تصاعد المخاوف بين الفصائل الموالية لإيران بعد تفجيرات أجهزة ”بيجر” في لبنان واإجراءات وقائية سريعة
شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تصاعدًا في الأحداث الأمنية، لا سيما بعد سلسلة التفجيرات التي استهدفت أجهزة "بيجر" و"آيكوم" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله في لبنان، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والآلاف من الجرحى. هذه التفجيرات أثارت مخاوف كبيرة بين الفصائل الموالية لإيران، وعلى رأسها الحشد الشعبي في العراق، الذي اتخذ إجراءات احترازية لتجنب تكرار نفس السيناريو.
قلقً كبيرًا بين الفصائل المسلحة الموالية لإيران في المنطقة.
استهدفت التفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية من نوع "بيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني، ما أدى إلى وفاة 14 شخصًا وإصابة أكثر من 450 آخرين في حصيلة أولية. هذه الهجمات، التي لم تتبنها أي جهة رسميًا، إلا أن الشبهات تشير إلى تورط إسرائيل في عملية تفجير الأجهزة عن بعد. الأحداث كشفت عن ضعف في البنية الأمنية لحزب الله، مما أثار قلقًا كبيرًا بين الفصائل المسلحة الموالية لإيران في المنطقة.
سحب جميع أجهزة "بيجر" المستخدمة من قبل عناصر الحشد وتسليمها إلى مديرية الأمن والاستخبارات
بالتزامن مع تفجيرات لبنان، قام الحشد الشعبي العراقي باتخاذ خطوات احترازية لمنع استهداف مماثل لعناصره. وفقًا لمصادر خاصة، أصدر رئيس هيئة الأركان في الحشد الشعبي، عبد العزيز المحمداوي المعروف بـ "أبو فدك"، قرارًا بسحب جميع أجهزة "بيجر" المستخدمة من قبل عناصر الحشد وتسليمها إلى مديرية الأمن والاستخبارات. جاء هذا القرار عقب اجتماع طارئ عقد بحضور قادة الحشد، خوفًا من تعرضهم لهجوم مشابه لما حدث لحزب الله.
استهداف الفصائل العراقية ليس مستبعدًا، خصوصًا مع اشتراكها في الهجمات بالطائرات المسيرة على إسرائيل
يرى محللون أن الفصائل الموالية لإيران تواجه خطرًا متزايدًا يتمثل في الهجمات السيبرانية والتكنولوجية. وفقًا لما ذكره حميد البيضاني، عضو مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية في العراق، فإن استهداف الفصائل العراقية ليس مستبعدًا، خصوصًا مع اشتراكها في الهجمات بالطائرات المسيرة على إسرائيل. البيضاني أشار إلى أن التفجيرات في لبنان قد تكون نتيجة اختراق سيبراني لأجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله، ما يثير القلق حول إمكانية تكرار نفس السيناريو في العراق.
تحذيرمن توقيع عقود مع شركة "تاليس" الفرنسية للدفاع، مشيرًا إلى تقارير تفيد بتورط الشركة في تصنيع قطع دقيقة للطائرات والأسلحة الإسرائيلية.
في سياق متصل، حذر النائب العراقي مصطفى سند من توقيع عقود مع شركة "تاليس" الفرنسية للدفاع، مشيرًا إلى تقارير تفيد بتورط الشركة في تصنيع قطع دقيقة للطائرات والأسلحة الإسرائيلية. وجاءت هذه التحذيرات في ظل تصاعد المخاوف من الاختراق السيبراني الإسرائيلي بعد أحداث لبنان.
كشفت التفجيرات عن هشاشة في منظومة الاتصالات والأمن لدى حزب الله
إلى جانب الخسائر البشرية الكبيرة، كشفت التفجيرات عن هشاشة في منظومة الاتصالات والأمن لدى حزب الله، مما دفع قياداته إلى اتخاذ تدابير احترازية وتوعد برد قوي على إسرائيل. ومع استمرار التحقيقات، يبقى مصير هذه الفصائل مرهونًا بمدى قدرتها على تعزيز بنيتها التحتية الأمنية والتقنية.
مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، حيث تبرز الهجمات السيبرانية كأداة فعالة
تشير التطورات الأخيرة إلى مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، حيث تبرز الهجمات السيبرانية كأداة فعالة لاستهداف الفصائل المسلحة الموالية لإيران. وفي ظل تصاعد المخاوف، تبقى الإجراءات الوقائية التي اتخذتها هذه الفصائل غير كافية ما لم يتم تطوير أنظمة دفاعية فعالة لمواجهة التحديات التكنولوجية المتقدمة التي تفرضها هذه المرحلة.
