كيف تكشف قصة أصحاب الكهف العمر الحقيقي للإنسان؟| الإسلام يوضح
كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن "قصة أصحاب الكهف " تؤكد نسبية الزمان، وأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وهو أمر نأخذه ونقف عنده لأنه مهم للغاية.
يقول الله عزوجل: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } ناموا في كهفهم 309 سنة قمرية تساوى 300 سنة شمسية، واستيقظوا {كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} إذًا فهناك ما يسمى بنسبية الزمان؛ نسبية الزمان نراها بعد ذلك في قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا }، {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } فهناك يوم في مكان في الكون يساوي ألف سنة مما نعد، وهناك يوم في الملأ الأعلى يساوي 50.000 سنة مما نعد، لو أننا تدبرنا هذه الـ 50.000 سنة و الـ 300 سنة التى شعروا أنها ساعات قليلة ناموها ، واستيقظوا بعد ذلك وأرسلوا بدراهمهم من أجل أن ينتقى لهم {أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا }، 50.000 سنة يعني الساعة تكون 2000 سنة ويزيد ، والدقيقة بـ 34 سنة ، يعنى لو عاش الإنسان ١٠٠ سنة فإنه يكون قضى في الملأ الأعلى 3 دقائق { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا }.
وتابع خلال برنامج "القرآن العظيم"، المذاع على قناة "صدى البلد" الفضائية،:"نقول لمن فقد عزيزا أنك سترحل بعده بقليل، لو بعده بـ٣٠ سنة أو ٤٠سنة ؛ يعنى بعده بدقيقة، {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا }، { فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}، إذن نسبية الزمان تدل أن الله خارج الزمان، لا يحويه زمان، فهو الأول والآخر، وهو الذي لا بداية له ولا نهاية له، وهو الذي لا تتقلب عليه الأحوال فهو ليس كمثله شئ وهو السميع البصير".
وبين أن نسبية الزمان تسلى قلبك ؛ فتعلم أن هذه الدنيا قليلة ٣ دقائق {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} ، هذا الأمر قد نفهمه، لكن أهل الكهف عاشوا فيه، وهناك فرق بين أن تسمع وبين أن تفهم، وفرق بين أن تفهم وبين أن تصدق، وفرق بين أن تصدق وبين أن تعيش في هذه المعاني، لو عاش الإنسان في هذه المعاني، لأصبحت هذه المعيشة ميسرة، ولنزل الصبر على قلوب من ابتلوا بشيء من المصائب.