حكاية”أم الأطباء”.. مرور 105 سنوات على مولد الأسطورة زهيرة عابدين
وصفتها الصحافة العالمية بأن سيرتها اقتربت من مرتبة الأسطورة لمشوارها العظيم والخيري، وهى نموذج للمرأة العظيمة؛ ففى تاريخ مصر صفحات من النبوغ لسيدات كن متفردات فى أعمالهن، وتصدرت أسماؤهن الصحف والمجلات، ومن هؤلاء زهيرة عابدين التي وُلدت فى مثل هذا اليوم 5 يونيو1917، ولقبت بأم الأطباء المصريين.
وُلدت فى أسرة ارستقراطية عريقة؛ فوالدها هو حافظ بك عابدين عضو مجلس الشيوخ فى الأربعينات، وجدها حسين بك عابدين عضو مجلس شورى القوانين فى عهد الخديو توفيق، وجدها الأكبر من القادة العسكريين فى عهد محمد علي، وهو صاحب القصر الذى اشتراه الخديو إسماعيل، وأنشأ مكانه قصرعابدين الذى أصبح مقرًّا لحكم مصر، أما شقيقتها فهي الدكتورة فاطمة عابدين رائدة علم تحاليل الأورام فى مصر.
طبيبة قصر العيني
حفظت زهيرة عابدين القرآن الكريم في سن صغيرة، ودرست بمدرسة السنية الثانوية، وكانت الأولى في الثانوية على مستوى القطر عام 1936، حصلت زهيرة عابدين على بكالوريوس الطب والجراحة عام1941 من قصر العيني، وكانت أول طبيبة يُسمح بتعيينها في هيئة التدريس بالجامعات المصرية بعد عودتها من إنجلترا عام 1949، وكانت أول طبيبة عربية تحصل على عضوية الجمعية الملكية البريطانية.
الطب الاجتماعي
تفردت زهيرة عابدين بوضع أسس علم الطب الاجتماعي؛ فكانت أستاذ كرسى لهذا التخصص بالكلية عام 1967.. ولهذا فهى رائدة من رواد العمل الاجتماعى فى مصر والعالم، فقد انفردت أيضًا بوضع أسس ما يعرف بطب المجتمع.
وقدمت العديد من أبحاث طب الاطفال وخاصة فى روماتيزم القلب عند الأطفال، فأنشأت تخصصًا لطب الأطفال بعيادات خاصة للتشخيص والمتابعة، حتى إنها نجحت فى محاصرة مرض روماتيزم الأطفال بإنشاء مدرسة ابتدائية لهم ملحقة بالمستشفى لمتابعتهم طوال الوقت.
رعاية المعيلات
أنشأت عددًا من الجمعيات الخيرية تحت إدارتها، منها جمعية أصدقاء مرضى روماتيزم القلب، كما أنشأت معهدًا صحيًّا للطفل بالدقى لرعاية الطفولة في سن ما قبل الأربع سنوات، كما أنشأت جمعية الشابات المسلمات بالقاهرة، وتولت رئاستها، كما خصصت جزءًا من مالها الخاص لرعاية الأرامل المعيلات.
وأسست أول كلية طب بدولة الإمارات العربية، ومنحتها جامعة أدنبرة الدكتوراه الفخرية فى العلوم الطبية كأول سيدة تحصل عليها.
الزواج والأبناء
تزوجت زهيرة عابدين من الدكتور محمد عبد المنعم أبو الفضل، أستاذ التحاليل الطبية، الذى كان داعما لها بعد والدها، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، ورحلت عام 2006.
حصلت على جائزة الدولة التقديرية عام 1997، وأطلق اسمها على أحد شوارع مدينة نصر؛ تكريما لها، وتم اختيارها أُمًّا للأطباء المصريين فى احتفال كبير.