أصابة مسعف بصدمة نقل جثة والدته دون أن يعرفها
أصيب المسعف الفلسطيني عبد العزيز البرديني يصدمة مأساوية عندما علم أن الجثة التي كان ينقلها كانت جثمان والدته. كل ما كان يعرفه في ذلك اليوم هو أن غارة إسرائيلية استهدفت موقعًا في غزة، وأنه يقوم بعمله الإنساني كما يفعل يوميًا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي لم تترك لأهل القطاع سوى الألم والفقد اليومي للاهل والأحبة
نقل جثة أعز الناس دون ان يعلم انها أمة
توجه عبد العزيز مع زملائه إلى مخيم المغازي، حيث خلفت غارة إسرائيلية ثلاثة قتلى. نقل عبد العزيز إحدى الجثث إلى مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح، مغطاة بقماش أبيض، دون أن يساوره الشك بأن هذا الجثمان يعود لأعز الناس على قلبه.
عبد العزيز ينهار باكيًا وهو يصرخ بألم "والله ما عرفتك، يا أمي"
عند ما وصوله إلى المستشفى، شعر بشيء داخلي يدفعه للتحقق من هوية الجثة، فكشف الغطاء عن الوجه ليكتشف الحقيقة المأساوية: كانت الجثة تعود لأمه، وملامحها تحمل آثار القصف والتشويه. عندها، انهار عبد العزيز باكيًا وهو يصرخ بألم "والله ما عرفتك، يا أمي"، في مشهد يجسد وجع الفقد وسط حرب أودت بحياة الآلاف.
مشهد يختزل معاناة أمة بأكملها
يضاف هذا الحدث إلى سجل طويل من المآسي التي عشها ويعيشها أهل غزة منذ اكثر من عام ، حيث أصبحت يومياتهم محاصرة بين الفقدان والألم، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس أن حصيلة القتلى نتيجة الحرب المستمرة قد بلغت أكثر من 43,204 قتيلاً، في مشهد يختزل معاناة أمة بأكملها.