حوادث اليوم
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:05 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

عقاب أعمى.. حكاية تعذيب الطفلة ريتاج على يد والدها حتى الموت

جثة طفل
جثة طفل

دائماً ما يكون الأب درع الأمان والحماية لأطفاله، حيث يمنحهم الشعور بالقوة ويبدد عنهم مشاعر الخوف والقلق، فهو الملاذ الآمن الذي يلجأون إليه عند الحاجة، ولكن للأسف هناك بعض الآباء الذين يقودهم غضبهم الأعمى لارتكاب جريمة شنيعة تلاحقهم طوال حياتهم، ذنب لا يمحوه الزمن، حينما يقدمون على تأديب أبنائهم، لكن ينتهي الأمر بمأساة عندما يلفظ الطفل أنفاسه الأخيرة خلال نوبة من الضرب المفرط.

عقاب أعمى.. حكاية تعذيب الطفلة ريتاج على يد والدها حتى الموت

هذه الواقعة التي بين أيدينا اليوم تعد مثالًا حيًا على ذلك، حيث تحول الأب الذي كان من المفترض أن يكون مصدر الأمان والحماية إلى قاتل. فقد تجرد هذا الأب من كل معاني الأبوة والإنسانية، وبدلاً من رعاية طفلته وحمايتها، ارتدى عباءة الشيطان وبدأ بتعذيب طفلته البالغة من العمر عشر سنوات باستخدام عصا خشبية، كل ذلك كان بدافع الانتقام منها بعدما اشتبه في أنها سرقته، ولكن جسدها النحيل لم يتحمل هذه الوصلة القاسية من التعذيب، ففارقت الحياة، تاركةً خلفها روحاً بريئة صعدت إلى خالقها، وحياة انتهت قبل أن تبدأ.

في قلب قرية سندبيس التابعة لمنطقة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وقعت جريمة مأساوية نتيجة لحظة غضب قاتلة. في تلك اللحظة، فقد أب، يعمل سائق توك توك، السيطرة على أعصابه، لينتهي به الأمر بالقضاء على حياة ابنته الصغيرة باستخدام عصا خشبية، كان الهدف من تصرفه تأديبها، ولكن النتيجة كانت كارثية ولا تُنسى.

"فكري"، الأب البالغ من العمر 35 عامًا، عاش حياة بسيطة في قريته بين العمل والعودة إلى المنزل، وكانت الأمور تسير بشكل هادئ حتى تسللت الشكوك إلى قلبه بشأن ابنته "ريتاج"، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها.

اعتقد فكري أن ابنته بدأت في السرقة، ولم يتمكن من كبح جماح غضبه، وبدلاً من أن يجلس معها ويحاول فهم دوافعها أو التحدث إليها، لجأ إلى الحل الأسرع والأكثر قسوة، وهو العقاب البدني.

لكن هذا الطريق القاسي كانت له عواقب وخيمة، إذ لم يتحمل جسد الطفلة النحيل تلك الوصلة العنيفة من الضرب، لتفارق الحياة في لحظة مأساوية تركت أثرها العميق في قلوب الجميع.

في تلك الليلة، كانت "ريتاج" داخل منزلها، لا تعلم ما ينتظرها من والدها الذي ظن أنه يُؤدبها، أمسك الأب بعصا خشبية وبدأ في ضربها بعنف ووحشية، الضربات المتتالية انهمرت على جسد الطفلة، لم تترك لها أي فرصة للهروب أو طلب النجدة. مع كل ضربة، كانت تفقد شيئًا من حياتها، حتى توقفت عن التنفس تمامًا.

في لحظة الغضب العمياء، لم يُدرك الأب أن كل ضربة كان يوجهها تقربه أكثر من فقدان ابنته إلى الأبد، لم يكن العقاب عادياً؛ بل تحول إلى جريمة قتل بطيئة وقاسية. وعندما هدأت ثورته، اكتشف الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن إصلاحها، فقد كانت طفلته الصغيرة هامدة، جسدها الضعيف لم يحتمل العنف الذي تعرض له.

بعد انتهاء الجريمة، تم نقل جثة الطفلة إلى المستشفى، وعند وصولها، لم يكن هناك أمل في إنقاذها؛ فقد فارقت الحياة بالفعل، الطبيب الذي فحصها تأكد أن الوفاة كانت نتيجة الضرب المبرح، وأُبلغت الأجهزة الأمنية بالواقعة.

تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة القناطر الخيرية بمديرية أمن القليوبية ببلاغ من المستشفي باستقبال "ريتاج" 10 سنوات، بها آثار وضرب وتعذيب بالجسد ولقيت مصرعها خلال محاولات إسعافها ووجود شبهة جنائية في الواقعة.

التحريات التي قادها المقدم محمود إسماعيل، رئيس مباحث القناطر الخيرية، أكدت أن والد الطفلة هو الجاني عقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة، توجهت قوة من ضباط المباحث إلى منزل المتهم الذي كان منهارًا وغير قادر على فهم حجم الكارثة التي أوقع نفسه فيها، بمجرد مواجهته بالأدلة، لم يحاول إنكار فعلته، بل اعترف بها، مشيرًا إلى أنه كان يريد فقط تأديب ابنته ولم يقصد قتلها، لكن الحقيقة المرة كانت واضحة؛ الغضب الأعمى جعله يفقد القدرة على التمييز بين العقاب والموت.

بالعرض علي النيابة العامة بالقليوبية أمرت بانتداب طبيباً شرعياً لتشريح جثة الطفلة "ريتاج فكري" 10 سنوات، وإعداد تقرير وافى عن كيفية وأسباب الوافاة كما صرحت بدفن الجثة عقب بيان الصفة التشريحية لها، وقامت النيابة بمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب جريمة قتل ابنته بقصد تربيتها، كما أمرت النيابة بحبس المتهم ٤ أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يومًا، واصطحب فريقًا من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found