زوجةعلي تطلب الطلاق بعد خناقة نص اليل
جلس علي حائراً لا يعرف كيف يتصرف إزاء الإعلان الذي جاءه بطلب زوجته الطلاق منه بعد مشاجرة عنيفة دارت بينهما تحول فيها لوحش كاسر لأول مرة في حياته وخرج عن كافة التقاليد والأصول التي تربي عليها وبات واحداً من الرجال الذين يتحولون إلي أشباه حيوانات في معاملة زوجاتهم بشكل يفتقد لكثير من الرحمة وتتلاشي فيه المودة والمحبة وهو ما كان يرفضه طوال حياته. كان علي إنساناً مسالماً لا يعرف المشاكل تعلم منذ نعومة أظفاره المسئولية والاعتماد علي النفس حيث توفي والده وكان وقتها في المرحلة الاعدادية الأمر الذي أفقده كثيراً من الرفاهية وبات مفروضاً عليه العمل في الاجازة الصيفية بدلاً من اللعب والخروج مع أقرانه فذهب للعمل في مطعم الأسماك المملوك لزوج خالته لتدبير نفقات استمراره في الدراسة من ناحية ومساعدة أمه في تربية شقيقاته الثلاث من ناحية أخري عاني الفتي كثيراً في حياته إلا أنه لم يشعر يوماً بالضيق أو يبدي تضرره من المسئولية التي ألقيت علي عاتقه بشكل مفاجئ لإدراكه أن هذه هي حكمة القدر وعليه أن يتحملها لا جدال وعلي هذا النحو صارت كافة تفاصيل حياته حتي تخرج في كلية التجارة ثلاث سنوات قضاها الشاب عقب تخرجه يعمل محاسباً في المحل الذي شهد طفولته وأيام صباه حتي كان لقاءه بأحد أصدقاء زوج خالته والذي جاء لتناول الغداء برفقه أسرته فطلب منه الرجل توفير أي فرصة عمل للشاب الذي كان يعتبره مثل أبنائه بفضل علاقات صديقه المتعددة وهو ما كان بالفعل حيث أوجد له وظيفة كمحاسب في أحد البنوك التحق علي بوظيفته الجديدة التي كان يذهب إليها في الصباح ويخلد للنوم بعدها عدة ساعات للراحة ثم يتوجه للمطعم ليلاً لمراجعة حسابات المحل طوال اليوم بعد أن بات المكان جزءاً من حياته لا يستطيع الانفصال عنه في الوقت الذي كان يوفر له دخلاً مرضياً يجعله يعيش حياة كريمة مرت السنوات وانتهي علي من رسالته تجاه أسرته وبات واجباً عليه البحث عن امرأة تشاركه الحياة ليؤسس أسرة ويواصل حياته مثل أقرانه الذي صار لديهم من الأبناء واحداً وثلاثة لم يكن للفتي خبرة في أمور الزواج تجعله يحسن الاختيار في أمر الزواج فعهد بالأمر لشقيقته التي أحضرت له ابنه خالة زميلتها في العمل التي كانت قد شاهدتها من قبل برفقتها وأعجبت بذكائها وتحملها للمسئولية وكيف أنها إنسانة يعتمد عليها فأدركت أن هذه ستكون الوحيدة التي ستسعد شقيقها كان علي يكبر إيمان بعشر سنوات إلا أنه من أول لقاء بينهما حدث توافق لمسه الجميع فكان زواجهما في حدود الامكانيات المتاحة للاثنين واستمرت الحياة بينهما حتي كان ما كان في احدي الليالي وعقب عودته متأخراً من عمله من المطعم كعادته كل يوم كان وقتها يشعر بارهاق شديد فوجئ بزوجته تنفجر في وجهه معاتبة له علي إهماله لها وهوما اعتاده منها كل يوم إلا أن هذه المرة كان الأمر مختلفاً حيث شعر بتطاولها عليه بشكل جعله يفقد شعوره فقام بالاعتداء عليها بالضرب ثم ترك لها المنزل وانصرف وهو في حالة لا يرثي لها جلس الرجل علي أحد المقاهي مؤنباً نفسه علي ما فعل فلم يكن يتصور يوماً أن يكون واحداً من الرجال الذين يتعاملون مع زوجاتهم مثل الحيوانات ويقومون بالاعتداء بالضرب عليهن وبعد طول تفكير وندم علي ما فعل قرر شراء صحبة من الفاكهة وعاد للمنزل للاعتذار علي ما بدر منه علها تسامحه وتخلصه من العذاب الذي يحيا فيه دون أن يدرك أنه سيجد في انتظاره عذاباً من نوع آخر عاد علي للمنزل فوجد إيمان قد جمعت متعلقاتها وانصرفت إلي منزل أسرتها فشعر بحرج شديد للصورة التي سيكون عليها عندما تروي لهم تفاصيل اعتدائه عليها فمن المؤكد سيسقط من نظر والدها الذي كان يعامله مثل ابنه حيرة شديدة عاش فيها علي لا يعرف كيف يتصرف حتي جاءه إعلان من محكمة الأسرة بجرجا يعلنه بطلب زوجته الطلاق منه فلم يصدق نفسه وأسرع إلي منزل أسرتها علها تتراجع عما فعلت إلا أنه وجد استقبالاً فاتراً من الجميع في الوقت الذي رفضت هي مقابلته ليتأكد أن الطلاق واقع لا محال فأرسل لها بقسيمة خلاصها