الجامع الأزهر: دعاوي تفكيك الأسرة ظاهرها التحضر وباطنها التخلف والرجعية
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء ملتقى " شبهات وردود"، تحت عنوان: "الأخلاقيات الأسرية واستقرار المجتمع" ، وذلك بحضور الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر والمشرف العام على الرواق الأزهري.
في بداية اللقاء قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة، والمشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، إن الأصل في مؤسسة الأسرة التماسك والانسجام، وعدم وجود ما يعكر صفو هذا التماسك والانسجام داخل مؤسسة الأسرة، مؤكداً أن الإسلام قد أولى عناية كبيرة بالأسرة، حيث دعا إلى الزواج والحافظ على هذا النظام التشريعي العظيم، وحرم كل شيء غير أخلاقي يخرج عن إطار الزواج، مستنكراً انتشار دعوات التحريض على تفكيك الأسرة، من خلال تحريض المرأة على عدم طاعة زوجها، أو دعوتها للمطالبة بأجر مقابل عملها في بيتها ورعاية أطفالها ، والدعوة إلى زواج المرأة المسلمة من غير المسلم، وغير ذلك مما يهدد استقرار الأسرة في المجتمعات العربية.
من جانبه أكد الدكتور عباس شومان ، وكيل الأزهر الأسبق، أن سوء الاختيار بين الزوجين يعد من أكثر أسباب الخلل في الأسرة، موضحا أن الإسلام اهتم بمبدأ "حسن الاختيار" وأرشد إليه في قوله صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، حيث أن الأسرة لو أسست على مبدأ "حسن الاختيار" لاستقر أمرها وانصلح حالها، لافتا إلى أن بعض دعاة التحضر والانفتاح يستدعون تجارب غربية ويروجون لتنفيذها بالمجتمعات الشرقية، رافعين راية التحضر وراية حماية المرأة وحقوق الإنسان، حتى وصل الأمر إلى أن تستضيف بعض البرامج أخ يعلن زاوجه من أخته أو امرأة تعلن الجمع بين زوجين، وغيرها من المهازل والمهاوي التي ربما لم تصل إليها المجتمعات التي يستوردون منها تلك التجارب السيئة، مطالبا إياهم بترك الأسرة المسلمة تأخذ علمها من دينها وليس من ثقافات ظاهرها التحضر وباطنها الرجعية والتخلف، ناصحا الأسرة بكافة مكوناتها أن تلتف حول دينها وكتاب ربها وسنة نبيه والعلماء الصادقين ، وعدم تمكين أحد من تخريب نظام الأسرة في بلادنا.
وأكد الدكتور حسن الصغير، أمين هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإسلام نظر إلى العلاقات الأسرية نظرة تقديس وإجلال، حتى أن العلماء قالوا بأن أحكام الأسرة في الإسلام تعد داخلة في أحكام العبادات، حيث لم يقتصر الإسلام على وضع حد لأخلاقيات الأسرة، بل إنه نظر إلى تكوين الأسرة والعلاقات الأسرية نظرة العبادة، داعيا الدعاة والمصلحين والمفكرين وأصحاب مشروعات حقوق الأسرة وحقوق الإنسان أن ينطلقوا في دعواتهم الإصلاحية من منطلق الأخلاقيات، وألا ينساقوا - حينما يقترحون أو يكتبون مشروعات تخص الأسرة- خلف من يريدون العبث بأحكام الله عز وجل المتعلقة بكيان الأسرة من خلال دعاوى زائفة تسعى إلى تقويض وهدم الأسرة تحت شعار حقوق الإنسان والنهضة وغيرها من المسميات، مؤكداً أننا في حاجة ماسة للاضطلاع بالمسؤولية الاجتماعية التي ألقاها الله تعالى على عاتقنا جميعا في قوله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.."، وأن يعيد الجميع النظر فيما يطرح من أفكار غريبة على مجتمعاتنا.