الحكومة توفير احتياجات المدراس بأقل الأسعار في معارض ” أهلا مدارس ”
تبذل الحكومة جهودا كبيرة لرفع الأعباء عن كاهل المواطنين مع اقتراب عودة المدارس، وأعلنت عن افتتاح معارض «أهلا مدارس» و«كلنا واحد»، لتوفير الأدوات الدراسية والمستلزمات والأزياء بأسعار مخفضة عن مثيلاتها فى الأسواق بتخفيضات تتراوح بين 20 و 70%، بما لا يرهق ميزانية الأسرة، بالتعاون بين وزارة التموين والغرف التجارية، والمحافظات.
يشارك فى معارض «أهلا مدارس» و«كلنا واحد» نحو 200 شركة تقدم الزى المدرسى، وشنط المدارس والمستلزمات، والمواد الغذائية، بجانب طرح أجهزة الكمبيوتر ولاب توب وشرائح الإنترنت لطلاب المدارس والجامعات بأسعار مخفضة، بجانب عدد من الخدمات الأخرى مثل توفير عيادات طبية للكشف على الطلاب فى تخصصات الأسنان، وإمكانية تقسيط مصروفات المدارس من خلال التعاون مع أحد البنوك.
من جانبه، قال مصدر مسئول بوزارة التموين، إن معارض «أهلا مدارس» تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين منذ انطلاقها حيث توفر المعارض عددا كبيرا من المنتجات بأسعار تقل عن السوق بنسبة 20% وتصل إلى 70% فى بعض المنتجات، لافتا إلى التعاون بين الغرفة التجارية ووزارة التموين وجهاز حماية المستهلك، لتوفير السلع بأسعار مخفضة وبجودة عالية، مع الاعتماد على المنتجات المحلية.
وأكد المصدر، أن هناك رقابة مشددة على المعارض من الأجهزة المختلفة فى جميع المحافظات، لمتابعة مدى التزام العارضين بالأسعار المعلنة والتى تنخفض عن أسعار نفس المنتجات بالأسواق.
من جانبه، قال وكيل شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية محمد حسن، إن التجار والشركات يقدمون تخفيضات للجمهور مقابل عدم تحمل القيمة الايجارية للمعرض والتى تتحملها الغرف التجارية، وتكون هذه التخفيضات لفترة محدودة كخدمة اجتماعية لمواجهة ارتفاع الأسعار، ويتم ذلك تحت رقابة وزاة التموين وجهاز حماية المستهلك للتحكم فى الأسعار.
وأضاف حسن، أن هذه المعارض تساهم أيضا فى الترويج للسلع، حيث يستفيد التجار والشركات من الترويج للبضائع باعتبارها نوعا من أنواع الدعاية لتصريف المخزون، وهو أمر فى مصلحة التجار والمستهلك، لافتا إلى أن التجار والشركات يقدمون منتجات بأسعار أقل كثيرا عن الموجودة فى الأسواق، وتصل التخفيضات على الأدوات المكتبية لـ20%، فيما تتراوح التخفيضات على الملابس المدرسية بين 50% و70%، وتتراوح التخفيضات على الأحذية بين 20 و30% .
وأوضح أن المعرض يمنح فرصة جيدة لصغار العارضين والتجار من خلال توفير مكان لعرض منتجاتهم للاستفادة من المعرض فى الترويج لمنتجاتهم، كما يوجد بالمعرض هذا العام قسم لذوى الهمم لأول مرة وهى فرصة لترويج منتجاتهم، فضلا عن مشاركة 6 بنوك و3 شركات؛ لإتاحة خدمات تقسيط أموال المستلزمات للمواطنين.
فيما اعتبر عدد من خبراء الاقتصاد، أن معارض «أهلا مدارس» فرصة جيدة على المدى القصير لتوفير الأدوات المدرسية للطلاب خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، ولكنها ليست الآلية الصحيحة لضبط الأسعار على المدى الطويل.
قال أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية هانى جنينة، إن المعارض التى تقدمها الدولة لتوفير المنتجات للمواطنين مثل معارض «أهلا مدارس»؛ تساهم فى توفير احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة، ولكنها ليست الحل النهائى لانخفاض الأسعار، مردفا: «المعارض تعد حلا مناسبا على الأمد القصير فى الظروف الاستثنائية مثل أوقات ارتفاع التضخم حيث لا تستطيع الأسر الانتظار حتى يتم حل المشكلة هيكليا».
وأضاف جنينة، أن المعرض فرصة مناسبة لكثير من الأسر باعتبارها تساهم فى تخفيف العبء عن المواطنين لفترة مؤقتة لحين استقرار الأوضاع، إلا أنها ليست الآلية الصحيحية لضبط الأسعار، مشيرا إلى أن الإصلاح الهيكلى، وتوفير المنافسة بين القطاع الخاص، وزيادة الإنتاج تساهم فى خفض الأسعار، وهو ما تعمل عليه الدولة حاليا.
وأكدت العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة علياء المهدى، أن المعارض التى توفرها الدولة تعد آلية جيدة لضبط الأسعار فى الأسواق، فى محاولة من الحكومة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين خاصة فى أوقات احتياج المواطنين للسلع مثل أوقات المدارس والأعياد وغيرها.
وأضافت المهدى، أن هناك آليات أخرى غير المعارض لضبط الأسعار مثل زيادة الإنتاج وزيادة المنافسة فى الأسواق، وهو ما يؤدى لانخفاض الأسعار من تلقاء نفسها.
وأشارت إلى أهمية التشجع على فتح مصانع جديدة فى المجالات التى ترى الدولة أنها ضرورية وتؤثر على حياة المواطنين، من خلال طرح مزايا للمستثمرين العامين فى تلك القطاعات.