بعد مرور عام علي احداث 7 اكتوبر دمار وحروب وهروب من المحاسبة في اسرائيل
لا يزال القطاع الأوسع في إسرائيل يعيش تحت صدمة هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وبلدات جنوبية إسرائيلية. يُعتبر هذا الهجوم الفشل الأكبر على مستوى الاستخبارات والجيش والسياسة منذ قيام إسرائيل، ما أثار موجة من التساؤلات والانتقادات حول الإخفاقات التي أدت إلى هذه الكارثة.
إخفاق استخباري وعسكري غير مسبوق
غرور أم خطأ؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بعد كشف تقارير إسرائيلية عن الأسباب التي أدت إلى الفشل في منع هجوم حماس. بينما ينظر الكثيرون في إسرائيل إلى الحرب ضد غزة كعقاب على الهجوم الذي استهدف عشرات البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية، فإن لهذا العقاب ثمناً باهظاً ستتحمله إسرائيل لسنوات.
عواقب دولية غير مسبوقة
للمرة الأولى في تاريخها، تجد إسرائيل نفسها متهمة أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. كما صدرت آراء استشارية عن المحكمة تعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير شرعي. بالإضافة إلى ذلك، تواجه إسرائيل تهديداً بمذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية لمسؤوليها السياسيين والعسكريين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
الرأي العام العالمي ينقلب علي اسرائيل
شهدت الجامعات والمؤسسات في الغرب مظاهرات تعبر عن التضامن مع الفلسطينيين، ما يعكس تراجعاً في الدعم الغربي التقليدي لإسرائيل. وفي تصويت الأمم المتحدة، دعمت أغلبية ساحقة من الدول قرارات تدعو لوقف فوري لإطلاق النار. بينما فشلت الدعاية الإسرائيلية في تجريم الفلسطينيين كما كانت تفعل في السابق، حيث باتت الغالبية من شعوب العالم تقف في صف الفلسطينيين.
شرخ داخلي في إسرائيل وخلافات وهروب من المحاسبة
داخل إسرائيل، بدأت تظهر علامات عدم الرضا عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب. الحكومة الإسرائيلية حددت أهدافاً كبرى، من بينها سحق حركة حماس وإعادة الرهائن، ولكن بعد مرور عام، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق أي من هذه الأهداف. وتظهر استطلاعات الرأي تراجع ثقة الإسرائيليين في جيشهم وقياداتهم السياسية، حيث انخفضت نسب الرضا عن أداء الجيش والشرطة بشكل ملحوظ.
الانقسامات السياسية تتفاقم
تسببت الحرب في تعميق الخلافات الداخلية في إسرائيل، خاصة مع بروز مقترحات دولية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث دعمت بعض الأحزاب الوسطية الاتفاق بينما عارضته بشدة أحزاب اليمين المتشدد، مما أدى إلى تعقيد المشهد السياسي.
تكاليف باهظة للحرب
بحسب تقديرات صحفية إسرائيلية، قد تصل تكاليف الحرب إلى ما بين 200-250 مليار شيكل (54-68 مليار دولار أمريكي)، ما يعادل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، وهو ما انعكس سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام.
الزلزال السياسي القادم
مع انتهاء الحرب، تتجه الأنظار إلى التحقيقات الرسمية المتوقعة، والتي قد تؤدي إلى زلزال سياسي في إسرائيل. يُتوقع أن تستقيل شخصيات بارزة مثل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيسي شعبة الاستخبارات ووحدة 8200، وسط مطالب شعبية بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات.