موسم قصب السكر ينطلق بقوة فى محافظة سوهاج والمصانع تبدأ إنتاج السكر.. .. المساحة المزروعة بالمحافظة 18 ألف فدان.. مركز دار السلام يستحوذ على النصيب الأكبر .. ومصنعى سكر دشنا وجرجا يستقبلان 176 ألف طن
فرحة الفلاح لا تضاهيها فرحة عندما يشهد محصوله ينمو وينضح ويصل إلى مرحلة الحصاد.. وهذا الأمر ظهر جليا مع قيام المزارعين بعدد من مراكز محافظة سوهاج فى حصاد واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية على الإطلاق وهو محصول قصب السكر هذا المحصول الذى تغنى به المزارعين فى كل ربوع مصر وخاصة بالمحافظات التى تشتهر بزراعته ومنها محافظة سوهاج التى تعد واحدة من اهم محافظات الصعيد فى زراعته.
ومحصول القصب غنى له المزارعون "يا أبو اللبايش يا قصب عندنا فرح واتنصب.. جابوا السرير على قدها نزلت تفرج عمها.. قال يا حلاوه شعرها تسلم عيون اللى خطب".. هذه الكلمات ما زال أهالى الصعيد يتغنون بها مع بدء موسم حصاد وتوريد قصب السكر فى مراكز دار السلام والبلينا وجرجا والمراغة وتوريد ناتج المحصول إلى مصنعى سكر جرجا ودشنا.
شهدت محافظة سوهاج انطلاق موسم حصاد قصب السكر على مستوى المحافظة داخل 18 ألف فدان هى المساحة المنزرعة بالمحصور والتى يتم توريدها إلى مصنعى سكر جرجا وسكر دشنا ويعد مركز دار السلام من أكبر المراكز التى تقوم بزراعة المحصول على مساحة 11 ألف فدان، بينما مراكز البلينا وجرجا والمراغة تستحوذ على 7000 آلالف فدان، وفق تصريحات المهندس محروص محمد عبدالرحيم على مدير إدارة المحاصيل السكرية بمديرية الزراعية بسوهاج.
وأضاف المهندس مختار علام مدير عام الإصلاح الزراعي بسوهاج ونقيب الزراعيين ورفقة المهندس عماد الحكيم مدير إدارة التعاون بالمديرية، أن موسم حصاد القصب بسوهاج انطلق ومعه الخير للمزارعين بعد زيادة سعر الطن لـ 1500 جنيه هذا العام، وبسواعد المزارعين بدأت المصانع تستقبل محصول قصب السكر منذ بداية الموسم، حيث يتم توريد المحصول بسوهاج لمصنع سكر جرجا ومصنع سكر دشنا وحتى الأن تم توريد 176 ألف طن حتى الأن ومستمرون فى عملية التوريد حتى نهاية الموسم.
ومن جانبه أوضح على محمود توفيق مندوب مصنع سكر جرجا، أن المحصول هذا العام مبشر جدا، ومصنع سكر جرجا يحتاج قيام المزارعين بتوريد كل ما لديهم من زراعات للقصب من أجل عمل المصنع بكامل طاقته، ودار السلام وقرى البلابيش تحديدا تعد من أكبر القرى فى زراعة محصول القصب وإننا نطالب المزارعين فى التوسع فى عملية زراعة القصب من إمداد المصانع بالمحصول لزيادة الإنتاج وهذا الموسم هذا العام مبشر جدا، حيث ينتج الفدان من 40 إلى 50 طن، وأن عملية التوريد تتم يوميا للمصنع .
وبين أن الموسم يعود بالخير على الجميع من خلال مشاركة العديد من العمالة فى عملية الحصيد والتقشير والتحميل حيث أن الموسم يعمل به الشباب والفتيات والكبار والجمال والمحاريث.
وأوضح أن قصب السكر لا يُستخرج منه السكر فقط، ولكن يتم أيضاً استخلاص "المولاس" والذى يتم استخدامه فى العديد من الصناعات الأخرى بالوجه البحرى، مثل إنتاج: "الكحول الإيثيلى أو الخميرة أو المذيبات العضوية أو مواد التجميل أو العطور"، كما يدخل قصب السكر فى العديد من الصناعات الأخرى مثل صناعة الأخشاب الحبيبى والتى لها مصنع مستقل داخل المصنع الرئيسى، وينتج هذا المصنع الخشبى نحو 5 آلاف لوح خشب حبيبى فى اليوم الواحد، بالإضافة إلى إنتاج "طينية المرشحات"، وهى أحد المنتجات الجانبية فى محصول السكر والتى يستخدمها المزارع كمخصبات زراعية.
يذكر أن زراعة قصب السكر دخلت مصر فى العهد الأموى، فى ولاية "قرة ابن شريك"، بعد أن استقدم العرب فسائل القصب من الهند، وزرعوها فى الصعيد، حيث انتشرت مصانع قصب السكر فى عهد محمد على باشا، وفى عهد حفيده الخديو إسماعيل، حيث قام ببناء 18 مصنعا فى الصعيد منهم مصنع الضبعية الذى اندثر.
ووصف المؤرخ على باشا مبارك مصنع الضبعية، وهى قرية كانت تتبع قنا قديماً، وصارت حالياً ضمن محافظة الأقصر، بالوصف التالى - نقلاً عن نصه بالخطط التوفيقية صفحة 27 من الجزء الثالث عشر- "فى الضبعية للدائرة السنية تفتيش أطيان عشرة آلاف فدان تزرع قصبا وتسقى بالوابورات وبها فاوريقة فرنساوية ذات عصارتين وآلات كاملة لعصره وعمل السكر منه، وينقل إليها القصب بسكك حديد زراعية معمولة هناك، وشغلها دائما ليلاً ونهاراً كباقى الفاوريقات بواسطة وابور نور، تتفرق أنواره على العنابر والآلات والمخازن وجميع الأماكن اللازمة للشغل".