حوادث اليوم
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 09:54 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

سعيد محمد احمد يكتب : حماس” بين الرحيل والخروج من المشهد السياسي والعسكري

الكاتب الصحفي -سعيد محمد أحمد 
الكاتب الصحفي -سعيد محمد أحمد 

كل الشواهد والتقارير الإخبارية والصحفية منها سواء فى الداخل الفلسطيني أو خارجه تؤكد ان هناك توافقا دوليا واقليميا وعربيا على ضرورة خروج حماس وإقصائها من المشهد السياسي والعسكري، لإنقاذ الشعب الفلسطيني وقضيته الذى يتعرض لمأزق شديد الخطورة يدخل المنطقة فى صراع اقليمى يهدد السلام والامن فى الشرق الاوسط فى ظل سعى "حماس" توسيع نطاق الحرب اقليميا وتوريط دولا فى المنطقة للخروج من ورطتها ، وهو ما تفعله حاليا من مواصله جناحها العسكرى من استمرار التصعيد ضد الأردن وتحريض الشارع الاردنى .

فيما حملت الخارجية الأميركية موخرا حماس مسؤولية مغامرتها فى السابع من اكتوبر والقت الكرة في ملعبها حتى لايبقى أمامها سوى، القبول بالعرض المطروح والذى لا يتضمن وقف دائم لإطلاق النار وعدم الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة و تجاهل طلبها باعادة الإعمار ورفض عوده اللاجئين والمشردين الى المنطقة الشمالية مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار مترافق مع الإفراج عن الرهائن وتبادل محدود للاسرى وهو عرض يؤكد مدى تطابق الرؤية الأمريكية مع طلبات نتنياهو.

ومع اتساع شقة الخلاف بشأن"الوساطة" بين حماس وإسرائيل وتعثر استمرار المفاوضات، والاعلان لأكثر من مرة عن قرب التوصل إلى اتفاق، وهو ما فشل فيه الرئيس الامريكى "جو بايدن" سواء فى اجهاض جهود الوسطاء أو وقف اطلاق النار والافراج عن الاسرى فى ظل إصرار كل طرف على شروطه "حماس وإسرائيل" مع استمرار نتنياهو فى حربه على البشر والحجر .

والمؤكد أن منطقة الشرق الأوسط فى ظل أجواء الصراع التى تموج بها باتت على حافة حرب واسعة قد ينشط سعيرها وفقا لقدرة ومدى تماسك الاطراف اللاعبه على الصعيد الدولى والاقليمي فى المسرح السياسي والعسكرى وبما يحدث قدرا كبيرا من القلق والخلل معا فى حجم التجاوب وكيفية ضبط النفس لأقصى درجاته تخوفا من الانزلاق إلى مخاطر مجهوله على السلام والأمن الدوليين وليس فى الشرق الأوسط الذى يتعرض لمخاطر اكبر واكثر مما مضى .

لعبه جديدة وضعتها طهران حول كيفية التعامل مع إسرائيل من خلال تنشيط أذرعها فى "لبنان واليمن والعراق"

ومع دخول متغير جديد فى قواعد الاشتباك والتخلي عن منطق "توحيد الساحات"جاء الهجوم الايرانى المفاجىء على إسرائيل وفق تغيير قواعد لعبه جديدة وضعتها طهران حول كيفية التعامل مع إسرائيل من خلال تنشيط أذرعها فى "لبنان واليمن والعراق" ، ومفادها .. حفظ ماء وجه طهران عقب تدمير قنصليتها فى دمشق ودون سابق انذار، معتبره ان استمرار الغارات على سوريا قد انتهى وأن طهران رسمت خطًا احمر حول الهجمات الاسرائيلية ضد عناصرها وضد تموضعها فى سوريا، عقب إخلاء معظم عناصرها بعودتهم الى طهران .

وليس غريبا أن الهجوم الايرانى المعلوم والمتفق عليه مع ادارة بايدن جاء فى صالح نتنياهو بل ورفع من رصيده السياسي سواء فى الداخل آو الخارج ، وجاء متوافقا أيضا مع ما قدمته حماس من ذرائع الى نتنياهو على "طبق من ذهب" لسحق قطاع غزة، فيما جاء الرد الاسرائيلي على إيران بهدف تحييدها بعدم التدخل فى هجوم متوقع على جنوب غزة بحثا عن قاده حماس فى "أنفاق غزة " وتفكيك جناحها المسلح والذى يشكل انتصارا يبحث عنه نتنياهو طيله الاشهر السبع المنصرمة من حرب وحشية الخاسر الوحيد فيها الشعب الفلسطيني .

الهجوم الايرانى ساهم فى إعطاء نتنياهو مزيدا من الغطرسة والتشدد فى فرض شروطه على حماس والتضييق على حركة تواجد قياداتها فى الخارج " الدوحة

أيضا الهجوم الايرانى ساهم فى إعطاء نتنياهو مزيدا من الغطرسة والتشدد فى فرض شروطه على حماس والتضييق على حركة تواجد قياداتها فى الخارج " الدوحة" الامر الذى عرقل توصل الوسطاء فى المفاوضات ، لتعلن قطر وبشكل مفاجئ تخليها عن "دور الوسيط" وبضغوط امريكية ووفق منطق تقييم "دور الوساطة" وهو ما أكدته قطر عبر وزير خارجيتها بأن دورها "اسيء استخدامة" من قبل بعض الساسة، فى إشارة إلى نتنياهو الذى صدر عنه "تسريب " نشر فى إسرائيل، راى فيه أن دور قطر يشكل إشكالية، وأنها "تتمتع بنفوذ على حماس كونها تمول الحركة"، وان نتنياهو ابلغ عائلات المحتجزين بأنه "غضب بشدة من الأميركيين" مؤخراً لـ"تجديدهم اتفاق توسيع الوجود العسكري الامريكى في قاعدة بقطر"، مما اثار حفيظة قطر فى بيان اعربت فيه عن استنكارها الشديد من تلك التسريبات التى ترافقت مع مطالبة أعضاء فى مجلس الشيوخ الامريكى قطر بمضاعفة جهودها واستخدام كل نفوذها لضمان الافراج عن جميع المحتجزين لدى حركة حماس فى غزة، وبما ينعكس سلبا على عدم استمرار قطر فى استضافة حركة حماس على أراضيها، وان على حماس البحث عن بديل ، وهو الامر الذى بدا واضحا فى زيارة اسماعيل هنية الى تركيا موخرا.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found