حكاية أخر الليل.. ماذا حدث مع عبده الصعيدي بعد عقيقة ابنته في كعابيش؟
في جمع بهيج اقتصر على "ولاد الحته" والأحباب؛ احتفل"عبدالرحمن" بعقيقة مولودته الأولى "جنة"، فرحة ابن الثلاث عقود إلا عامين لم تدم إلا ساعات مع أسرته بقدوم المولوده، لكنه لم يعلم أن بإنتظاره واقع مأساوي كان أكثر حدة عما قبله من مآسي.
حكاية أخر الليل.. ماذا حدث مع عبده الصعيدي بعد عقيقة ابنته في كعابيش؟
مطلع شهر سبتمبر، وبعد زيجه دامت نحو 5 أعوام رُزق "عبده الصعيدي" الابن الوحيد لوالديه من الأولاد، بمولودته الأولى "جنة"، وعقب نحو 15 يومًا من الولاد وزع "أبو جنة" كروت دعاية على أصحابه والأقارب والجيران:"دي أول فرحتنا وقال عايز أفرح ببنتي"، لم يرغب حينها الأب في الاحتفال بعقيقة ابنته أمام المنزل، لذا قرر حجز خيمة " كــادوما" في الوراق لاستقبال ضيوفه والأحباب :" كان عايز يفرح مع صحابه والناس في قاعة" تحكي "ندا" شقيقه عبده في حديثها .
التاسعة صباحًا 20 سبتمبر، بدأ "عبده" في تجهيز العقيقة، ومع مغيب الشمس من اليوم ذاته انتظر قدوم معازيمه، نحو 9 ساعات توسط فيها الأب أسرته يرقص فرحًا وابتهاجًا بمحبوبته "جنة" وكأنه في ليلة عرسه، لكن لم يعلم أنه لقاء الأحبة الأخير :" كان فرحان ببنته بعد 5 سنين جواز".
قبل منتصف الليل، انتهت مراسم العقيقة، معها عادت الأسرة والمولوده والمعازيم، لكن "عبده" ظل ورفقته "أحمد" نجل ابن عمه "قعد عشان يلموا الليلة" مطلع الفجر"دفعوا فلوس القاعة وخلاص هيروحوا" حينها كان أحد الأشخاص يراقب "أبو جنة" وهو يرتب نُقطة "جنة" التى جمعها من العقيقة "كان بيشوف الفلوس اللي لمها اخويا نقطة بنته".
الرابعة فجرًا قصد "أبو جنة" وابن عمه دائري المريوطية حيث مسكنهما، بينما في طريقهما أعلى نزلة "كعابيش ـ فيصل" تفاجأ بدراجتي ناريتين تقطع طريقهما حاول "عبده" الإفلات لكن لاحقوا 7 أشخاص مسلحون بأسلحة بيضاء "كان معاهم سنج ومطاوي وفتحوا عليه العربية وهو على الطريق"، من أجل سرقتهما وتنفيذ مخططهم المراد: " اللي كان متابعه في القالعة ده هو اللي جاب ناس وفضلوا ماشيين وراه من الوراق لحد كعابيش". تكمل "ندى" في حديثها عبر مصراوي.
حاول "عبده" التشبث بالأموال التى جمعها من عقيقة "كان معاه فلوس ناس"، لكن إصرار اللصوص على سرقتها منه كتب نهايته المأساوية طعنًا بسلاح أبيض "سنجة" بأن باغته أحدهم بطعنة نافذة في الصدر بعدما تمكنوا من شل حركته عقب نهب الأموال وتركوا، وحينما تدخل "أحمد " ـ ابن عم عبده ـ لاحقه اللصوص بطعنات متفرقة في الجسم لكنه نجا من الموت "واحد ماشي في الشارع لقي أخويا مرمي جنب العربية".
لم تتمالك "ندى" على أعصابها لحظة واحدة حينما استيقظت من غفلة نومها في الخامسة فجرًا على خبر تعرض "عبده" شقيقها لسطو مسلح على الطريق "أحمد ابن عمي قال لنا تعالوا إحنا بنموت على الطريق" و لم يخبر ما جرى لهما، الأمر الذي أثار شكوك "ندى" ومن قبلها والدتها أن "عبده" حدث له مكروه خاصة عقب غلق هاتفه:"قال لنا أنا طلعت على القصر العيني بعده تعالوا هناك".
في همه وصلت "ندى" و أسرتها مستشفى القصر العيني، داخل مبنى الطوارئ على أمل النجاة وفقت الأخت ووالدتها أمام غرفة العمليات يناجيان ربهما بأن "أبو جنة" لن يصيبه مكروه، لكن أصابهن الفزع حينما اخبرهما الطبيب أن المصاب فارق حياته متأثرًا بطعنة في الصدر "قالنا اخوكي جاي غرقان في دمه وشبه ميت"، على باب المشرحة جلست الأم التى كسي الوهن ملامحها تندب حظها العاثر على ضناها "عبده" وتبكي حسرة على حياة ابنته الرضيع "ملحقش يفرح ببنته .. اتقتل يوم ما احتفل بالعقيقة".
"ندى"شقيقة الضحية تطلب القصاص العادل من الجناة "سيبناه عشان يدفع فلوس عقيقة بنته.. ساعتين تلاته صحينا على خبر قتله"، تكمل الأخت في حديثه:"محدش مستوعب اللي حصل ده.. لازم الناس دي تاخد إعدام في ميدان عام .. عشان يكونوا عبره .. قتلوا اخويا ورموا على الأرض وسرقوا فلوس العقيقة بتاع بنته".
بدورها؛ أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، ألقت القبض على 7 متهمين تورطوا في قتل "عبده" والشروع في قتل ابن عمه "أحمد الصعيدي"، إذ اعترف المتهمين بارتكابهم الجريمة حيث أرشدوا عن مضبوطاتهم من الواقعة، وتباشر جهات التحقيق الحادث.