الداخلية تكشف حقيقة محاولة السطو المسلح بالجيزة.. السلاح لعبة وخلاف مروري وراء الواقعة

أعلنت وزارة الداخلية المصرية تفاصيل الواقعة المتداولة مؤخرًا حول محاولة مزعومة لسطو مسلح على سيدة وزوجها بالجيزة، موضحة أن الأمر لا يتعدى خلافًا مروريًا تطور إلى مشادة، دون وجود أي محاولة حقيقية للسطو.
بلاغ ومحاولة تضخيم للواقعة
تداول مستخدمو منصات التواصل منشورات تزعم تعرض صيدلي وزوجته لمحاولة سطو مسلح أثناء سيرهما بسيارتهما في منطقة كرداسة بالجيزة، مما أثار حالة من الذعر بين المتابعين، ودفع البعض للمطالبة بسرعة تدخل الأجهزة الأمنية.
لكن بالفحص والتحقيق الدقيق، تبين أن البلاغ الأصلي الذي ورد لمركز شرطة كرداسة بتاريخ 25 من الشهر الجاري جاء من صيدلي مقيم بدائرة قسم شرطة الشيخ زايد، أكد خلاله أنه أثناء قيادته لسيارته وبرفقته زوجته، قام عن غير قصد بقطع الطريق أمام سيارة أخرى.
خلاف مروري يتحول إلى مشادة
أدى هذا التصرف إلى استفزاز قائد السيارة الأخرى، الذي قام بملاحقة الصيدلي وزوجته، وتعدى عليهما بالسب، مظهرًا بندقية في محاولة للتهديد، دون وقوع أي اعتداء بدني أو محاولة للسطو على ممتلكاتهما.
وبسرعة التحرك، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد وضبط السيارة وقائدها، وتبين أنه مقاول مقيم بدائرة مركز شرطة منشية القناطر.
السلاح الحقيقي؟ مجرد لعبة أطفال
بمواجهة المتهم، اعترف بما نسب إليه، موضحًا أن السلاح الذي استخدمه في التهديد مجرد بندقية بلاستيكية – لعبة أطفال، استخدمها في لحظة انفعال اعتراضًا على إغلاق الطريق أمامه من قبل الصيدلي.
وأكدت التحريات التي أجريت بمعرفة مباحث مركز كرداسة أن الواقعة لا تتضمن سطوًا مسلحًا ولا شبهة جنائية خطيرة، بل مجرد خلاف مروري تطور بشكل مبالغ فيه.
إجراءات قانونية سريعة
حرر محضر رسمي بالواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في ملابسات الحادث.
كما شددت وزارة الداخلية في بيانها على أهمية تحري الدقة قبل تداول الأخبار، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي قد تثير الذعر دون سند من الحقيقة.
ردود أفعال متباين
أثارت الواقعة ردود فعل متفاوتة على مواقع التواصل:
-
البعض اعتبر أن الواقعة رغم بساطتها كشفت حالة التوتر والانفعال السريع الذي أصبح سائدًا على الطرق.
-
آخرون شددوا على ضرورة تشديد العقوبات على من يهدد الآخرين بأي شكل حتى لو باستخدام ألعاب تشبه الأسلحة الحقيقية.
وكتب أحد المعلقين:
"بندقية لعبة، بس التهديد الحقيقي! الموضوع محتاج توعية مش بس عقوبة".
فيما قال آخر:
"الحمد لله إنها مش حادثة سطو بجد.. بس برضه مينفعش حد يهدد الناس كده في الشارع".
رسالة وزارة الداخلية للمواطنين
أكدت الوزارة على أهمية الالتزام بالهدوء وضبط النفس أثناء القيادة، وعدم الانجراف وراء المشادات التي قد تتحول إلى أفعال يعاقب عليها القانون، مشيرة إلى أنها مستمرة في تأمين المواطنين وكشف الحقائق أولًا بأول.
الوعي قبل الفعل
رغم بساطة الواقعة مقارنة بما تم تداوله، إلا أن الرسالة الأهم تظل واضحة: انفعالك في لحظة قد يضعك تحت طائلة القانون.
لذا، تبقى الحكمة والتريث دائمًا الخيار الأفضل، سواء في القيادة أو في التعامل مع الغير، خصوصًا في مجتمع يتطلع إلى الأمن والاستقرار.