حوادث اليوم
الإثنين 14 أكتوبر 2024 07:22 صـ 11 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

جرائم الحقد الأعمى: مأساة الغيرة والانتقام في الصعيد وبحري.. والضحايا أطفال

طفلة ضحية الحقد الأعمي
طفلة ضحية الحقد الأعمي

في مجتمعات الريف المصري، حيث الترابط الأسري والعلاقات العائلية المتينة تُعد الأساس، قد يُخفي خلف هذا القرب الشديد حقدًا دفينًا يظهر في أبشع صوره، كما شهدت بعض القرى في صعيد مصر ومحافظة الدقهلية مؤخرًا. هزت جريمتان مروعتان المجتمع المصري، حيث تحولت الغيرة والحقد إلى أدوات انتقام قاتلة، لتسفر عن مقتل طفلين بريئين على أيدي أفراد من عائلاتهم.

الجريمة الأولى: مصرع طفل رضيع على يد زوجة عمه في المنيا

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏طفل‏‏ و‏ابتسام‏‏

في قرية صغيرة بمحافظة المنيا، وقعت جريمة بشعة عندما لقي طفل رضيع مصرعه على يد زوجة عمه، التي لم تعد تحتمل شعور الغيرة تجاه والدة الطفل. الحادثة بدأت بعد أن أنجبت "ن. خ" طفلًا ذكرًا، مما أثار غيرة المتهمة "ح. ج"، التي شعرت أن معاملة عائلة زوجها تفضل والدة الطفل عليها.

بدافع الحقد الأعمى، قررت "ح. ج" الانتقام من سلفتها بقتل الطفل الرضيع. استغلت نوم الأم وأخذت الطفل دون أن يشعر بها أحد، ووضعت الرضيع في جوال ثم ألقت به حيًا في ترعة البحر اليوسفي. بعد عمليات بحث استمرت لساعات، تم العثور على جثة الطفل غارقة في الترعة، ومع بدء التحقيقات، كشفت الأدلة أن زوجة العم هي من ارتكبت الجريمة. تم القبض عليها واعترفت بتفاصيل فعلتها البشعة، وأحيلت إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد.

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏زفاف‏‏ و‏نص‏‏ قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏طفل‏‏ و‏ابتسام‏‏

الجريمة الثانية: قتل الطفلة لاميس على يد زوجة عمها في الدقهلية

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏طفل صغير‏‏ و‏ابتسام‏‏

في حادثة أخرى مروعة هزت عزبة إبراهيم في الدقهلية، غابت الطفلة الصغيرة لاميس محمد الصياد بشكل غامض. العائلة، التي كانت تعيش في رعب وقلق على ابنتها المفقودة، لم تتخيل أن النهاية ستكون أكثر قسوة مما يتصور أحد.

أثار كلب العائلة الشكوك بنباحه المستمر وحركته الغريبة حول البلكونة. وعندما قررت العائلة اتباعه، قادهم إلى مشهد صادم: جسد لاميس النحيل كان محشورًا في "شيكارة" موضوعة داخل كرتونة، بينما رأسها كان مخفيًا في الفريزر، مفصولًا عن جسدها الصغير.

الجانية في هذه الجريمة لم تكن سوى زوجة عم الطفلة، رحمة محمود غنيم، التي ارتكبت الجريمة بدافع سرقة القليل من الذهب الذي كانت ترتديه لاميس. لم يقتصر الأمر على السرقة، بل قامت بخنق الطفلة وقطع جسدها في محاولة لإخفاء جريمتها. وعندما تم مواجهتها، اعترفت بدم بارد بجريمتها دون أي شعور بالندم.

الحقد العائلي يدفع ثمنه الأطفال

تلك الجرائم المروعة لم تصدم الأهالي في المنيا والدقهلية فقط، بل هزت وجدان المجتمع المصري بأسره. الحديث عن الجريمتين لم يتوقف، فالجميع شعروا بالرعب من بشاعة الفعل، ليس فقط بسبب التفاصيل الوحشية، بل لأن الجناة كانوا أشخاصًا يعيشون في قلب العائلة، يتشاركون حياتهم اليومية مع ضحاياهم.

هذه الجرائم التي وقعت بدافع الغيرة والحقد تعكس مدى تأثير الضغوط النفسية والتوترات العائلية على الأفراد، وكيف يمكن للحقد أن يتحول إلى دافع للقتل. في النهاية، لم يكن هناك سبيل للفرار من العدالة، فجهود الأمن وتحقيقات الشرطة كشفت الحقيقة وأحالت الجناة إلى القضاء.

الغيرة والكراهية يمكن أن تحطم أواصر العائلات وتؤدي إلى نتائج مأساوية

إن قصص الحقد الأعمى مثل هذه تذكرنا بأن الغيرة والكراهية يمكن أن تحطم أواصر العائلات وتؤدي إلى نتائج مأساوية. وما حدث في المنيا والدقهلية يسلط الضوء على أهمية الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة للتخفيف من التوترات والضغائن قبل أن تتصاعد إلى مثل هذه المآسي. في النهاية، يبقى الألم والصدمة في قلوب العائلات التي فقدت أحباءها، والأمل في أن يتم تحقيق العدالة لتكون رادعًا لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found