المسحراتي.. مهنة يعود تاريخها إلى 12 قرنًا| تفاصيل
"المسحراتي.. قصة بدأت في مصر من 12 قرنًا"، كان هذا عنوان التقرير الذى عرضته شاشة برنامج «صباح الخير يا مصر»، على القناة "الأولى"، والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي وبسنت الحسيني، حيث عرض البرنامج تاريخ ظهور المسحراتى والذى يعود إلى 12 قرن، ولعل كلماته التى يرددها المسحراتى لها بالغ الأثر والتى يقول فيها : "اصحى يا نايم، اصحى وحد الدايم"، وقول نويت بكرة الشهر صايم والفجر قايم"، وهذه الكلمات البسيطة تسكن القلوب وارتبطت عدن الجميع بفرحة شهر رمضان، وبخاصة الأطفال والتي أبدع في كتابتها الشاعر الكبير فؤاد حداد ولحنها وغناها الفنان الكبير سيد مكاوي.
وكانت هذه الكلمات عنوانا لشهر رمضان الكريم وأصبحت تراثا إسلاميا يرتبط بشهر الصيام، حيث بدأت قصة المسحراتي في مصر منذ ما يقرب من 12 قرنا مضى وتحديدا عام 853م، وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور.
وكادت مهنة المسحراتي أن تندثر في بلاد المحروسة، إلى أنْ جاء العصر المملوكي وتحديدا في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، الذي عمل على إحيائها كتراث إسلامي.
ولتحقيق ذلك عيّن صغار علماء الدين، للدق على أبواب البيوت لإيقاظ أهلها للسحور، ومع التطور التكنولوجي وظهور التلفزيون والراديو اندثرت مهنة المسحراتي، وفي محاولة لجذب الانتباه إليها قام المسحراتي بتدوين أسماء كل من يرغب في النداء عليه لإيقاظه.
ومع مرور الوقت بدأت المهنة تطرق أبواب الفنانين والشعراء أمثال بيرم التونسي وفؤاد حداد والفنان الراحل سيد مكاوي، والذين تولوا مهمة نقل تلك الوظيفة إلى شاشة التلفزيون وميكروفون الإذاعة، مستخدمين أحدث التقنيات لإيقاظ الناس على السحور.