«شهرزاد» الإذاعة التى خطفت قلوب المصريين بكلمة «مولاى» .. اقتحمت الفن بوصلة بكاء أمام أمها ولم تعتزل حتى النهاية| تفاصيل مثيرة فى حياة زوزو نبيل
أبدعت فى تقديم أدوار الأم المنحرفة، والزوجة القاسية، والعجوز المتصابية، ورفضت فكرة اعتزال الفن، حتى بلغت من عمرها 75 عاما، واشتهرت بلقب شهرزاد الإذاعة المصرية، حيث كانت تشارك فى أعمال فنية مختلفة، وكانت لها مقولة شهيرة، أكدت فيها أن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت، وعلى الرغم من انطلاق الشائعات حولها إلا أنها خرجت لمواجهتها وبينما كانت تظهر صادمة وقوية خارت قواها أمام المرض، حيث أصيبت بأحد الأمراض الذى نال منها، ورحلت فى أواخر التسعينيات .. إنها الفنانة الكبيرة المتألقة زوزو نبيل، والتى نعرض جزء من تاريخها الفنى وحياتها العائلية.
اسمها الحقيقى «عزيزة إمام حسين»، ولدت في محافظة المنوفية 6بتاريخ يوليو 1920، وبدأت رحلتها مع الفن بعدما التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي .
أولى أفلامها السينمائية كان فيلم الدكتور في عام 1937، كما أنها اشتهرت بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية. كانت إحدى بدايتها السينمائية دور صديقة أم كلثوم وذلك في فيلم "سلامة"، وكررت نفس التجربة ولكن هذه المرة مع شادية في فيلم لحن الوفاء، وآخر أفلامها كان فيلم المرأة والساطور حيث توفيت الفنانة زوزو نبيل قبل افتتاح الفيلم.
واشتهرت زوزو نبيل بجملة «بلغنى أيها الملك السعيد» التى خطفت الأسماع والقلوب بصوتها الرقراق، الذى نقله الأثير لآذان المصريين طوال سنوات، فظل محفورا فى وجدانهم، بينما تبدأ فى سرد حكاية جديدة من حكايات ألف ليلة وليلة، وعندما كانت تنهى ليلتها بكلمة «مولاى» التى تقولها بأنوثة ودلال كانت تأخذنا إلى عالم ساحر.
اشتهرت الفنانة الكبيرة زوزو نبيل أو شهرزاد الفن، بأدائها لهذه الشخصية، فعلقت بالأذهان والآذان وحفرت بحكاياتها حب ألف ليلة وليلة فى قلوب المصريين ومستمعيها من العرب، وكان يلعب أمامها دور شهريار عبدالرحيم الزرقانى.
وتزامنا مع نجاحاتها الكبيرة فى مجال الفن والتمثيل، شغلت العديد من المناصب، ففي الخمسينات عملت كرقيبه لمدة ثلاث سنوات في رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون، كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959، وبعدها عملت بمؤسسة المسرح فى الفترة من 1962 إلى عام 1964، فيما قامت بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر، وفي الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة.
عادت زوزو نبيل، إلى السينما في العام 1989 في فيلم المرشد مع الممثل محمود الجندي بعد انقطاع عن السينما لعدة سنوات.
نجحت زوزو نبيل، في تقديم الأدوار المركبة والصعبة جعل مخرجين جيلها يضعونها على رأس قائمة اختياراتهم حتى أن المخرج حسن الإمام أشركها لوحده في 12 فيلم من أفلامه كان أولها فيلم "أسرار الناس" كما أن الملفت للنظر أنها قدمت معظم أدوارها أمام الراحل محمود المليجي ومن أهم أعمالها "مصنع الزوجات" "الحب لا يموت" "اعترافات زوجة" "الخرساء".
كانت الفنانة الكبيرة تقول إن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت، ورفضت الاعتزال حتى عندما تقدم بها العمر، وعندما انتشرت شائعة اعتزالها التمثيل في العام 1989 وذلك لبلوغها سن الخامسة والسبعين قالت " أنا الآن في الخامسة والسبعين والتمثيل يجعلني على الأقل أصغر بعشر سنوات وإذا اعتزلت التمثيل سأكبر عشر سنوات فأكيد سأختار أن أصبح في الخامسة والستين بدلا من الخامسة والثمانين".
وكان آخر أفلام زوزو نبيل، الفيلم الكوميدي (رجل مهم جدا) مع فاروق الفيشاوي و معالي زايد, وذلك في عام 1996; حيث توفيت قبل عرض الفيلم بحوالي خمسة أشهر تقريباً.
تزوجت زوز نبيل، مرتين، الأولى عندما كانت صغيرة السن وتوفي زوجها الأول واسمه سامي عاشور، بعد فترة قصيرة من زواجهما، ولها منه وحيدها نبيل ضابط في الجيش المصري، واستشهد في حرب أكتوبر 1973 ولها منه ثلاثة أحفاد.
أما الزوج الثانى للفنانة القديرة زوزو نبيل، فكان يشغل منصب وكيل وزارة، وبعد الزواج انتقل للعيش مع زوجته الأولى وأولاده إلى بيت الفنانة الكبيرة وزوجت زوزو ابنها الوحيد إلى ابنة زوجها من زوجته الأولى، ثم توفى الزوج الثاني للراحلة الكبيرة زوزو نبيل في عام 1980.
كانت زوزو نبيل تخفي حقيقة عمرها في بداية مسيرتها الفنية، وعندما سألها أحد الصحفيين عن سنها في عام 1954 أجابت بأنها لو حلفت على المصحف عن سنها لن يصدقها أحد فـ"مفيش داعي" حسب قولها وفي حينها كان ابنها نبيل ضابطا في الجيش المصري.
كانت الفنانة زوزو نبيل، تتمتع بعلاقة صداقة رائعة مع ضرتها، وكانت تتباهى بأنهما أكثر من شقيقتين، حيث إن زوزو نبيل كانت تزور ضرتها باستمرار وتتصل بها لتطمئن عليها وعلى أحوالها واستمرت صداقتهما حتى النهاية.
عندما أرادت زوزو نبيل أن تصبح ممثلة وهي لا تزال صغيرة في السن وذلك لإحساسها بالموهبة، عارضتها والدتها بشدة ومنعتها من التمثيل ولم توافق إلا بعد بكاء وتوسلات عديدة، وبعد أن أقسمت زوزو لها بأغلظ الأيمان بأن تصبح مثال للشرف والاستقامة، وهو القسم الذى حافظت زوزو عليه حتى آخر أيام حياتها، وتوفيت الفنانة القديرة، في 3 مايو 1996 نتيجة التهاب رئوي حاد وعجز في القلب وذلك قبل عرض فيلمها الأخير (رجل مهم جداً).