حوادث اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:57 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

موسسات دولية : الدولار في مهب الريح وامريكا القرار تعسفي

دولار
دولار

قامت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية بإصدار ضربة محتملة لسمعة الولايات المتحدة المالية يوم الثلاثاء. حيث قامت الوكالة بخفض التصنيف الائتماني الممتاز للبلاد من الدرجة الأولى وأصدرت لائحة اتهام قاسية لعملياتها السياسية وإدارتها المالية، إضافة إلى آفاق ديونها طويلة الأجل.

ووفقًا لفيتش، من المتوقع أن تزيد أسعار الفائدة العالية التي يفرضها الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد الضعيف والتضخم العالي من تفاقم هذه الأوضاع. وأشارت الوكالة إلى نقص الحكومة في إطار مالي متوسط المدى وتعقيدات عملية إعداد الميزانية.

امريكا تعتبرة قرار تعسفي

ردت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بشدة على هذا القرار، واعتبرته تعسفيًا ومستندًا إلى بيانات قديمة. أكدت يلين في بيانها أن سندات الخزانة لا تزال أصولًا آمنة وسائلة وأن الاقتصاد الأمريكي قوي في جوهره.

تساءلت وسائل الإعلام عن تأثير هذا التصنيف الجديد على الدولار الأمريكي ومكانته كعملة احتياطية عالمية. هل ستتأثر سمعة الدولار وستقلق البنوك المركزية الأجنبية وتبتعد عنه؟

التصنيف الائتماني AAA يعتمد بشكل كبير على مكانة الولايات المتحدة في العالم المالي، حيث يعتبر الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية الرئيسية وسندات الخزانة الأمريكية تُعامَل عادةً كأصول آمنة وخالية من المخاطر بالنسبة للمستثمرين.

تاثير التصنيف الجديد علي الدولا

على سبيل المثال، في العام 2011، خفضت وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف الائتمان الأمريكي بعد أزمة سقف الديون، وكان الاستجابة آنذاك مختلفة عن المتوقع. تراجعت الأسهم الأمريكية وأثر ذلك على أسواق الأسهم العالمية. وفي الوقت نفسه، أظهر الدولار الأمريكي تحملًا لهذا التخفيض وبقي مكانته قوية.

مع التصنيف الجديد من فيتش، شهد الدولار انخفاضًا أمام بعض العملات، وشهدت العقود الآجلة للأسهم انخفاضًا وارتفاعًا للعقود الآجلة للخزانة. ورغم ذلك، يشير العديد من المستثمرين والخبراء إلى أن تأثير هذا التصنيف قد يكون محدودًا في المدى القريب.

في اليوم التالي، أي يوم الأربعاء، شهد مؤشر الدولار تغييرًا حيث ارتفع وتجاوز المستثمرون تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة فيتش. كما أظهرت البيانات زيادة أكبر من المتوقع في جداول الرواتب الخاصة في يوليو/تموز، مما عزز الدولار الأمريكي وأشار إلى مزيد من المرونة في سوق العمل.

سُجل ارتفاعًا في مؤشر الدولار، الذي يُقيس العملة مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.31% ليصل إلى 102.62.

لا يزال الدولار يُظهِر أنه العملة الاحتياطية الرائدة في العالم، حيث يمتلك المستثمرون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البنوك المركزية الكبرى وصناديق التقاعد، تريليونات من سندات الخزانة الأمريكية. وهذا من غير المحتمل أن يتغير ببساطة بسبب تخفيض تصنيف واحد من وكالة فيتش. فالدولار الأمريكي لا يزال يُعتَبَر ملجأً آمنًا.

هل سيتوقف المستثمرون عن شراء سندات الخزانة الأمريكية؟

بالإضافة إلى ذلك، تُظهِر مذكرة من بنك غولدمان ساكس، الذي ذكر أن تخفيض التصنيف لا يُحتوي على معلومات مالية جديدة، أن حاملي سندات الخزانة الأمريكية غالبًا لن يكونوا مضطرين للبيع بناءً على هذا التغيير في التصنيف.

تعزز هذه الآراء قوة الدولار وتشير إلى عدم تأثير التصنيف على وجهة نظر المستثمرين وسلوكهم تجاه سوق الخزانة الأمريكية.

ماذا قال الملياردير المخضرم عن تصنيف فيتش وتأثر الدولار؟

وفيما يخص وجهة نظر وارن بافيت، الملياردير المخضرم، فقد أشار إلى عدم تأثره بتخفيض التصنيف الائتماني من قبل وكالة فيتش. وأكد بافيت أن شركته بيركشاير هاثاواي استثمرت 10 مليارات دولار في سندات الخزانة الأمريكية بعد تصنيف فيتش.

على الرغم من تخفيض التصنيف، أبدى بافيت ثقته في الدولار الأمريكي وأكد أنه لا يعتزم تغيير استثماراته الحالية بناءً على هذا التغيير.

في الختام، بعد مرور ثلاثة أيام على تصنيف فيتش، يُظهِر الرد السريع للأسواق على هذا التغيير أن دور الدولار كعملة احتياطية رئيسية وسوق الخزانة كأصل آمن لا يزالان قويين. وبناءً على الآراء والتقديرات المختلفة من المحللين والخبراء، يبدو أن تأثير تخفيض التصنيف على الدولار وسوق الخزانة الأمريكية قد يكون محدودًا ولا يؤثر بشكل كبير على وجهة نظر المستثمرين العالميين.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found