الطفل ”شريف” رحلة من العذاب تنتهي بحياة جديدة
طفل صغير تركته والدته يوم ولادته بعد خروجها من باب المستشفى، دون أن تعود له مرة أخرى، لتتركه وحيدا يواجه صعوبات الحياة.
تفاصيل القصة
تعود القصة إلى ما يقرب من 10 سنوات، عندما تجردت أم من كل مشاعر الأمومة والإنسانية، وتحالفت مع الشيطان الذي زين لها إلقاء مولودها خلف مستشفى سيد جلال في باب الشعرية يوم ولادته.
رحلة جديدة
تدخلت العناية الإلهية في إنقاذ الرضيع بعد أن وجده فرد أمن كان عائدا من عمله، ولم يحرر محضرا بالعثور عليه بل تم تسليمه لأسرة كان يعرفها جيداً طيبة القلب ومحبوبة من الجميع، لتبدأ رحلة الطفل من هنا.
بدأ شريف وهو الاسم الذي اختارته له السيدة، العيش وسط عائلته الجديدة المكونة من 4 أفراد وهي السيدة و3 بنات، عاش الطفل ما يقرب من عام، دون شهادة ميلاد ودون أوراق إثبات تحت رعاية الأسرة الجديدة.
شهادة ميلاد مزورة
بعد مرور عام، عاد فرد الأمن الذي عثر عليه في البداية مجدداً إلى منزل السيدة، ومعه شهادة ميلاد مزورة للطفل باسمه واسم زوجته، ولكنه فشل في أخذ الطفل من أحضان أمه.
8 سنوات يعيشها الطفل شريف في أحضان تلك الأسرة، التحق بالصف الأول الإابتدائي ثم الصف الثاني، يعيش مع الأخوات الثلاث حياة رائعة مليئة بالبهجة والسرور، يحلم بمستقبل زاهر، ولكن لا يعلم ما يخبئ الزمن له.
أحلام ضائعة
توفي فرد الأمن الذي عثر عليه بعد مرور 8 سنوات، لتعود زوجة فرد الأمن مجدداً لمنزل السيدة ومعها شهادة الميلاد المزورة، وتبدأ في ابتزاز الأسرة قائلة: “هاتوا فلوس وإلا هتهمكم بالتزوير وأن الولد ده مش ابني.. هاتوا فلوس وإلا هاخد الطفل ومش هوريكم وشه تاني وهحسر قلوبكم عليه!”.
لم تكتف زوجة فرد الأمن بذلك، بل اصطحبت محاميا وقامت برفع قضية على السيدة، أتت الشرطة إلى منزل السيدة وأخذتها هي والطفل شريف، واصطحبتهما إلى النيابة العامة.
وبسؤالها: “مين الواد ده يا ست انتي؟"، سردت السيدة القصة منذ بدايتها، وأمرت النيابة بعد سماعها بعمل تحليل DNA للطفل مع السيدتين، ليكتشف أنه ليس ابنا لأي منهما، وقررت النيابة براءة السيدة التي قامت بتربيته، وتم حفظ محضر زوجة فرد الأمن بسبب نية السيدة وحسن رعايتها للطفل.
ما مصير شريف؟
قررت النيابة العامة إيداع الطفل في دار رعاية الدفاع الاجتماعي التابع لـ "وزارة التضامن الاجتماعي"، لتتحول حياة الطفل فجأة ويواجه مشاكل كثيرة وتتغير حياته نحو الأسوأ، بعدما كان يعيش 8 سنوات وسط أحضان أسرته وأخواته الثلاث، وخسر سنة من مستقبله التعليمي بعدما لم يحضر امتحانات نهاية العام.
ما يقرب من 3 شهور على غياب شريف عن أسرته، أصيبت الأم بصدمة وحالة انهيار، وكانت تذهب له 3 مرات أسبوعياً، حاملين له الأكل والشراب، لأنهم غير قادرين على العيش دونه.
بدأ شريف رحلته في دار الرعاية، وكان مثل أي طفل شقي كثير الحركة، يرغب في اللعب والركض والقفز طوال الوقت، وذلك لم يرض موظف بالدار فاعتدى عليه بالضرب وصفعه على وجهه، فحزنت السيدة حزناً شديدا عليه، واستنجدت بالمهندس رامي الجبالي.
استجابة سريعة
وقال المهندس رامي الجبالي، مؤسس صفحة "أطفال مفقودة"، على صفحته على موقع "فيسبوك"، "لما سألت الست أنتي عاوزاه ليه طيب"؟ كان ردها وهي بتعيط "حد بيسأل أم عاوزه ابنك الصغير ليه.. الله يسامحك.. خدوني شغلوني في الدار خدامة له هو والعيال اللي هناك دي كلها وأنا راضية.. والله راضية”.
وناشد الجبالي، رجال مكتب حماية الطفل التابع لمكتب النائب العام، أن يرحموا الطفل من وجوده في دار رعاية و تسليمه للأسرة بعد التعهد بحسن رعايته وتسهيل إجراءات كفالته لهذه الأسرة حرصا على مصلحه الطفل ومستقبله.
وسرعان ما استجابت النيابة العامة من خلال رجال مكتب حماية الطفل التابع للنائب العام، وقامت بنقل الطفل إلى مؤسسة "فيس" لكي يحافظوا عليه لحين تسليمه للأسرة.
وأمرت النيابة العامة بوقف الموظف الذي اعتدى على الطفل وسيتم فصله، كما تم تسليم الطفل شريف الخميس الماضي، لوالدته التي قامت بتربيته 8 سنوات.