الناقد الرياضي عيد فؤاد يكتب: ”لأ يا حضري لأ ..لأ ما لكش حق ”
داية ..وقبل الافصاح عما يدور في خاطري خلال السطور التالية عن "مضمون المقال"، يجب أن أنوه، وحتى يعلم الجميع مقدما أن من أتحدث عنه اليوم هو صديق عزيز وغال عليّ جدا، وأسطورة من أساطير حراسة المرمى في مصر والوطن العربي والقارة السمراء قاطبة، بل هو أفضل من أنجبت مصر في حراسة المرمى طوال تاريخها الكروي شاء من شاء وأبى من أبى .
قصة خروج عصام الحضري من الأهلي
الجميع يعلم الظروف والملابسات التي خرج فيها كابتن عصام الحضري من النادي الأهلي بلا رجعة، وذلك من أجل خوض تجربة احترافية قصيرة في نادي سيون السويسري وهو في أوج تألقه مع النادي الأهلي ومنتخب مصر، ونجاحه في حصد الكثير من البطولات المحلية والقارية للنادي، والمساهمة أيضا في حصول المنتخب على أربع بطولات قارية لكأس الأمم الأفريقية أعوام 1998/ 2006/2008/2010 ، والحصول على جائزة أفضل حارس مرمى في مصر وفي أفريقيا أكثر من مرة .
عصام صنع تاريخ كبير ومشرف وحقق انجازات لم ولن يستطيع أن يصل إليها أو يحققها أحد من حراس المرمى مستقبلا قبل مرور نصف قرن من الزمان على الأقل، ويكفي أنه توج بـ 38 لقبا، طوال مسيرته التي لعب خلالها لعشرة أندية بالتمام والكمال، هي دمياط، الأهلي، سيون السويسري، الزمالك، الاسماعيلي، الاتحاد، وادي دجلة، المريخ السوداني، التعاون السعودي، النجوم .
شارك الحضري مع منتخب مصر في 159 مباراة دولية
عصام شارك مع منتخب مصر في 159 مباراة دولية، ونجح خلال تلك الفترة في تتويج مسيرته الحافلة والناجحة بعدد من الألقاب الشخصية، مثل الحصول على جائزة أفضل حارس مرمى في دوري أبطال أفريقيا مع الأهلي ثلاث مرات، كما حصل على جائزة أفضل حارس مرمى مع منتخب مصر مثلها .
وعلى الرغم من هذا التاريخ الطويل والمشرف لعصام الحضري والذي يؤكد على أنه أسطورة الأساطير بالفعل في حراسة المرمى وأحد الحراس الكبار على مستوى العالم، إلا أن هذا الفضل الكبير يُنسب للنادي الأهلي أولا وأخيرا، فالأهلي هو صانع النجوم، لاعبين ومدربين، وإداريين، وسبق وذكرت ذلك أكثر من مرة في لقاءاتي العديدة بالإذاعة، والتليفزيون، ومهما حاول الحضري أن ينفي ذلك فالتاريخ وحده يشهد عليه، وإن كانت سوء علاقة الحارس التاريخي والأسطورة بالخواجة البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للأهلي وتعامل الخواجة مع عصام بنوع من الغطرسة، كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الحضري للهروب من هذه المعاملة، في وقت كان فريقه يحتاج إلى جهوده .
عصام الحضري والأهلي !!
كان عصام قد قال مؤخرا في تصريحات له، "بيقولوا الأهلي صنعني، لو استمريت في دمياط كنت هلاقي عشرين نادي غير الأهلي بيفاوضني، ولو انضميت لأي نادي اخر في الممتاز كنت هحقق نفس اللي حققته بسبب عزيمتي واصراري، ولو انا استفدت من الأهلي جزء، فالأهلي استفاد مني مليون جزء.
أنا رحلت من الأهلي، يعني أنا اللي سبتهم بس بسبب معاملتهم، وعمري ما قلت نفسي أرجع الأهلي أصلا، إنما كله كان كلام جرايد وإعلام، ده انا اللي مشيت يبقي عاوز ارجع ازاي . ؟!"
رسالتي للحضري، الحارس الأسطورة " من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، ولا يجوز أن "تهيج" الجماهير الأهلاوية عليك، ولكن عليك تقديم الشكر للنادي الأهلي، صانع اسمك وتاريخك ونجوميتك والذي أوصلك إلى هذه المكانة من النجومية .
علاقة عصام الحضري بمسئولي النادي الأهلي
يا حضري، أنا هنا أعبر عن رأيي الشخصي وليس دفاعا عن النادي، فهناك من يعملون فيه ويستطيعون الدفاع عنه، ولكنني لا أعمل فيه ولا أنتوي العمل فيه مستقبلا، ولكن أقول كلمة حق وأعلن عن وجهة نظري بكل صراحة كناقد رياضي، وبحكم عملي وتغطية أخبار النادي الأهلي طوال فترة امتدت إلى 28 عاما أعلم الكثير من الأسرار التي أوصلت علاقتك بمسئولي الأهلي إلى هذا السوء، ومهما حاولت أن تنفي فضل الأهلي عليك، فالتاريخ سيفضحك، وما وصلت إليه من مستوى يرجع إلى استفادتك من خبرات مدربيك الكبار في حراسة المرمى الذين تدربت على أيديهم، أحمد ناجي، وإكرامي، ولذلك يجب أن تنسب الفضل لأهله، "ومفيش نجم بيصل للنجومية دون أن يكون هناك أدوات ساعدته للوصول إلى هذه النجومية" .
أخيرا ..أعلم جيدا أن هناك شرخ في العلاقة بينك وبين جماهير النادي الأهلي، وبعض الأشخاص من مجلس إدارة النادي، ولكن مع مرور الوقت أتمنى أن تزول هذه الأسباب ويحدث مصالحة بينك وبين الأهلاوية، جماهير، وإدارة، فالنجم لا يستطيع العيش بدون أضواء ودون أن يشعر بقيمة نفسه في عيون محبيه، وهو ما يدفعني للقول، "لأ يا حضري لأ..لأ ما لكش حق"، تقلل ممن صنعوا نجوميتك وساهموا في أن تصبح مطلبا للكثير من الأندية في تدريب حراس المرمى وهو المجال الذي اختارته، وأيضا أن تكون ضيفا في البرامج الرياضية، وأنه لولا الأهلي مرة أخرى ما كان لك أن تصل إلى ما وصلت إليه من نجومية وشهرة .