قمة الرياض ..قمة العرب لدعم سوريا
وعاد العرب الى سوريا.. عادوا الى دمشق الفيحاء "قلب العروبة النابض" .. عادوا بعزم وبقوة فى اعلان رسمى بكسر طوق الحصار الحديدى الظالم المفروض عليها منذ سنوات مضت.
عاد العرب وبرلماناتهم للتعبير عن دعمهم ومساندتهم للشعب السورى فى محنتة الذى انهكته حربا دمرت الاخضر واليابس من قبل قوى عالمية واقليمية لتحرق وطنا وتشتت شعبا ساعية لتقسيمها، وتدمر بنيتها التحتية ليزيد الامر سوءا وآلم بتعرضها لزلزال مدمر طال كل شىء بشرا وحجرا .
المؤكد إن عودة العرب الى سوريا جرى الترتيب لها منذ فترة، وسبقتها بعض الارهاصات كشفت عنها فى "قمة الجزائر السابقة" ،وكانت بمثابه حجرا حرك مياه راكدة فى مجرى عربى قديم يشكل برغم محنتة الطاحنة أهمية قصوى كصمام للأمن القومى العربى والمصرى ، سواء فيما يتعلق بالازمة اللبنانية أو فيما يتعلق بالتخوف من التمدد والتمكين الايرانى فى سوريا ويشكل إزعاجا بانعكاساتها الخطيرة على الوضع اقليميا وعربيا وخليجيا وبهدف فك الارتباط رويدا رويدا.
ومصر كعهدها دوما حريصه على أمنها القومى والعربى فتقرأ المشهد العربى والاقليمي بأفق واسع ومفصل لتتواصل الاتصالات ما بين القاهرة ودمشق على كافة المستويات السياسية والامنية لتشكيل صيغة للتعامل مع سوريا يتوافق عليها اجماعا عربيا بأهمية وضرورة عدم ترك سوريا كدولة عربية شقيقة أمام مجهول فى مهب الريح قد يشكل خطرا كبيرا على الجميع، ولنا فى ماجرى فى العراق نموذجا.
ومع تواصل الجهود المصرية فى مبادره الرئيس السيسي فى أول اتصال مصرى مع الرئيس بشار الاسد عقب الزلزال المدمر واعلان مصر رسميًا بتقديم كافه اوجه المساعدات والدعم الانسانى والسياسي الى الدولة والشعب السورى ليشكل الاتصال عودة بداية العلاقات بين القاهرة ودمشق .
كما جاء الإعلان عن زيارة سامح شكرى وزير الخاجية الى دمشق خلال الساعات المقبله والتى تعد الأولى لمسؤل مصرى رفيع المستوى منذ اكثر من ١٢ عاما مضت وتندرج فى إطار الجهود المصرية للدعم والتضامن مع سوريا وتحمل معها العديد من المقاربات ربما ما بين "دمشق والدوحة" والتى تتحفظ وفقا للتقارير الصحفية وحتى الان على موقفها من عودة سوريا الى الجامعة العربية خاصة وان السيد سامح شكرى سيقوم بزيارة كل من قطر وتركيا .
ايضا اتصال الرئيس السيسي مع الرئيس الاسد فتح الطريق أمام العرب لاجراء اتصالات وزيارات لعدد من العواصم العربية ما بين دمشق والاردن والجزائر وتونس والبحرين والامارات وسلطنة عمان والعراق بضرورة عودة سوريا الى الحاضنة العربية بوصفها تشكل أمنا قوميا مصريا وعربيا وبأهمية وضرورة عودتها للجامعة العربية ودعمها ومساندتها فى أزمتها وأزمة شعبها الانسانية الخانقة وسعى مصر والعرب معا بضرورة تخفيف الحصار الامريكى الظالم المفروض على سوريا .
ويرى العديد من المراقبين ان القمة العربية العادية المقبلة فى دورتها الثانية والثلاثين والتى تستضيفها المملكة العربية السعودية فى العاصمة الرياض ستشهد زخما عربيا يسبقه خلال المرحلة الراهنة والمقبلة تواصل القادة والملوك والرؤساء العرب مشاوراتهم المكثفه للخروج بسوريا من الازمة الطاحنة، وتمهيد الطريق أمام السعودية لاعلان عودة علاقاتها مع سوريا وترتيب للأوراق السياسية فى المنطقة بما يمكن أن يشكل عودة سوريا حدثا عربيًا تاريخيا وعودة مقعدها المجمد فى الجامعة العربية منذ ٢٠١١ فى قمة الرياض.
ويشكل الانفتاح السورى السعودى أحد أهم عوامل الاستقرار فى المنطقة وخاصة فيما يتعلق الآمر بالملف اللبنانى وما وصل اليه ومدى خطورة الوضع اللبنانى وأهميته على الجانبين السورى والسعودي بوصفهما صمام الامان للحالة اللبنانية المتردية فى ظل الفراغ الرئاسي وتأثيرها على الداخل السورى الذى مازال يعانى من التمزق نتيجة وجود مناطق خارجه عن سيطرة دمشق .