قتلتها واستريحت منها.. كيف ذبح خالد زوجته وهدد بقتل ابنته ببنها؟
عقارب الساعة كانت تشير إلى الـ9 من يوم الجمعة، ورغم أن الوقت مازال مبكرًا، إلا أن حالة من الهدوء سيطرت على شارع صلاح الدين بمدينة بنها، وفي الدور الرابع من أحد عقارات الشارع، كان "خالد" يحاول السيطرة على أعصابه عقب مذبحة كان هو بطلها، ظل يدخن بشراهة وتناول أقراصه المخدرة، جلس في ذهول أمام جثة زوجته الغارقة في الدماء، ينظر إلى طفلته التي لم يتعد عمرها السنتين، كان يفكر كيف وصل الأمر إلى هذه المأساة.
ليلة الدم.. كيف ذبح خالد زوجته وهدد بقتل ابنته ببنها؟
رغم هول وبشاعة المنظر، إلا أن مفعول الأقراص بدأ يلعب برأس "خالد"، ترك مسرح الجريمة وخرج إلى شرفة المنزل ليحظى ببعض الهواء، وبينما كان يراقب الشارع، لمح الزوج حماته، المرأة ذهبت إلى منزل ابنتها للاطمئنان عليها، خاصة أنها هاتفتها أكثر من مرة، والأخيرة لم ترد، وفجأة صاح الزوج من الشرفة: "قتلتها واستريحت منها".
صوت "خالد" بدد هدوء الشارع، هرول الجيران نحو شقة الزوجين، واستقبلتهم الحماة وأخبرتهم بما قاله زوج ابنتها، وأثناء محاولتهم تهدئة السيدة العجوز، خرج "خالد" مرة أخرى من شرفة شقته في الطابق الرابع، حاملًا سكين مطبخ، عليه أثار دماء، حاملًا طفلته، ومهددًا من يحاول الاقتراب: "قتلت مراتي واستريحت منها، ولو حد قرب مني هرمي بنتي في الشارع".
"خالد لم يرحم صرخات وتوسلات زوجته، لكي يتركها تعيش، من أجل طفلتهما الصغيرة، التي لم يتعد عمرها السنتين".. بهذه الكلمات بدأ "عم سعيد" جار المجني عليها، حديثه لـ"مصراوي".
الجار أشار إلى أن المجني عليها كانت مثال للسيدة المحترمة، صاحبة الخلق الحسن، التي كانت تسعى من أجل "لقمة العيش" والإنفاق على طفلتها الصغيرة، مضيفًا أن المتهم كان دائم الاعتداء عليها، وموضحًا أن أخر مرة سمع بنفسه مشاجرة بين الزوجين، كانت في عيد الفطر الماضي، لمداومة الزوج على مطالبة زوجته بالأموال من أجل شراء المخدرات.
جار أخر للزوجين، كان له الرأي نفسه، فيقول "هادي الرباط"، ترزي، أحد سكان الشارع، إن "خالد" قتل زوجته منذ الصباح الباكر، وترك الجثة غارقة في دمائها دون أن يخبر أحدًا حتى جاءت حماته، ليخبرها بجريمته بكل برود، موضحًا أن عدد من الشباب كسروا باب الشقة ليجدوا جثة الزوجة، مسجاة على ظهرها، وفيها طعنات بكافة أنحاء جسدها، والدم في كل مكان فتوجهوا نحو الزوج، وأخذوه بالقوة وأخذوا الطفلة، وسلموها لجدتها، وربطوا المتهم في عامود كهرباء أمام المنزل وأبلغوا الشرطة.
شاهد آخر، وهو "محمود صبحي"، صاحب سوبر ماركت، قال إن المتهم عُرف عنه العمل في السياحة، وأنه تعرف على سيدة أجنبية كبيرة في السن، وتزوجها وطلق زوجته، وعندما ترك عمله ردها مرة أخرى، موضحًا أن الزوج سبق وقال له، إنه طرد من العمل وأن زوجته الأجنبية كانت ترسل له مصروفًا شهريًا وقطعته منذ 4 أشهر، ومن وقتها زادت المشكلات بينه وبين زوجته.
"محمود" أشار إلى أن الزوجة المجني عليها، كانت تعمل في إحدى شركات المحمول بالمدينة، وفي يوم الحادث جاءت براتبها إلى المنزل، وكعادة كل يوم، حاول المتهم أخذ الأموال منها للإنفاق على المخدرات، فرفضت المجني عليها، فحدث ما حدث.
من ناحية أخرى، أدلى المتهم اعترافات تفصيلية أمام النيابة، قائلًا: "كانت بتطالبني بفلوس وأنا مش معايا".
وأضاف: "تعرفت على زوجتي منذ 5 سنوات، كنت أعمل خلالها في السياحة حتى فصلت من العمل، بعدها لم ترحمن زوجتي، وبدأت تعاملني بشكل سيئ، خاصة أني كنت أضغط عليها لتعطيني من الأموال التي تتلقاها من أسرتها، لأتمكن من شراء المخدرات".
وأضاف: "ليلة الحادث، طلبت منها فلوس، وكنت متأكد إن معاها، لكن رفضت وعايرتني ببطالتي وعجزي عن الإنفاق على أسرتي، وقالت لي أخرج اشتغل وهات فلوس.. أهلي مش هيفضلوا يصرفوا عليك".
وتابع: "لم أشعر بنفسي، جبت سكين المطبخ وطعنتها 8 مرات في جسدها، ودبحتها حتى سقطت غارقة في دمائها وعقب سماع الجيران صراخها، دخلوا عليّ فصرخت بأعلى صوتي، قتلتها قتلتها، وحاولوا الإمساك بي، لكني وضعت السكين على رقبة ابنتي وعمرها سنتان، مهددًا بذبحها، وفررت هاربًا".
وانتقل فريق من النيابة العامة، إلى شقة المتهم في مدينة بنها، بالقليوبية، ومثل المتهم الجريمة، وتحفظت النيابة على السكين المستخدم في الواقعة، لإرساله إلى المعمل الجنائي، وصرحت بدفن الجثة وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وتوجيه تهمة القتل له.
وتلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن القليوبية، إخطارًا ببلاغ لقسم شرطة أول بنها من عمليات النجدة، بقيام أحد الأشخاص بضرب زوجته بسلاح أبيض "سكين" داخل مسكنهما بناحية شارع صلاح الدين، بدائرة القسم ما أدى لوفاتها.
وانتقل نائب مأمور وضباط وحدة مباحث القسم تبين وجود جثة "ه. ا." 33 سنة، ربة منزل، مسجاة على ظهرها في مدخل الشقة بالطابق الرابع.
بمناظرة الجثة تبين وجود إصابات بها عبارة عن جرح رضي بالرأس من الأمام وأخر قطعي في الرقبة من الجهة اليمنى، وجروح قطعية في الساعد والرسغ الأيمن، كما تبين وجود سلاح أبيض "سكين".