جريمة مروعة وسط الشارع.. حكاية مقتل زوجة على يد زوجها بالجيزة
في صباح هادئ، كان الحي الشعبي في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة يستيقظ على صوت الحياة اليومية المعتادة، باعة الخضراوات يرتبون بسطاتهم، والناس يتنقلون بين الأزقة الضيقة في طريقهم إلى أعمالهم لم يكن هناك ما يوحي بأن هذا اليوم سيصبح محطة مرعبة في ذاكرة الجميع.
وسط الشارع، علت فجأة أصوات الصراخ والخوف، ومع اقتراب السكان من مصدر الصوت، كانت الحقيقة أكثر رعبًا مما تصوروا، على الأرض، جسد "فايزة أحمد" البالغة من العمر 45 عامًا كان ممددًا، ودماؤها تملأ المكان، زوجها "أيمن" 47 سنة، الذي عرفته المنطقة لعقود، يقف بجوارها ويده ما زالت تقبض على سكين، بينما كانت عيناه تحملان جنونًا مرعبًا.
خلافات زوجية انتهت بجريمة مروعة
عاشت "فايزة" سنوات طويلة مع زوجها "أيمن"، حيث كانت حياتهما مليئة بالمشاحنات والخلافات، لم يكن العنف غريبًا عليهما، إذ كانت الأم دائمًا ما تتحدث عن الضرب والإهانة التي كانت تتعرض لها ابنتها علي يد زوجها، لكن لم يتوقع أحد أن ينتهي الأمر إلى هذا الحد.
صراخ وسكين وزوج قاتل
في ذلك اليوم المشئوم، نشب شجار بينهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة فقد "أيمن" كل سيطرة على غضبه، لم يعد يرى أمامه سوى تلك الزوجة التي طالما ألقى عليها اللوم في كل مشاكله، حمل السكين بيد مرتجفة، وبدون تفكير طعنها المرة تلو الأخرى.
بينما كانت "فايزة" تصرخ محاولة الهرب، لم يعطها أي فرصة للنجاة، كان القتل هو النهاية الوحيدة التي رسمها في عقله المريض.
تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة بتلقي المقدم أحمد عصام رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثة سيدة بها آثار طعن وسط الشارع بدائرة القسم.
وعلى الفور؛ انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة "فايزة أحمد" ربة منزل بها آثار طعنات، وبسؤال والدتها اتهمت زوج ابنتها "أيمن" 47 سنة، بقتل زوجته طعنا وسط الشارع بسبب خلافات أسرية.
وقالت والدة القتيلة: إنه كان يسيء معاملتها منذ فترة طويلة، وكثيرًا ما كان يتعدى عليها بالضرب لكن في ذلك اليوم المشئوم، وصل به الجنون إلى أبعد حد استل سكينًا، وطعنها مرارًا وتكرارًا، ممزقًا جسدها بلا رحمة، وجري نقل الجثة إلي ثلاجة المستشفي تحت تصرف النيابة العامة.
قرارات النيابة العامة
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان القسم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات والتي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة.
وصرحت النيابة بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، وأمرت النيابة العامة بجنوب الجيزة بحبس المتهم 4 أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات واصطحب فريقاً من النيابة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.
ويقضى القانون المصري بالحكم على فاعل جناية القتل العمد بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، كما جاء بالمادة ٢٣٤٤ من قانون العقوبات، حيث إن القتل العمد لا بد أن يتحقق فيه أمران، وهما: سبق الإصرار وعقوبته الإعدام، والترصد وهو تربص الجاني في مكان ما فترة معينة من الوقت سواء طالت أو قصرت بهدف ارتكاب جريمته وإيذاء شخص معين وعقوبته الإعدام أيضًا.
أما القتل المقترن بجناية فعقوبته الإعدام أو السجن المشدد أحدهما قصد الشخص بالقتل، فلو كان غير قاصد لقتله، فإنه لا يسمى عمدًا؛ وثانيهما، أن تكون الوسيلة فى القتل مما يقتل غالبًا، فلو أنه ضربه بعصا صغيرة، أو بحصاة صغيرة فى غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل فى الغالب.
كما نصت المادة ٤٥ من قانون العقوبات على أن الشروع في القتل هو عقد العزم والنية على ارتكاب إزهاق الروح حتى تحدث بعض الأعمال الخارجة عن إرادة المتهم التى تعطل وتفسد تلك الجريمة وعقوبتها هي السجن المشدد من 10 سنوات وحتى 15 سنة، وفى حالة إتمام تلك الجريمة فإنها تصبح تهمة قتل عمد مع سبق إصرار وترصد ويعاقب المتهم بالإعدام.