كلنا هنرتاح.. حكاية عامل لحام قتل زوجته بـعد تسديد ضربات عدة بها في حلوان
لم يكف "ماهر. م"، عامل لحام، عن إعالة أسرته المكونة من 5 أطفال وأمهم، طوال فترة زواجهما التي امتدت لـ18سنة، حتى وقف في طابور العاطلين، لتنزل زوجته إلى سوق العمل.
كلنا هنرتاح.. حكاية عامل لحام قتل زوجته بـعد تسديد ضربات عدة بها في حلوان
وانطلاقًا من قاعدة "من ينفق على العائلة يتحكم فيها" أضحت الزوجة ربة الأسرة، ليشعر "ماهر" بالعجز، فيقرر قتلها قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه بترعة مياه بالحوامدية، محاولًا الانتحار، وفق ما قاله "أحمد.ت"، شقيق المجني عليها.
وأرجعت رواية الأمن (قسم شرطة حلوان)، سبب مقتل "صفاء.ت"، إلى مشادة كلامية مع زوجها "ماهر"، على شراء كعك العيد، وتطور الأمر حتى ذبحها بـ"بلطة".
قبل 18 سنة، تزوج "ماهر" و"صفاء"، تقليديا وسكنا بمنطقة عرب غنيم بحلوان، ورزقا بـ5 أولاد (3 بنات- ولدان)، وظل مسار حياتهما يسير بشكل منضبط. المتهم مسؤول عن إعالة الأسرة من ربحه في العمل باللحام، والمجني عليها تسخر جهدها لرعاية الأبناء، "تكاليف الحياة كانت بسيطة مرتبة كان بيكفي وبيتبقى منه"، وفقا لشقيق الضحية.
"سوق عمل" الجاني قبل 5 سنوات، في مجال اللحام بات شبه منعدم، يعمل يومًا ويظل طوال الشهر عاطلًا بالمنزل، ومع زيادة أعباء الأسرة، ودخول أولادهما للمدارس، "أكبرهم في ثانوية عامة والباقون في المراحل الابتدائية والإعدادية، قررت الزوجة (المجني عليها) العمل لدى مستشفيين، الأول فترة صباحية والثاني "وردية مبيت"، لتتمكن من تغطية تكاليف المعيشة، فأصبحت صاحبة تسيير الأمور داخل المنزل.
وافق الزوج على وضع الأسرة الجديد على مضض، فلم يجد حلًا للعمل بأي مهنة أخرى "مبيعرفش يعمل حاجة غير اللحام، وكان بيستنى أي شغل لحام يجيله، ورفض يشتغل أي حاجة تاني"، تشير "هدى.م- جارة المجني عليها، إلى أن الخلافات لم تنقطع بين المتهم والمجني عليها على نفقات الأسرة، فتارة يتشاجران على مصاريف المدارس، وتارة على نفقات الطعام وإيجار مسكنهم وملابس العيد، حتى وصل بهما الأمر إلى إجبار فتاتهما الكبرى على ترك الدراسة في الثانوية العامة لمدة سنة لتعمل في مصنع "ملابس"، وتكون مبلغا يمكنها من الإنفاق على نفسها خلال دخولها المدرسة من جديد في السنة التالية.
يوم الاثنين ، عادت المجني عليها من ورديتها بأحد المستشفيات في تمام السادسة والنصف صباحًا، غيرت ملابسها في عجالة، وتوجهت نحو سريرها لتخلد إلى النوم وجوارها (أحمد ومحمد)، يقول أحمد ابن القتيلة، إن والده طلب من والدته الاستيقاظ ليتحدث إليها وقالت له "تعبانة وعايزة أنام وارتاح" فرد عليها "كلنا هنرتاح".
"مالحقتش أقفل عيني عشان أنام ولقيت بابا ماسك سلاح وعمال يضرب في ماما ولما حاولت أمنعه ضربني ورماني على الأرض أنا وأخواتي"، يضيف "أحمد" صاحب الـ10 سنوات، أنه لم يكن بالمنزل سواه وشقيقه وشقيقته، وحينما نفذ المتهم الجريمة ظلوا يصرخون، محاولين الهروب من المنزل، حتى تمكن الأهالي من الدخول، لكن المجني عليها كانت قد فارقت الحياة وسط بركة من الدماء حول رقبتها التي بدت منفصلة عن جسدها نتيجة تسديد ضربات عدة بها بـ"البلطة".
في غضون 5 دقائق، أصبح منزل الجاني نقطة التقاء أهالي المنطقة في محاولة منهم للاطلاع على الأمر "الحقوا ماهر قتل مراته"، فيما نجح المتهم في الهرب بشارع سعد الدين بدير، مهددًا إياهم بسلاح جريمته، إلا أن رجال مباحث قسم حلوان حضروا على الفور للوقوف على تفاصيل الواقعة، وعلموا من إحدى بناته أن والدها من الممكن أن يهرب إلى منطقة الحوامدية لدى عائلته.
دقائق معدودة وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم، خلال محاولة الانتحار في إحدى ترع الحوامدية، ومن ثم عرضه على النيابة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات في القضية.