حوادث اليوم
الثلاثاء 7 يناير 2025 07:39 صـ 8 رجب 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

اشتد الألم يا الله.. القصة الكاملة لوفاة محاربة السرطان يُسر مجدي

 محاربة السرطان يسر مجدي
محاربة السرطان يسر مجدي

محاربة مرض السرطان، "لقد اشتد الألم يا الله.. الرجاء الدعاء لي بالرحمة والشفاء"، كانت آخر تدوينات يُسر مجدي، 28 عامًا، التي كانت تصارع مرض السرطان الذي انتشر في كل جسدها خلال أعوام قليلة، وكتبت يسر رسالتها المؤلمة قبل وفاتها بنحو أسبوع، ليستيقظ أصدقاؤها ومحبؤها اليوم على خبر مفجع، يسر ماتت، لقيت اليوم ربها وانتهت آلامها، لكنها لم تكسب معركتها مع السرطان.

وفاة محاربة السرطان يُسر مجدي

اتشحت صفحات التواصل الاجتماعي بالسواد، وبدأ الجميع في حالة صدمة، فقد ماتت إحدى مكافحات مرض السرطان يسر مجدي، وأعلنت أسرة يسر وفاتها، صباح اليوم الأحد، بعد صراع طويل ومؤلم مع مرض السرطان، الذي كانت تعاني منه وأصاب الرئة، لكنه امتد بعد ذلك إلى المخ، والعظام، والكلى، والطحال، والكبد.


كانت تجربة يُسر مجدي مع مرض السرطان مريرة، فهذه الشابة الصغيرة كانت لها أسرة صغيرة أيضًا بحجمها، فيسر كانت أما لطفلة صغيرة تسمى نيللي، تبلغ من العمر بضع سنوات، كانت لـ يُسر أحلام كبيرة لبيتها وابنتها ولحياتها، لكن إصابتها بمرض السرطان وانتشاره في جسدها قضى على تلك الأحلام أو كاد.

وحاولت أسرة يسر أن توفر لها العلاج المناسب، حتى تتعافى أو تتمكن من التغلب على مرض السرطان في صراعها المرير معه، لكن جسدها الضعيف ومقاومتها الأكثر ضعفًا لم يمكنها من ذلك، لم يستجب جسد يُسر المتهالك لأي علاج متاح، وأصبحت مقاومتها ضعيفة، وعجزت المستشفيات عن مساعدتها، لم تيأس يًسر، ورغم معاناتها من الألم، كانت تبعث الأمل وتقاوم السرطان بشجاعة نادرة، حتى أطلق عليها عائلتها وأصدقائها "محاربة السرطان".

لم تكن حياة يُسر مجدي مليئة بالأحداث أو الأفراح، وذلك ما ذكره زوج يسر مجدي عمر أشرف، كاتب سيناريو، حيث تحدث عن رحلة حياته مع زوجته يسر، فقال: “زي النهارده من أربع سنوات كان فرحنا. لم أتخيل يومًا أن حياتنا ستصل إلى هذه المرحلة. لم أتوقع أن تُصاب شريكة حياتي بـسرطان قاتل، وتضطر لتحمل الألم وحدها، وأنا أقف عاجزًا عن مساعدتها”.


وبرغم ألمها استمرت يسر في الاعتناء بطفلتها نيللي حتى في أصعب لحظات المرض، كما واصلت مسيرتها المهنية رغم الإرهاق الشديد، وأبدعت في مجال عملها، مما جعلها مصدر إلهام لكل من عرفها، وذلك ما حكاه عنها زوجها عمر.

زوج يسر مجدي يحكي قصتها المؤلمة مع السرطان

وقال عمر زوج يُسر عنها في أحد تدويناته قبل وفاتها بأشهر قليلة، وتحديدًا في 17 أكتوبر الماضي: “زي النهارده من 4 سنين كان فرحي أنا ويسر... زمان تخيلت حياتي في المستقبل كتير جدًا، ورسمت سيناريوهات وتوقعات بالهبل... لكن عمري ما توقعت ان حياتنا توصل للنقطة دي، عمري ما تخيلت إن صاحبتي وأقرب حد لقلبي يجيلها سرطان في الرئة وبعدين يروح علي العضم، وأخيرًا في الغدد، وإن يسر الجميلة الرقيقة مطلوب منها تحارب وتقاوم لوحدها، وإني أقف عاجز بشوف مراتي بتتعذب وأنا لا حول ليا ولا قوة!”.

وأكمل عمر أشرف حكايته التي تقطر ألمًا عن زوجته يُسر “ورم وسرطان وكيماوي ومناعي وإشعاع وترامادول ومورفين... مسميات ومصطلحات كنت بقرأ وأسمع عنها من بعيد، وعمري ما توقعت إني استخدمها بشكل يومي تقريبًا، ومع كل ده، يسر بتقاوم وتتعايش في عز مرضها.. بتهتم بيا وبالبيت، وبأي حد بيحتاج لها، وفي عز ما جسمها بيوجعها، كانت بتحاول تكمل في الماجستير بتاعها، وعاوزة تخلصة، وفي عز ما بتكون مش قادرة علي دوشة وصوت، تهتم بـ نيللي وبتلعب معاها ومبترضاش تخليني أمشيها من البيت..”.

لم تتوقف يسر عن العمل برغم معاناتها مع السرطان

وقال عمر عن زوجته يسر: “يسر مبدعة وشاطرة أوي في شغلها، وشغالة في شركات كبيرة ومع عملاء تقال جدًا، وبترجع من جلسات الكيماوي تشتغل قبل ما جسمها يخونها، وكمان في أكثر وقت رئتها كانت ضعيفة فية، ومش بتعرف تاخد نفسها كويس… مسكت “ستارت أب” في وقت صعب جدًا، وعدت بكل المشاكل من غير خبرة ولا مساعدة من حد، وقدرت تحقق المطلوب منها وزيادة”.


وتابع عمر: “عشان كده يسر أكتر شخص شاطر ومبهر وجميل ممكن تقابله في حياتك، وهفضل فخور إني زوج البنوتة العظيمة دي، وإنها أكبر ملهم ليا في حياتي، وإن شاء الله عيد جوازنا الجاي تكون اتغلبت على السرطان ورجعتلي تاني”.

وبرغم أن يُسر مجدي، الشابة التي لا يتعدى عمرها 28 عامًا والمحاربة بقوة للسرطان، لكن قبل وفاتها كانت تبدوا سيدة عجوز تجاوز عمرها الخمسين، وحكي زوجها عمر عن موقف مؤلم عن يُسر في المستشفى، أثناء تلقيها العلاج وقبل يومين فقط من وفاتها، فقال: “الممرض بيقولي ماما شكلها تعبان أوي النهاردة، بقولة ماما مين قالي الحجة ما أنا ركبتلها محاليل قبل كده.. الحجة دي قصده بيها يسر حبيبتي الجميلة اللي بقي عندها ٢٨ سنة من كام يوم! يسر عندها ٢٨ سنة متشخصة بسرطان الرئة وإنتشر في المخ والعضم والكلي والطحال والكبد!.. مفيش دوا جايب نتيجة ومفيش دكتور عارف يفيدنا ومفيش مستشفى قادرة تلحقها... يسر محتاجة الدعاء إنها تعدي الفترة دي والكام يوم دول علي خير عشان هي تعبانة جدا”.

النشطاء يودعون محاربة السرطان يُسر مجدي

واليوم ودعت يسر مجدي الحياة، تاركة ذكراها خالدة، خاصة في قلوب عائلتها وزوجها، واتشحت صفحات عائلتها والمقربين لها، بل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالسواد، فقد نزل خبر وفاة المحاربة للسرطان يُسر مجدي كالصاعقة، ونعاها العديد من أصدقائها، حيث قالت إحدى صديقاتها مريم عنتر: “النهارده من أصعب الأيام اللي عدت عليا في حياتي، في يوم واحد بيوصلني خبرين أسوأ من بعض وفاة دعاء فريد ووفاة يسر مجدي صديقتين في يوم واحد بعد صراع سنة مع السرطان. لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون الرجاء الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة”.


وطلبت عائلة يسر الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، ولابنتها الصغيرة نيللي بالصبر والقوة لتجاوز هذه المحنة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found