عذبها ومنحها الدواء.. ماذا حدث في جريمة عامل وعشيقته الحامل بكرداسة؟
أمسية عاطفية ولقاء حميمي منتظر هكذا ظنتها "حسنية" لكن عشيقها "محمود.م." رسم سيناريو مغايرا تماما لما دار في خلدها، نهاية مأساوية للسيدة الثلاثينية. عُثر على جثتها ملقاة بقارعة الطريق ترتدي ملابس نوم حريمي لتكشف رحلة ضباط المباحث عن كواليس ما جرى في تلك الليلة الظلماء.
عذبها ومنحها الدواء.. ماذا حدث في جريمة عامل وعشيقته الحامل بكرداسة؟
داخل مسكنه بقرية بني مجدول التابعة لمركز كرداسة شمال الجيزة، استضاف "محمود" الذي يعمل في جمع الخردة ربة منزل تكبره بعشر سنوات بعد تركها مسقط رأسها بمحافظة أسيوط.
أخبرها أنه سيكون العون والسند لها في غربتها بعد انفصالها عن بعلها. نصب شباك الحب والغرام عليها فوقعت ذات الـ37 سنة في شباكه لتنشأ بينهما علاقة عاطفية سرعان ما تسللتها علاقة حميمية أسفرت عن حملها سفاحا.
في إحدى الليالي دبَّ خلاف بين العشيقين، اعتدى "محمود" على "أم مولوده" المنتظر بالضرب المبرح.
ضربها على ساقيها بحزام جلد وصفعها على وجهها مرات عدة حتى ارتطمت بالأرض. ظهرت على "حسنية" علامات إعياء شديدة فرق قلب عشيقها. أحضر لها أقراصًا مسكنة للآلام على أمل استعادة عافيتها في الصباح.
مع شروق شمس اليوم التالي اكتشف "محمود" وفاة محبوبته. أخذ يحركها يمينا ويسارا ظنا أنها دخلت في غيبوبة لكنها رحل إلى دار الحق.
لم يتردد عامل الخردة في طلب العون من شقيقه الأكبر "إسماعيل". اتصل به وقص عليه ما حدث فاتفقا على التخلص من الجثة؛ لإبعاد الشبهة عن "محمود".
لفَّ الاثنان الجثة في ملاءة سرير ووضعاها في تروسيكل بدون لوحات معدنية قاده "محمود" قاصدا طريق "صفط اللبن - كرداسة" حتى وصلا إلى مدق ترابي وتخلصا من الجثة بمكان العثور عليها وفرا هاربين ولسان حالهما "كده تمام.. محدش شافنا".
صباح اليوم التالي، عثرت الشرطة على جثة سيدة ثلاثينية "حامل" مقتولة بطريق صفط اللبن كرداسة، ترتدي "قميص نوم حريمي" وملفوفة بملاءة.
أظهرت مناظرة اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية، وجود آثار ضرب بمنطقة الرأس فضلا عن كدمات متفرقة بالجسم فضلا عن وشم على يديها وذراعها بمنطقة الكتف.
شكل اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة فريق بحث بقيادة نائبه اللواء عاصم أبو الخير وبمشاركة العميد عمرو البرعي رئيس قطاع أكتوبر.
لم يكد يفرغ العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة شمال أكتوبر، من معاينة الجثة ومسرح العثور عليها حتى عقد اجتماعا مغلقا بضباط فريق البحث تنسيقا مع قطاع الأمن العام ووحدة مباحث كرداسة.
تركزت الخطة على فحص بلاغات التغيب ومراجعة كاميرات المراقبة بخطوط السير المحتملة التي سلكها الجاني للتخلص من جثة القتيلة فضلا عن الاستعانة برجال الأدلة الجنائية والطب الشرعي؛ لحل "الجريمة اللغز".
جهود البحث والتحري التي قادها الرائد معتصم رزق رئيس مباحث كرداسة توصلت إلى أن القتيلة حضرت إلى القاهرة مؤخرا بعد انفصالها عن زوجها. تعرفت على عامل جمع قمامة "27 سنة" مقيم قرية بني مجدول بدائرة المركز.
عرض صاحب الـ27 ربيعا على السيدة الإقامة رفقته "هنقول للناس انك مراتي" لإضفاء شرعية على تواجدها بالمنزل. استمر الحال لفترة ليست بالقصيرة مارسا خلالها الجنس حتى حملت العشيقة جنينا في أحشائها.
يوم الحادث وقعت مشادة كلامية حادة بينهما اعتدى العشريني على عشيقته بالضرب أصيبت على إثرها بحالة إعياء شديدة خلدت بعدها إلى النوم إلى جوار عشيقها الذي فوجئ بوفاتها صباح اليوم التالي. اتصل بشقيقه طلبا للمساعدة وتخلصا من الجثة بمكان العثور عليها.
عقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية بقيادة الرائد معتصم رزق ومعاونه الرائد عبد الرحيم الرفاعي من ضبط المتهم الرئيسي وشقيقه وأقرا بارتكاب الواقعة على النحو المُشار إليه وأرشدا عن مكان التروسيكل المستخدم وأمكن ضبطه.
اصطحبت قوة أمنية المتهمين إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التمثيلية للواقعة في حضور ممثل من النيابة قبل اقتيادهما إلى محبسهما ليسدل الستار على جريمة واجه فيها رجال المباحث تحديات عدة إلا أن عملهم الدؤوب أثمر عن فك طلاسهما والتأكيد على أنه ما من جريمة كاملة.