بسبب 50 قرشًا.. راكب يطعن سائق ميكروباص بـ100 غرزة في المحلة الكبرى
في حادثة مؤسفة تعكس خطورة الانفلات الأخلاقي وسرعة الغضب لأتفه الأسباب، شهدت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية واقعة صادمة، بعدما أقدم راكب على طعن سائق ميكروباص بموقف الزراعة، بسبب خلاف بسيط على فرق أجرة قدره 50 قرشًا، مما تسبب في إصابة السائق بجروح خطيرة تطلبت نحو 100 غرزة طبية لعلاجها.
بلاغ إلى نقطة شرطة مستشفى المحلة العام، بوصول سائق سرفيس مصابًا بطعنة نافذة في الجانب الأيمن
البداية كانت مع ورود بلاغ رسمي إلى نقطة شرطة مستشفى المحلة العام، يفيد بوصول سائق سرفيس يُدعى م.ن، 35 عامًا، مصابًا بطعنة نافذة في الجانب الأيمن وجروح قطعية خطيرة في منطقة الظهر السفلى.
وبالتحقيق المبدئي، تبين أن المشاجرة نشبت أثناء عمل السائق بموقف الزراعة، عندما طالب أحد الركاب بإرجاع مبلغ نصف جنيه كفرق أجرة، مما أدى إلى مشادة كلامية بين الطرفين، تطورت سريعًا إلى اعتداء دموي من الراكب باستخدام سلاح أبيض كان بحوزته.
وبحسب شهادة شهود العيان، فقد استل الراكب السلاح وسدد طعنة قوية للسائق، تسببت في نزيف حاد وسقوطه أرضًا، قبل أن يتدخل زملاؤه وسائقون آخرون لإنقاذه ونقله إلى المستشفى.
تحرك أمني سريع
انتقلت قوة من قسم شرطة المحلة الكبرى إلى موقع البلاغ، وتمكنت من ضبط المتهم في وقت قياسي. وبمواجهته، اعترف بجريمته، مبررًا فعلته بـ"تطاول السائق عليه أثناء الخلاف حول الأجرة".
وتحرر عن الواقعة محضر رسمي، وتم إخطار النيابة العامة التي أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق، مع انتداب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على المصاب وإعداد تقرير مفصل عن حالته.
حالة السائق الصحية
وفقًا لمصدر طبي بمستشفى المحلة العام، خضع السائق لعملية جراحية عاجلة لوقف النزيف وخياطة الجروح، والتي تطلبت تجاوز 100 غرزة طبية، خاصة في منطقة الظهر.
وأشار المصدر إلى أن حالته الآن مستقرة نسبيًا، لكنه يحتاج إلى فترة نقاهة طويلة للعلاج الكامل.
غضب واسع في الشارع المحلاوي
أثارت الواقعة حالة من الغضب الشديد بين أهالي المحلة الكبرى، الذين استنكروا تصاعد السلوك العنيف بهذا الشكل، خصوصًا لأسباب بسيطة لا تستدعي أكثر من الحوار.
وكتب أحد المواطنين على فيسبوك:
"بسبب نص جنيه واحد راح شاب يطعن بني آدم! إحنا وصلنا لمرحلة مخيفة من الغضب والانفلات.. لازم يكون في رقابة وتوعية".
وطالب آخرون بضرورة تشديد العقوبات على حاملي الأسلحة البيضاء، للحد من ظاهرة الاعتداءات العشوائية التي تهدد الأمن المجتمعي.
دعوات لضبط النفس
حذر خبراء علم الاجتماع من تزايد ثقافة العنف المفرط لأتفه الأسباب في المجتمع، مؤكدين أن ذلك ينبع من مشكلات أعمق مثل الضغوط الاقتصادية والنفسية، وغياب ثقافة الحوار والتسامح.
وأكدوا أن العلاج لا يقتصر على العقوبات فقط، بل يجب أن يشمل برامج توعية مجتمعية مكثفة تستهدف ضبط الانفعالات ونشر ثقافة ضبط النفس في مواجهة المشكلات اليومية.
الغضب العشوائي قد يتحول إلى جريمة مأساوية في لحظات
حادثة المحلة الكبرى جرس إنذار جديد بأن الغضب العشوائي قد يتحول إلى جريمة مأساوية في لحظات. وبينما تواصل السلطات جهودها لفرض النظام، تبقى الحاجة ملحة لأن يستعيد المجتمع قيم التسامح والحوار وضبط النفس، حتى لا يصبح أبسط خلاف شرارة لجريمة دامية.