه تناقض صارخ، حيث يتم الاهتمام بالبطون على حساب العقول، في مشهد لا يمكن تفسيره سوى على أنه "سياسة اللحمة قبل الطاقة".
في عالمنا الحالي، يبدو أن وجبة "الطاجن" قد تفوقت على كل إنجازات الطاقة النووية. الأسئلة المطروحة حول مطاعم اللحمة أصبحت أكثر إثارة من تلك المتعلقة بمستقبل البلاد النووي. ماذا حدث لنا؟! هل أصبحت الطواجن أكثر أهمية من مستقبلنا العلمي والاقتصادي؟
اهم سؤال عن دور الأم الراحلة في نجاح صاحب المطعم
ثم نأتي إلى ما يمكن تسميته بمرحلة "الفتة"، حيث يبدأ الإعلام "التعيس" بإثارة قضايا تتعلق بالمطاعم والشائعات المرتبطة بها، والتي تحولت إلى ما يشبه جلسة نسائية في حارة شعبية، حيث التهويل والمبالغات تتفوق على الحقائق. أسئلة عن دور الأم الراحلة في نجاح صاحب المطعم أصبحت موضوعًا رئيسيًا، على الرغم من أنها تبدو وكأنها أسئلة تصلح لخاطب يتقدم لابنة عمّتك، وليس لصاحب إمبراطورية مطاعم.
والأسئلة لم تتوقف عند هذا الحد. هل انتهت إمبراطورية "صبحي كابر"؟! نعم، تلك الإمبراطورية التي لم يكن لها سوى فرع واحد. إذاً، أين هي الفروع الخمسة التي تستحق لقب "إمبراطورية"؟ يبدو أن مقدمي الأسئلة لم يذاكروا جيدًا قبل أن يهبّوا إلى تهويل قصة المطعم ومحاولة جعلها حدثا عظيما وجلل قي تاريخ الشعب المصري
صحافة التهويل والخبث ودعم فكرة المؤامرة حتي صاحب مطعم
وبالطبع، لم تخلُ الأسئلة من التهويل حول الضغوطات التي تعرض لها صبحي لبيع محله. ولكن الحقيقة البسيطة هي أنه كان عليه ديون، والديون تعني حقوق للآخرين، وليست ضغوطًا سياسية أو مؤامرات خفية. يبدو أن الصحافة أصبحت تفتح الباب على مصراعيه للتهويل على حساب الحقيقة.
الرجل قال بكل وضةح انه تعرض لخسارة كبيرة في صقفة زرة وانا استدان الامر الذي ارغمة علي بيع مطعمة بمبلع 200 مليون جنية
ولم يقدم لنا صبحي الوثائق والإيصالات التي تثبت حقه، ولكن هل يُعقل أن يضيع ابن سوق مثل صبحي 200 مليون جنيه دون أوراق؟! يبدو أن قصص الصحافة الشعبية هذه لا تفرق بين الحقيقة والخيال، بل تحترف "االخوارت الكاذبة " على حساب العقول.
ثم يأتي أحدهم ليسأله عن اسم المطعم، وكأن هذا السؤال سيفتح بابًا للحكمة. الحقيقة أنه ليس أكثر من " بحث عن وهو الأثا{ة " صحفي لا طائل منه، ولكن يبدو أن البعض لا يستطيع مقاومة شهوة الكلام الفارغ.
حتي لو افترضنا الاهمية القومية لمصر في مطعم السيد صبحي بما يفوق الاهتمام بمحطة الضبعة النووية باختصار كان يجب ان يكون هناك سؤالين وهما هل تعرضت لأية ضغوط للتنازل عن ملكية المحل ومن هو الشخص الذي قام بالنصب عليك في مبلغ ال200 مليون؟