قعدة صلح ونار الانتقام .. تفاصيل مقتل كريم على يد صاحب عمره بعين شمس
"نار الانتقام من سنة واستغلال قعدة صلح باتت قاتلة".. مَثل شعبي شهير يقول "احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة"، تكرر إثبات صحته مجددا بمنطقة عين شمس، التي لم يعيش قاطنيها في حالة استقرار وسكون منذ حالة الهرج التي طرأت على المنطقة بعد مقتل شاب يدعى كريم حسين، ويبلغ من العمر 31 سنة، بطريقة مفجعة على يد "صاحب عمره" برفقة أسرته وأمام أعين والدته التي باتت تشجع نجلها على استكمال مخططته وقتل الشاب كريم.
"حرقوا قلبي على ابن عمري"، بتلك العبارة المؤلمة على النفوس، بدأت والدة الشاب كريم في سرد كواليس وخفايا ما تعرض له على يد شاب اعتبره نجلها صديقه المقرب و"تحويشة العمر" لدرجة أنه طبع اسم صديقه على جسده من شدة تعلقه وحبه له، لكن كان جزاء حبه هو الغدر والقتل بدم بارد حتى يرضي غرور أسرته ويطفئ نار الانتقام المشتعلة بقلوبهم.
حيلة شيطانية انتهت بجريمة
أوضحت والدة الشاب كريم، أن نجلها بيوم الحادث، ذهب لقضاء بعض الوقت برفقة أبناء عمه، وسط ترقب من المتهمين له، وإذ بهم يرون الشاب كريم الضحية بمفرده، حتى انتهزوا الفرصة، وإذ بهم يتوجهون نحو كريم، ويحاولون إقناعه للذهاب معهم، في "قاعدة صلح" لإنهاء الخلاف الذي بدأ بينه وبين صديقه أحمد، أحد المتهمين، وحاول كريم إقناعهم لينتظروا أبناء عمه ويذهبون جميعهم للتصالح، لكنهم قالوا له: "أنت خايف تيجي لوحدك..".
كريم سقط فريسة بين يديهم
أسقطت تلك الحيلة المخادعة الشاب كريم، وسقط فريسة لصديقه وأسرته، وذلك حينما ذهب الضحية برفقتهم، دون أن يحمل بداخله ثمة نوايا للغدر، لكنهم باغتوه فور وصولهم لمحل ارتكاب الواقعة، وسدد أحد المتهمين ضربة حادة على رأس المجني عليه مستخدما "سنجة"، وتلاها ضربات بـ "مطواة"، ولم يكتفوا بذلك بل صوبوا تجاهه طلق خرطوش، حتى سقط كريم قتيلا والدماء تسيل من حوله في كل اتجاه، ولاذ المتهمون بالفرار.
سبب الجريمة خلاف من سنة
وعن سبب الواقعة، نوهت والدة المجني عليه عن أنه يعود منذ ما يقرب من سنة، حينما ذهب كريم برفقة صديقه أحمد وشقيقه عبده، وتتبعهم قوة أمنية من مكافحة المخدرات، وألقت القبض على كلا من عبده وكريم، وبعد سير التحقيقات، قضت المحكمة ببراءة كريم من تهمة حيازة مواد مخدرة، بينما عاقبت المتهم الثاني "عبده" بالسجن المشدد 7 سنوات بتهمة حيازة المخدرات.
"خناقة ستات"
وقبل الحادث بيوم، تشاجرت سيدات عائلة كريم "والدته وشقيقته"، مع عائلة أسرة صديقه أحمد، وتعدوا كلاهما على بعضهم البعض بالضرب والسب، وقالت والدة أحمد لوالدة كريم: "والله لحزنك على ابنك وأخليكي تشربي من دمه.. دول 7 سنين يا أم كريم..".
وحين وصول كريم للدفاع عن والدته وشقيقته، حاولا منعه قائلين له: "خلاص مفيش حاجة ده كانت خناقة ستات"، فتراجع كريم وذهب إلى مسكنه، وباليوم التالي أعد المتهمين خطة مُحكمة لإنهاء حياة كريم.
أسرة الضحية: سبوه مرمي في الشارع ودمه يتصفى
واختتمت أسرة الضحية ، وطالبوا بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين من العدالة، والقصاص العادل والعاجل من كل شخص تسبب في إزهاق روح كريم بتلك الطريقة المفجعة، موضحين: "دول سبوه مرمي في الشارع ودمه يتصفى..".