تحت ستار الغموض.. هل تكون محادثات سويسرا طوق نجاة للسودان؟
في ظل غيمة من الغموض الذي يخيم على المشهد السوداني، تستعد سويسرا لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات، غدًا، تحمل على عاتقها مهمة حل الأزمة المستعصية التي تعصف بالبلاد. هذا المشهد السياسي المتشابك والمتشابك يلقي بظلال ثقيلة على مصير السودان، بينما تستمر المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولا سيما في مدينة أم درمان التي أصبحت ساحة لقصف عشوائي يهدد حياة المدنيين الأبرياء.
وسط هذا الاضطراب، يظل موقف قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، محاطًا بالشكوك والتردد حول مشاركته الحاسمة في هذه المشاورات، مما يترك الباب مفتوحًا أمام كافة السيناريوهات. في المقابل، يواصل قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، تحميل البرهان مسؤولية إفشال المساعي السابقة، مؤكدًا استعداده للمشاركة في محادثات جنيف.
كواليس الصراع والتحديات الميدانية
تتواصل التحديات على الأرض، حيث استقبل مستشفى "النو" الحكومي في أم درمان أربع حالات إصابة بين المدنيين جراء القصف العشوائي، مما أدى إلى تدمير البوابة الشمالية للمستشفى بشكل كامل. في هذا السياق، تتساءل الأوساط الدولية عن مدى قدرة هذه المفاوضات على وضع حد للدمار والعنف المستمر في السودان.
ورغم تجدد الدعوات الدولية للسلام، تشير تقارير إلى أن اللقاءات التمهيدية التي جرت في جدة قبل أيام لم تسفر عن أي تقدم ملموس، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع ويعزز الشكوك حول إمكانية نجاح محادثات جنيف.
الدور الدولي والمواقف المتباينة
من ناحية أخرى، شهدت الأيام الماضية تحركات دولية مكثفة، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن جهود واشنطن لإنهاء النزاع، داعيًا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار. إلا أن الشكوك تحوم حول جدوى هذه الجهود في ظل غياب توافق داخلي سوداني على مسار الحل.
وفي خضم هذا التوتر، تظل العيون متجهة نحو جنيف، حيث ستلتقي الأطراف المتنازعة تحت رعاية دولية، وسط تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت هذه الجولة ستنجح في تحقيق تقدم حقيقي أم أنها ستكون مجرد محطة أخرى في سلسلة المحاولات الفاشلة لإنهاء الأزمة.